مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_الجرح_واحد_والقاتل_واحد
في مقالة الجرح واحد والقاتل واحد تتناول أبواق النظام السوري المجرم بشار الأسد تستنكر جرائم العدو الصهيوني في غَزَّةَ والضفة الغربية، بينما تتجاهل جرائم نظامه بحق الشعب السوري. على مدى 12 عاماً، شهد السوريون مآسي لا حصر لها من قتل وتهجير وتجويع، حيث توزعوا بين قتيلٍ وجريحٍ ومعتقلٍ. تصريحات بشار الأسد حول المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني تأتي في وقتٍ يُعاني فيه السوريون من ويلات القصف والتجويع من نظامه. كيف يمكن لمجرم أن يتحدث عن العفاف والعدالة بينما هو من دمر بلاده وهجر شعبه؟ إن هذه المفارقات تكشف عن نفاق النظام الذي يستغل القضايا الإنسانية ليخفي جرائمه.
الجرح واحد والقاتل واحد: جرائم العدو الصهيوني والمجرم بشار الأسد
مِنْ مُضْحِكَاتِ الأقدار أن تسمع أبواق النظام السوري المجرم بشار الأسد يستنكر جرائم العدو الصهيوني في غَزَّةَ والضفة الغربية، ويتناسى جرائم سيده بشار الأسد ضد الشعب السوري؛ وما فعله بحق الملايين من السوريين الذين توزعوا بين قتيلٍ وجريحٍ وسجينٍ ومُعوَّقٍ ونازحٍ ومُهَجَّرٍ ومُهَدَّدٍ ومحاصرٍ ومُجَوّعٍ؛ على مدى 12 عام قانية الدم وقاتمة السواد.
تصريحات بشار الأسد
وسبق أن صَرَّحَ مجرم الحرب بشار الأسد خلال القمة العربية التي عُقِدَت في المملكة العربية السعودية؛ مُتقمصاً دور المومس؛ التي تتحدث عن العفاف، صَرَّحَ بعدة أمور حول القضية الفلسطينية، مستنكراً المجازر التي ترتكبها الدولة العِبْرِيَّة بحق الفلسطينيين في غَزَّةَ، من قصف للمشافي والمدارس، ودور العبادة من مساجد وكنائس، وآبار المياه والمخابز ومراكز التسوق، ومخازن الأدوية، واستهداف مباشر للمدنيين، واعتبر كل ذلك إجراماً غير مسبوق.
استياء شعبي
وأدَّت هذه التصريحات إلى استياء شعبي بين السوريين في شمال غرب سورية المحررة، بسبب القصف والتجويع والقتل والتهجير القسري، الذي مارسه النظام المجرم على الشعب السوري طوال سنوات القتل والذبح والحصار والتجويع، ليأتي ويستنكر إجرام الكيان الصهيوني الذي هو سبقه بعمليات الإجرام بمراحل كثيرة.
مقارنة بين الجرائم
طبعاً الدولة العِبْرِيَّة فعلت أفظع الجرائم في غَزَّةَ، ولكن مجرم الحرب بشار الأسد قام بتدمير سورية وهَجَّرَ أهلها، ولم يَبْقَ أي مستشفى أو أي مدرسة ومؤسسة إلا وقصفها، ولا مقبرة إلا نبشها وسرق أطراف موتاها، حتى الأسواق لم تنجو من براميل الموت التي كان يقصفها على رؤوس المدنيين الآمنين في بيوتهم ليل نهار، بالتعاون مع روسيا وإيران وحزب الشيطان اللبناني والميليشيات الرافضية التي جنّدتها دولة ملالي قم.
دعم إدلب لغزة
ورغم ما تشهده محافظة إدلب من قصف عنيف من قبل الطيران الروسي في الشهر الأخير؛ فإن أهلها والنازحين إلى الشمال المحرر يساندون أهل غَزَّةَ في مظاهراتهم اليومية، مُعَبِّرِينَ عن دعمهم لصمود أهل غَزَّةَ، رافضين تصريحات مجرم الحرب بشار الأسد وأبواقه المخادعة.
الجراح المشتركة
إن غَزَّةَ وإدلب تعيشان اليوم نفس الجرح والقاتل واحد، وإن مجرم الحرب بشار الأسد هو من قتل السوريين والفلسطينيين واللبنانيين، ودَمَّرَ منازلهم وهَجَّرَهُم قسراً من مُدنهم بعد أن ضَيَّقَ عليهم سُبُلَ العيش والحياة، فقد جَوَّعهم وحرمهم من الدواء والماء والغذاء كما يفعل الصهاينة اليوم بأهل غَزَّةَ الذين استفادوا من عمليات بشار ضد شعبه، وتَعَلَّمُوا منها الكثير.
وكيف لمجرمٍ أن يُحاضر بالعروبة والشرف بعد أن دَمَّرَ سورية وهَجَّرَ نصف شعبها؛ وقتل النساء والأطفال، ونحن هنا من الشمال السوري المحرر، نؤكد أننا نقف بجانب أهلنا في غَزَّةَ؛ وندعمهم بكل ما نستطيع، ونؤكد لهم أن كل ما صَرَّحَ به مجرم الحرب بشار الأسد وأبواقه ما هي إلا شعارات كاذبة خادعة لا أكثر.
وقد شهدت مناطق شمال غرب سورية المحرر تظاهرات مستمرة منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول وإطلاق معركة طوفان الأقصى إلى الآن؛ دعماً لأهلنا في غَزَّةَ، والتأكيد على الوقوف إلى جانبهم، وإنَّ جُرْحَهُم وجُرْحَ الشعب السوري هو جرح واحد، ومسيرتنا وكفاحنا واحد؛ منذ وطئت أقدام الصهاينة أرض فلسطين، ومنذ تَسَلُّم آل الأسد حُكْمَ سورية غدراً وخديعة، وسنظل على هذا الطريق نسير معاً حتى النهاية فإما نصرٌ أو شهادة.
الخاتمة:
في ظل هذه الظروف المأساوية، يبقى الشعب السوري في شمال غرب البلاد مُصمماً على دعم أهل غَزَّةَ ومساندتهم في محنتهم. إن الجرح الذي يعاني منه السوريون والفلسطينيون هو جرح واحد، والقاتل هو نفسه، مجرم الحرب بشار الأسد. لن تنجح محاولات النظام في تغيير الحقائق أو إخفاء جرائمه من خلال شعارات كاذبة. نحن هنا لنؤكد تضامننا مع أهل غَزَّةَ، ونُعبر عن إدانتنا لكل أشكال الإجرام، سواء كانت من الاحتلال الصهيوني أو من نظام الأسد. ستبقى مسيرتنا وكفاحنا مستمرين حتى تحقيق النصر أو الشهادة، وعلينا أن نتذكر دائماً أن الأمل يبقى حياً في قلوبنا رغم كل التحديات.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_الجرح_واحد_والقاتل_واحد