مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_الشُّكُوك_حول_أسباب_سقوط_طائرة_رئيسي
أعلنت السلطات الإيرانية اليوم (الاثنين) 20/5/2024م، وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان، وممثل المرشد الأعلى في محافظة أذربيجان الشرقية محمد علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، واثنان من كِبار الضباط العسكريين في الحرس الثوري، وطاقم المروحية المُكَوَّن من ثلاثة أفراد، وذلك في تحطم الطائرة التي كانت تُقِلُهُم وَهُمْ في طريق العودة إلى طهران بعد افتتاح سد تشترك فيه كل من إيران وأذربيجان، وكشفت عن موقع تحطم المروحية، طائرة مُسيَّرة تركية من طراز ’’آقنجي‘‘ شاركت في أعمال البحث بناءً على طلب إيراني من السلطات التركية، واستطاعت فرق الإنقاذ الوصول إلى حُطام المروحية بعد جهود استمرت 15 ساعة.
وتضاربت المواقف الشعبية حول مصرع إبراهيم رئيسي والمسؤولين المرافقين له، حتى في داخل إيران، فهناك من تَشَفَّى بموته وخاصة أولياء وأهالي من أعدمهم رئيسي أو صَادَقَ على إعدامهم وَهُمْ بالآلاف؛ خلال شَغْلِه لمنصب القضاء أو أثناء ولايته للرئاسة، والحديث عن فرح شعوب بعض بلدان المنطقة على النهاية التي أحاقت برئيسي حَدّث ولا حَرَج؛ كونه أحد من تلوثت أياديهم بدم شعوب هذه البلدان ’’العراق وسورية ولبنان واليمن‘‘.
وإضافة إلى ذلك، فهناك شكوك واسعة تحيط بالحادث حيث يظن الكثيرون أنه ’’اغتيال مُدَبَّر‘‘.
وفي هذه الحالة من سيستفيد سياسياً من مقتل رئيسي؟
إسرائيل:
جاء الحادث بعد شهرين من شن إيران أول هجوم مباشر في تاريخها على إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 300 صاروخ باليستي ومُجنّح ومُسيّرة، وذلك رداً على ضربة جوية دَمَّرت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، وأسفرت عن مقتل سبعة من مسؤولي ’’الحرس الثوري‘‘ الإيراني على رأسهم القيادي محمد رضا زاهدي قائد تلك القوات في سورية ولبنان، واتُّهِمت إسرائيل بتنفيذها.
وكان رد إسرائيل الأولي على الهجوم المباشر غير المسبوق على أراضيها ضعيفاً للغاية؛ لدرجة أنه يمكن وصفه بأنه ’’رد رمزي‘‘، حيث شَنَّت إسرائيل هجوماً بطائرات مُسيَّرة على قاعدة جوية وموقع نووي بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد.
وبحسب مجلة ’’التايم‘‘ الأمريكية، فإن موقع الحادث يشجع على الشكوك حول تَوَرُّط إسرائيل في مقتل رئيسي، فقد سقطت مروحية الرئيس الإيراني في غابة جبلية بالقرب من الحدود مع أذربيجان، وهي الدولة الأقل وُدِّيَّةً بين جيران إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها تحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل، وكان لنفي إسرائيل فور وقوع الحادث أنه لا علاقة لها بسقوط طائرة رئيسي، وهذا النفي المتسرع من قبل إسرائيل؛ يزيد في الشكوك حول تَوَرُّطِهَا بطريقة أو بأخرى في حادث وقوع الطائرة.
مجتبى نجل علي خامنئي:
ظل مجتبى خامنئي، في الظل لفترة طويلة، ولا يُعرف سوى القليل عن سياسات أو آراء الرجل البالغ من العمر 54 عاماً. إلا أن غالبية الإيرانيين كانوا يَنظرون له ولرئيسي على أنهما المرشحان الوحيدان لخلافة المرشد الأعلى الحالي، الذي يبلغ من العمر 85 عاماً.
وعندما توفي مؤسس النظام الديني في إيران ومرشده الأول ’’خميني‘‘، في عام 1989م، حَلَّ خامنئي مَحَلَّهُ بعد إبرام اتفاق غير مكتوب مع زميله رجل الدين علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي تولى الرئاسة بعد ذلك، تم بموجبه تعديل الدستور بسرعة لمنح المزيد من الصلاحيات للرئيس، إلا أنه من الواضح أن رفسنجاني ندم على الاتفاق بعد ذلك، حيث تم تهميشه سياسياً من قبل خامنئي قبل وفاته في عام 2017م بعد تعرضه لأزمة قلبية، فيما يعتبره الكثيرون في إيران ’’وفاة مشبوهة‘‘، والتذكير بهذه القصة تزداد الشكوك الخاصة بتورط خامنئي في وفاة رئيسي.
محمد باقر قاليباف:
رئيس البرلمان الإيراني، والذي قاد عدة محاولات للوصول إلى كرسي الرئاسة في إيران. فقد صَرَّحَ أحد المقربين من قاليباف حول العواقب السياسية لحادث مقتل رئيسي، أجاب على الفور بأن ’’قاليباف سيكون الرئيس الجديد‘‘.
وكان قاليباف، الذي يراه الكثيرون تكنوقراطياً أكثر من كونه أيديولوجياً، قائداً في ’’الحرس الثوري الإيراني‘‘ خلال الحرب الإيرانية العراقية، ومن المرجح أن يحظى بدعم ملحوظ في حال ترشحه.
وتميزت فترة ولاية قاليباف الطويلة رئيس بلدية طهران (2005-2017م) بدرجة من الإفساد مرتبطة به وبعائلته، وقد كشف مُقَرَّبٌ من الرئيس السابق روحاني أن ’’مشكلة قاليباف هي أنه يريد تولي رئاسة إيران أكثر من اللازم، والجميع يعلم أنه ليس لديه أي مبادئ وسيفعل أي شيء من أجل السلطة‘‘.
ختاماً:
هل ستجد الدول العربية من الجارة إيران تغيراً في سلوكها العدواني بعد مقتل رئيسي في العواصم العربية الأربع التي يتبجح قادتها بفرض السيطرة عليها ’’بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء‘‘، وخروجاً لميليشيات الموت والقتل التي أدخلتها إلى سورية لتكون أداتها الإرهابية في تطويع السوريين وتهجيرهم، ووقف سياسة التغيير الديموغرافي الذي تنتهجه في سورية منذ بسط نفوذها على بهلول سورية بشار الأسد، والتوقف عن عمليات التشيع التي تتبعها في التعامل مع أطفالنا وشبابنا وبسطاء الناس، مُسْتَغِلَّةً الفقر والفاقة التي أوصلهم إليها مجرم الحرب بشار الأسد.
المراجع
– تي آر تي عربي – 20/5/2024م.
– الشرق الأوسط – 20/5/2024م.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_الشُّكُوك_حول_أسباب_سقوط_طائرة_رئيسي