الخميس, يناير 9, 2025
spot_img
الرئيسيةتحليل سياسيبايدن بين غضب نتنياهو وغضب قادة الكونغرس

بايدن بين غضب نتنياهو وغضب قادة الكونغرس

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_بايدن_بين_غضب_نتنياهو_وغضب_قادة_الكونغرس

أصبح حال الرئيس الأمريكي ’’جو بايدن‘‘ شبيهاً بحال صاحبة النحيين، فقد وقع في حَيْصَ بَيْصٍ ضعيفاً واهناً أسير غضب نتنياهو وغضب قادة حزبه الديمقراطيين، عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين 25 آذار / مارس 2024م قراراً يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غَزَّةَ، وهذا القرار أثار ردود فعل واسعة من قِبَلِ حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، وقادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي، ففي حين استهجن الكيان الصهيوني القرار، وأعلن إلغاء زيارة وفده إلى واشنطن بسبب امتناع المندوبة الأمريكية عن استخدام حق النقض ’’الفيتو‘‘ ضد القرار.

وقد توالت ردود الفعل الصهيونية الغاضبة والمُستنكرة للقرار، خاصة بعدما امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، وعدم استخدامها حق النقض ’’الفيتو‘‘ لتمرير القرار.

وفي ردة فعل غاضبة ألغى رئيس وزراء الكيان الصهيوني ’’بنيامين نتنياهو‘‘ زيارة وَفْدٍ من حكومته كان مقرراً له أن يتوجه إلى واشنطن لبحث العدوان المزمع القيام به على رفح جنوبي قطاع غَزَّةَ، وقال مكتب نتنياهو في بيان: ’’لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض اليوم ضد النص الجديد الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار دون شرط إطلاق سراح المختطفين‘‘.

وأضاف البيان أن هذا ’’تراجع واضح عن الموقف الأمريكي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب‘‘، وهو ’’ما يعطي حماس الأمل في أن الضغوط الدولية سوف تسمح لها بالحصول على وقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح مختطفينا‘‘.

واعتبر نتنياهو أن الولايات المتحدة غيّرت من موقفها المؤيد بلا حدود الحرب الصهيونية التي تشنها على غَزَّةَ، وهذا ما يَضر بجهود الحرب وجهود إطلاق سراح الأسرى حسب زعمه، موضحاً أن ’’الفشل‘‘ في استخدام حق الفيتو خلال تصويت مجلس الأمن، ما هو إلا تراجع صريح عن موقف الولايات المتحدة السابق في دعم تل أبيب.

نتنياهو ليس الوحيد من عصابته اليمينية العنصرية المتطرفة من رفض قرار مجلس الأمن، بل انضم إليه وزير مالية الاحتلال ’’بتسلئيل سموتريتش‘‘ اليميني المتطرف، الذي قال: لقد ’’مضت خمسة أشهر ونصف على الحرب ولن نتوقف حتى تحقيق النصر وإعادة الأسرى‘‘.

وقال وزير الأمن القومي للكيان الصهيوني ’’إيتمار بن غفير‘‘ اليميني المتطرف أيضاً: إن قرار مجلس الأمن ’’يُثبت أن الأمم المتحدة معادية للسامية وأمينها العام مُعادٍ للسامية ويشجع حماس‘‘.

ورأى ’’بن غفير‘‘ أن عدم استخدام الرئيس الأمريكي ’’جو بايدن‘‘ للفيتو ’’يُثبت أنه لا يضع في مقدمة أولوياته انتصار الدولة العِبْرِيَّة مقابل اعتبارات سياسية‘‘، داعيا إلى زيادة التصعيد ومواصلة القتال وبأي ثمن لهزيمة حماس.

أما وزير الدفاع الصهيوني ’’يوآف غالانت‘‘ اليميني المتطرف أيضاً فقد قال: إن وقف الحرب في قطاع غَزَّةَ قد يُقرّب حرباً على الجبهة الشمالية، ورأى أنه ليس هناك حق أخلاقي لأحد لوقف الحرب دون تحرير المختطفين.

أما الولايات المتحدة فقد أعربت بمرارة وألم عن خيبة أملها لقرار رئيس الوزراء نتنياهو إلغاء زيارة وفده إلى واشنطن، وقال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض ’’جون كيربي‘‘: ’’إن امتناعنا عن التصويت على قرار مجلس الأمن لا يُمَثّل تحولا في سياستنا‘‘.

وأضاف لم نصوت لصالح القرار واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس.

ووصفت الخارجية الأمريكية قرار إلغاء زيارة وفد الكيان الصهيوني إلى واشنطن بأنه ’’مستغرب ومؤسف‘‘، وقالت إنها امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن لأنه فقط لا يُدين عملية حماس في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي، وأبدت واشنطن انزعاجها من ردة فعل الكيان الصهيوني، وأن الرئيس ’’جو بايدن‘‘ لا يخطط للاتصال بنتنياهو حاليا.

وسبق أن قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، إنه قاوم باستمرار الضغوط لإنهاء الحرب على غَزَّةَ قبل فوات الأوان، وإن هذا الموقف يحظى بدعم شعبي أمريكي سيساعدنا على مواصلة الحملة حتى تحقيق النصر الكامل على حركة حماس.

وجاء ذلك في بيان وُصِفَ بأنه رد على تصريحات الرئيس الأمريكي ’’جو بايدن‘‘ التي حَذَّرَ فيها من فقدان حكومة اليمين المتشدد في الدولة العِبْرِيَّة الدعم الدولي.

وكان بايدن قد حذر من أن حكومة الكيان الصهيوني ستخسر الدعم الدولي في حال استمرت على نهجها اليميني المتشدد الحالي.

في حين تصاعد الغضب بين سياسيين بارزين في واشنطن أغلبهم من الحزب الديمقراطي إزاء إدارة الرئيس الأمريكي ’’جو بايدن‘‘ وكَذِبِ رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وعنجهيته، واتهموهما بالتسبب في كارثة في قطاع غَزَّةَ.

وقال السيناتور الديمقراطي ’’جيف ميركلي‘‘: إن الولايات المتحدة متواطئة في المجاعة والكارثة الإنسانية  في غَزَّةَ، وهي من يمتلك النفوذ لمعالجة الوضع هناك والعالم يتوقع منها ذلك.

وأضاف ميركلي أنه من غير المقبول اعتماد الولايات المتحدة على نظام المساعدات الذي وضعته حكومة الاحتلال، داعيا الإدارة الأمريكية لتجاوز الكيان المحتل وتقديم المساعدات لغَزَّةَ بشكل مباشر.

من جهتها، قالت السيناتورة الديمقراطية ’’باتي موراي‘‘ إن مواصلة حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة الحرب فشل استراتيجي لا شك فيه.

وقالت السيناتورة الديمقراطية ’’إليزابيث وارن‘‘، بدورها، إن نتنياهو وحكومته اليمينية تسببا في كارثة في غَزَّةَ.

وطالبت وارن إدارة الرئيس بايدن بالضغط لوقف إطلاق النار فورا واستعادة الرهائن، وربط دعمها العسكري للكيان الصهيوني بالسعي لحل الدولتين لتحقيق سلام دائم.

من جانبه، طالب السيناتور الديمقراطي ’’أنغوس كينغ‘‘ البيت الأبيض بإرسال سفينة طبية من البحرية الأمريكية لتخفيف المعاناة في غَزَّةَ، وذلك في أعقاب ما سُمِّيَت بـ ’’مجزرة الطحين‘‘ شمالي القطاع والتي تسببت في استشهاد وإصابة المئات، معظمهم جروحهم حرجة.

وفي السياق، طالب رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي ’’جاك ريد‘‘ الرئيس بايدن بإرسال مستشفى عسكري عائم لمساعدة سكان غَزَّةَ في أعقاب المجزرة الصهيونية الجديدة.

واستشهد أكثر من 100 فلسطيني وأصيب نحو 800 آخرين حين استهدفتهم قوات الاحتلال الصهيوني خلال تجمعهم للحصول على المساعدات عند دوار النابلسي شمالي قطاع غَزَّةَ.

وقال السيناتور الديمقراطي ’’كريس ميرفي‘‘ إن على إدارة بايدن بذل كل جهدها لإيقاف عملية الدولة العِبْرِيَّة العسكرية مؤقتا في أقرب وقت.

وفي الشأن ذاته، قال السيناتور الأمريكي المستقل ’’بيرني ساندرز‘‘ إن الجنود الصهاينة أطلقوا النار على كل من يحاول الحصول على طعام بدلاً من إدخال المساعدات.

وطالب الولايات المتحدة بالتدخل فوراً وتقديم المساعدات بشكل مباشر للمحتاجين في غَزَّةَ، قائلا إن مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين في القطاع على حافة المجاعة، وإنه لا يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في تمويل آلة حرب نتنياهو.

المراجع

– الجزيرة – 25/3/2024 – 1/3/2024م.

– الشرق الأوسط – 27/2/2024م.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_بايدن_بين_غضب_نتنياهو_وغضب_قادة_الكونغرس

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات