مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_لماذا_لا_يزال_مجرم_الحرب_بشار_الأسد_في_السُّلطة
تساؤلات عديدة تطرحها معاناة الشعب السوري: لماذا لا يزال بشار الأسد في السُّلطة رغم المجازر والإبادة التي تعرض لها المدنيون؟ يُعزى هذا البقاء إلى دور المجتمع الدولي الذي سكت عن جرائم النظام، رغم الأدلة الواضحة التي تدين الأسد. فالمجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، لم يتخذ خطوات فعالة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. في ظل هذه الظروف، تُعتبر سورية اليوم مقبرة جماعية لمئات الآلاف من الضحايا، مما يثير مخاوف جدية حول العدالة وحقوق الإنسان. إن استمرار هذا الوضع المأساوي يستدعي دعوات ملحة لمحاسبة النظام وتقديمه للعدالة.
لماذا مجرم الحرب بشار الأسد في السُلطة؟
يتساءل السوريون: لماذا بعد كل هذه المجازر والإبادة والتهجير والاعتقالات، لماذا لا يزال الأسد في السُّلطة؟! ويُجِيْبُ السوريون المُثْخَنُونَ بالجراح: أليس المجتمع الدولي وراء بقاء هذا النظام رغم سجله الحافل بمختلف الجرائم؟! وهناك كم هائل من الأدلة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الأوروبية، وآخرها مذكرة اعتقال دولية بحق بشار الأسد، صادرة عن المحاكم الفرنسية.
دور المجتمع الدولي
كما يعتقد السوريون أن المتهم في قضية بقاء هذا المجرم على رأس الحكم في سورية، يعود إلى أن المجتمع الدولي الذي سمح ببقاء هذا الدكتاتور في الحكم، رغم أن لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، رصدت عشرات الجرائم بأدلة وشهادات ووثائق، تتعلق بعشرات الآلاف من المدنيين الذي اختفوا قسراً، أو تم تعذيبهم أو قُتِلُوا في السجون والمعتقلات.
الأوضاع الإنسانية
لقد حَوَّلَ المجرم بشار الأسد سورية إلى مقبرة كبيرة، تضم مئات الآلاف، ناهيك عن تهجير الملايين من الناس، وهذا يدعو للتساؤل: لماذا لا يزال بشار الأسد في السُّلطة؟
القصور الدولي
والإجابة على هذا السؤال تكمن في القصور الذي يعاني منه المجتمع الدولي، وهو ما حَوَّلَ التعامل مع أي صراع في العالم انتقائياً، والسوريون دفعوا ثمن خضوعهم لسلطة استبدادية وحشية، وفق ما قال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية، ’’باولو بينيرو‘‘.
التدخل الأجنبي
وكان للتدخل الأجنبي دعماً لمجرم الحرب بشار الأسد دوراً كبيراً في بقائه متربعاً على سدة الحكم والسُّلطة، إضافة لصمت المجتمع الدولي، الذي ترك البلاد تحترق وتُدَمَّر، فيما يشاهدها العالم بلا مبالاة عن بعد؛ وكأن الأمر لا يعنيهم.
تقارير الأمم المتحدة
وهناك تقارير الأمم المتحدة، وأخرى من منظمات دولية أوروبية، لا تزال حبيسة ’’الرفوف‘‘ والأدراج، ويغطيها ’’الغبار‘‘، فيما لا يزال ’’طغيان الأسد‘‘ من دون أي رادع.
المطالبات بالعدالة
بعض الأقلام الحرة دعت وتدعو صراحة بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه ’’المأساة‘‘ الرهيبة التي يعيشها السوريون، والتي تضرب بحقوق الإنسان والقيم العالمية عرض الحائط.
تحقيق العدالة
السوريون لا يريدون غير العدالة أن تتحقق لهم ممن قتلوهم، والأحياء من السوريين الذين يعيشون مأساة جرائم الديكتاتور المُرَوِّعَة تطلب تقديمه للمحاكمة، حتى تنتهي المأساة التي يعيشها الشعب السوري منذ 12 سنة، اعتماداً على تقارير الأمم المتحدة، التي تغطي عقدا من القتل والتدمير والتهجير في سورية، والمسؤول عن كل ذلك هو مجرم الحرب بشار الأسد ونظامه الفاشي.
الانتهاكات الموثقة
وقد ذكرت التقارير الموثقة أنه ’’بعد 12 سنة من القتل والتدمير والتهجير، اختفى مئات الآلاف من المدنيين المعتقلين تعسفياً في سورية، وتَعَرَّضَ آلاف آخرون للتعذيب والعنف الجنسي، أو ماتوا في المعتقلات والسجون ومراكز الأمن جوعاً وإهمالاً‘‘، وهناك تقرير؛ أُعِدَّ بتكليف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يؤكد على الكثير من الشهادات عن فظائع النظام الفاشي التي ارتكبها بحق السوريين.
ويستند التقرير إلى 2500 مقابلة أُجْرِيَت على مدى 12 سنة، شملت تحقيقات أُجْرِيَت في نحو 100 مركز احتجاز للنظام المجرم.
ويخلص التقرير إلى أن كل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان تمت بمعرفة وبموافقة الحكومات الداعمة للنظام السوري، وعلى رأسها روسيا وإيران وحزب اللَّات اللبناني.
الخاتمة:
إن مأساة الشعب السوري تستمر في ظل نظام بشار الأسد الذي أمعن في ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق الإنسانية. ورغم التوثيق الدقيق لهذه الفظائع من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، لا يزال المجتمع الدولي عاجزاً عن اتخاذ خطوات فعالة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. يتطلب الوضع الحالي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لإيقاف هذه الانتهاكات وضمان تحقيق العدالة للضحايا. إن استمرارية هذا الفشل في مواجهة الطغيان تعكس قصوراً في الالتزام بالقيم الإنسانية، مما يستدعي من جميع الأطراف المعنية إعادة النظر في سياساتها ودعم جهود المحاسبة والمساءلة. فالعدالة هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناة السوريين وإعادة بناء مستقبلهم.
المراجع
الحرة – 21/3/2021م
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_لماذا_لا_يزال_مجرم_الحرب_بشار_الأسد_في_السُّلطة