الأربعاء, فبراير 5, 2025
spot_img
الرئيسيةتقدير موقفلا تُدَانُوهم وانْبُذُوا إليهم جميعاً(5 مبادئ أساسية لرفض التعامل مع القوى الغازية)

لا تُدَانُوهم وانْبُذُوا إليهم جميعاً(5 مبادئ أساسية لرفض التعامل مع القوى الغازية)

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_زهير_سالم_لا_تُدَانُوهم_وانْبُذُوا_إليهم_جميعاً_على_سواء

لا يجوز التعاطي بأي شكل من الأشكال الإيجابية مع القوى الصهيونية والروسية والأمريكية والإيرانية بكل زعانفها المحتلة للأرض السورية. هذه فتوى وطنية سياسية، إذ إنني لا أُفتي في أمر الدين من حلال وحرام، بل أتحدث باسم المصلحة الوطنية.

فالأحداث الأخيرة، مثل انهيار بناية في حمص العدية نتيجة قصف الاحتلال، تذكّرنا بمأساة الأبرياء الذين فقدوا حياتهم بسبب التعامل مع هؤلاء المحتلين. من حق هؤلاء الضحايا أن نترحم عليهم ونحتسبهم عند الله شهداء. لذا، يجب أن نتذكر جميعًا أن أي شكل من أشكال التعامل مع قوى الاحتلال، سواء كان ذلك بالابتسامة، أو المصافحة، أو حتى التجارة، يعتبر محظورًا وطنيًا. علينا أن نستفيد من الدروس التاريخية التي تُظهر أهمية الوحدة والرفض أمام المحتلين، لنحمي وطننا ونصون كرامتنا.

لا تُدَانُوهم وانْبُذُوا إليهم جميعاً على سواء

فتوى وطنية ضد التعامل مع المحتلين

ولا يجوز التعاطي بأي شَكلٍ من الأشكال الإيجابية مع القوى الصهيونية والروسية والأمريكية والإيرانية بكل زعانفها المحتلة للأرض السورية..

وهذه فتوى وطنية سياسية، وأنا لا أُفْتِي في أَمْرِ الدِّيْنِ من حلالٍ وحَرَام؛ وإنما أتكلم باسم المصلحة الوطنية.

مأساة حمص

بالأمس انهدَّت بناية كاملة في حِمص العديَّة، قَصَفَتْ فَهَدَّتْ على رؤوس ساكنيها، لأن مالكها أَجَّرَ بعض شُققها لبعض هؤلاء المحتلين المريبين. وكانت المصيبة بحق الساكنين من المواطنين السوريين الأبرياء.

من حق أهلنا الأبرياء، الذين قضوا في هذا القصف، وقد بلغوا العشرة، أن نترحم عليهم، وأن نحتسبهم عند الله شهداء. اللهم اغفر وارحم واجبر المصاب، وأجمل العزاء.

تحذير من التعامل مع المحتلين

ومن واجبنا أن نُذَكِّر كلَّ أبناء وطننا الصادقين المخلصين، أن كل أشكال التعامل مع قوى الاحتلال، بهيئاته وأفراده يدخل في دائرة المحظور الوطني. لا نبتسم في وجوههم، لا نُسَلِّم عليهم، ولا نَرُدَّ عليهم إذا سَلَّمُوا، لا نقاربهم ولا ندانيهم، لا نؤاجرهم ولا نبايعهم ولا نشاريهم، ولو رغيف خبز..

مثال من التاريخ

وأُحِبُّ أن أُذَكِّر كل أبناء شعبنا أنه على مثل هذه الفتوى، فاصل شيخ الإسلام العِزُّ بن عبد السلام صاحب دمشق الملك الصالح. فقد عَقَدَ الأخير صلحه مع الصليبيين، وسمح لهم بموجب الصلح أن يدخلوا دمشق، وأن يمتاروا منها، وأن يبيعوا ويشتروا، ويصلحوا نعالهم وسلاحهم..

وصعد الشيخ منبر الأموي، ورَدَّ كلام وليُّ الأَمْرِ، وما أجمل الشيخ عندما يكون وَلِيُّ ’’وَلِيُّ الأَمْرِ‘‘ ولا تُصدِّقوا الخوارين الكذابين، فقد استقر رأي الأكثرين من المُفَسِّرين، أن المُراد بقوله تعالى ’’وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‘‘ العلماء. وأن دلالة الآية أنْ يُطِيعَ الحاكمُ الشيخَ العَالِمَ وليس العكس. وكل من قَلَبَ فقلبه مقلوب، ورأسه منكوس’’ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ‘‘.

غضب الشيخ

الشيخ ابن عبد السلام غَضِبَ، وأعلن غضبه على الناس فأطاعه الناس، وغَضِبَ الملك الصالح، ووصفه بالصالح من الإثم والإفك، فأَمَرَ بسجن الشيخ فُسُجِنَ، ثم أرسل إليه يغريه، فأبى سلطان العلماء..كل إغراء، وأن يهادن بما أوصينا بمثله اليوم. لا تُصْلِحُوا لهم شِسْعُ نَعْلٍ انقطع…

موقف الشيخ

وبعد مفاوضات مع وزير السلطان لم يسحب الشيخ فتواه، وتمسَّك بها، وغادر دمشق إلى مصر، ليبيع المماليك الملوك في المزاد، ليمول المعركة مع التتار، ويكون النصر المؤزر ببركة الشيخ في عين جالوت.. التي ما زلنا نتمدح ونتفاءل بنصرها.

دعوة للشعب السوري

أحكي لكم كل هذه الحكاية أيها السوريون جميعا في الداخل والخارج، لأُبين لكم أنني لا أدعوكم أن تطيعوني؛ وإنما أطيعوا سلطانكم شيخكم العِزُّ بن عبد السلام: لا تبتسموا في وجه محتل وأخطرهم الصفوي الحاقد اللئيم، لا تُسَلِّموا عليه، لا تبيعوه ولو رغيف خبز، لا تدانوه، انبذوه وانبذوا كل أمره على سواء. ورضي الله عن علمائنا السلاطين، الذين علَّمونا، وقَدَّموا لنا المثل من قلب التاريخ؛ وإلى مِثْلِ عين جالوت نغدو بإذن الله..

رحم الله الصالحين الذين غُدِروا أمسِ في حِمص. ولعنة الله على الراشي والمرتشي والرائش بينهما؛ على القاصف والمقصوف والكامخ الذي بينهما..

الخاتمة:

في ختام هذه الرسالة، ندعو جميع أبناء الوطن إلى الالتزام بالمبادئ الوطنية الراسخة، ورفض أي شكل من أشكال التعامل مع القوى المحتلة. إن تاريخنا مليء بالأمثلة التي تؤكد أهمية الوحدة والتمسك بالكرامة في مواجهة الاحتلال. لن نسمح بأن تكون حقوقنا وأراضينا عرضة للمساومة. فلنتذكر دائمًا أن كل تنازل عن الحق هو خطوة نحو الفشل. رحم الله الشهداء الذين سقطوا في سبيل الوطن، ولعنة الله على كل متعاون مع المحتلين. فلنقف جميعًا صفًا واحدًا في مواجهة الظلم، ولنعمل معًا من أجل حرية وطننا واستعادة حقوقنا المسلوبة.

_________

أ.زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي.

تقدير الموقف هذا يُعَبِّرُ عن رأي كاتبه ولا يُعَبِّرُ بالضرورة عن رأي الموقع.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_زهير_سالم_لا_تُدَانُوهم_وانْبُذُوا_إليهم_جميعاً_على_سواء

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات