الأربعاء, يناير 8, 2025
spot_img
الرئيسيةتحليل سياسيبوتين وَشَهِيَّة قتل السوريين والانغماس في بحر دمائهم

بوتين وَشَهِيَّة قتل السوريين والانغماس في بحر دمائهم

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_بوتين_وَشَهِيَّة_قتل_السوريين_والانغماس_في_بحر_دمائهم

ثمَّة جينات سياسية وذهنية وعسكرية تحكم كل الطغاة، وبِغَضِّ النظر عن تَقدم أو تخلّف بلد هذا الطاغية، أو موقعه الجغرافي والحضاري، جينات تكاد متطابقة بين معظم حُكام العالم الثالث الذين وصلوا لسدة الحُكْمِ بالقهر والطغيان والعبث بإرادة الشعوب المقهورة، واللعب على أوتار القومية والوطنية والأمجاد الغابرة والأماني الكاذبة.

هذه الجينات تفسر لنا كثيرا من التشابه الواقع في ردود الأفعال تجاه الأحداث السياسية الكبرى في منطقتنا العربية والمنكوبة بِثُلةٍ من هذه العَيّنة من الطغاة والقابضين على مُقَدِّرات السلطة فيها.

الرئيس الروسي بوتين أحد هؤلاء الطغاة وهو ذو الخلفية العسكرية المخابراتية ذو شخصية تتسم بالعناد السياسي، ويحمل جينات سياسية وعسكرية شبيهة بِحُكام العالم الثالث وخصوصاً منطقتنا العربية، ولعل هذا ما جعله كارهاً لثورات الربيع العربي بكاملها، في تونس ومصر وليبيا وسورية واليمن، وله مواقف شديدة السلبية منها، حتى أنه نَدِم علناً على موافقته على قرار مجلس الأمن بفرض حظر جوي في ليبيا، مما مكَّن الثوار من حسم المواجهة مع عصابات القذافي وأبنائه، وهو اليوم يُكفّر عن زلاته السياسية بموقف متصلب ومتطرف للغاية تجاه الثورة السورية، موقفٌ وصل إلى أعلى تجلياته في تدخله العسكري المباشر في سورية بصورة أعادت المنطقة العربية والإسلامية لأجواء الثمانينيات عندما تدخل الروس عسكرياً في أفغانستان والتداعيات الضخمة التي تلت هذا التدخل الكبير.

واليوم يمارس بوتين العمليات الإجرامية التي اعتادها أسلافه فيقصف طيرانه مخيمات المهجرين والنازحين السوريين في الشمال السوري المحرر، وأدق وصف لهذه الأعمال الإجرامية هو العهر والنذالة، بعيداً عن الأخلاق والقيم الإنسانية، فهذا المخلوق الذي لا يشبه الإنسان وطبيعته الإنسانية؛ لم يدع نوعاً من الأسلحة إلا وجربها في أجساد السوريين منذ أن قام بغمس يديه بدمائهم منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011م، ومن حينها وقف هذا المعتوه إلى جانب النظام السوري المجرم؛ وبقي حليفا له خلال مواجهته للثورة السورية، وفي المحافل الدولية التي عُقِدَت لحل الأزمة السورية، وهدفت روسيا من خلال وجودها العسكري إلى ’’تحقيق مصالحها على المستوى الجيو سياسي مستفيدة من موقع سورية الاستراتيجي المُطل على البحر الأبيض المتوسط‘‘.

وبلغ عدد المواقع العسكرية للقوى التي تحتل سورية حتى منتصف عام 2023م حسب دراسة أجراها مركز جسور للدراسات 830 موقعا عسكرياً، 105 منها مناطق تقع تحت السيطرة الروسية تتوزع بين 20 قاعدة عسكرية و85 نقطة عسكرية.

لقد دعمت روسيا النظام السوري المجرم منذ اندلاع الثورة عام 2011م لوجستياً وعبر تحسين منظومته العسكرية دون التدخل عسكرياً، واستعملت حق النقض (الفيتو) ضد كل القرارات الدولية التي أدانت النظام السوري، وبقيت تنفي تدخلها في الأزمة قائلة إن وجودها سياسي لا أكثر، إلى أن سيطرت المعارضة السورية على ثلث البلاد، عندها تمكَّن النظام من إقناع روسيا بالتدخل، في حين شجع الفاطس قاسم سليماني بوتين بالتدخل في سورية لصالح النظام ولصالح العلاقات الإيرانية الروسية.

وبالفعل تدخلت روسيا عسكرياً في الأزمة السورية نهاية سبتمبر / أيلول 2015م لوقف انتصارات المعارضة العسكرية المتتالية التي هددت وجود النظام في الشمال الغربي لسورية، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من إسقاط النظام؛ لولا التدخل الروسي الذي طبَّق أسلوب الأرض المحروقة في أماكن تواجد فصائل الجيش الحر، مستغلاً تفوقه الجوي، والتي راح ضحيتها مئات الألوف من السوريين، وتدمير العديد من المدن والبلدات السورية، وتهجير ونزوح أهلها إلى الشمال السوري المحرر.

ويدّعي الكرملين (كاذباً) أن السبب الرئيس للتدخل هو المحافظة على مؤسسات الدولة السورية؛ ومنع تحولها إلى بؤر للإرهاب، وشرعنت موسكو وجودها قائلة إن النظام السوري هو من طلب منها ذلك.

وكشفت تصريحات لمسؤولين روس جانبا آخر عن رغبة روسيا في التدخل العسكري، وهو رغبتها بتجربة أسلحتها الخاصة والترويج لها، كما تدخلت لفرض تغيير في موازين القوى على الميدان، لإجبار المعارضة على قبول التسوية السياسية وفق شروط النظام السوري المجرم.

وأعلنت روسيا في وثيقتها ’’العقيدة البحرية‘‘ الثانية والثالثة أهمية مناطق عدة، من بينها ’’الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط‘‘، وذلك من أجل ضمان أمنها القومي كما تقول، مما يعني أن قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية على الساحل السوري تُعدان رُكنين أساسيين لروسيا لتطبيق خُططها السياسية والعسكرية.

وتَعتبرُ روسيا بقاء النظام السوري متعلقا ببقاء نفوذها في الشرق الأوسط، وهذا يفسر سبب وقوفها إلى جانب النظام ضد الثورة، واستعمالها حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ودخولها عسكرياً، وقد بلغ عدد المواقع العسكرية الروسية في سورية 105 مواقع عسكرية حتى منتصف عام 2023م، منها 20 قاعدة عسكرية و85 نقطة عسكرية لا تشمل الحواجز والثكنات والدوريات العسكرية.

وتنتشر المواقع في معظم سورية، وتتركز أغلبها في حماة وعددها 17 موقعا، تليها مدينتا الحسكة واللاذقية بـ 14 موقعاً عسكرياً لكل منهما.

ومن جديد كشفت صحيفة ’’القدس العربي‘‘ عن وثيقة خاصة واتهامات: للنظام السوري بأنه يُحَضِّر مع شريكته موسكو لـ ’’مسرحية‘‘ الكيميائي في إدلب تزامناً مع عقد لقاء آستانا.

وقد حصلت ’’القدس العربي‘‘ على عدد من الوثائق الأمنية والعسكرية الصادرة عن النظام السوري تتعلق بالأوضاع في شمال غرب سورية، وكان أخطرها وثيقة تتحدث عن احتمالات استخدام السلاح الكيميائي شرقي إدلب.

وتنقل ’’القدس العربي‘‘ النص الحرفي كما ورد في البرقية الصادرة عن مخابرات النظام خلال أيلول / سبتمبر الماضي.

وتتزامن الوثيقة الأمنية مع كلام وزير خارجية بوتين سيرغي لافروف الشهر الماضي، حيث اتهم فصائل المعارضة بأنها تقوم بالتحضير لعملية قصف بالسلاح الكيميائي بإدلب واتهام الجيش السوري بذلك.

والجدير بالذكر، أن أغلب عمليات استخدام الكيميائي من قبل النظام السوري جاءت بعد حملة دعاية كبيرة يقودها قائد الدبلوماسية البوتينية لافروف.

كما أن الحديث عن ’’توثيق المسرحية من خلال عناصر الخوذ البيضاء ورفع دعاوى إلى الجهات والمنظمات الدولية‘‘ هو نص المرافعة الدائمة عبر وسائل الإعلام للوزير لافروف.

وأُرْفِقت نُسَخٌ من البرقية إلى ’’الفرع 290‘‘ في حلب و’’الفرع 271‘‘ في إدلب و’’الفرع 219‘‘ في حماة بهدف التنسيق مع اللجان الأمنية والعسكرية في المحافظات الأربع المذكورة والتي تتشابك بخطوط تماس مع فصائل الثورة السورية.

أخيراً:

نتساءل: إلى متى سيظل هذا المعتوه الأحمق بوتين في سياسته تجاه القضية السورية، والتي لخَّصها فقط ببقاء ذيله بشار الأسد في الحُكْمِ ولو على حساب دماء السوريين وتدمير مُدنهم وبلداتهم وقراهم، وتشريد وتهجير الملايين من أهل هذه المدن؟ وإلى متى سيرتوي هذا الدراكولا من دماء السوريين الذين يلاحقهم يومياً في مخيمات النزوح واللجوء والشتات؟

المراجع

– الجزيرة – 25/6/2024م.

– القدس العربي – 19/10/2024م.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_بوتين_وَشَهِيَّة_قتل_السوريين_والانغماس_في_بحر_دمائهم

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات