مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_خامنئي_يُسْفِرُ_عن_وجه_ثورة_الخميني_الحقيقية
تغريدات المرشد الأعلى لإيران المُعمم علي خامنئي على منصة إكس تسبَّبت في حالة من الجدل والاتهامات بإثارة الفتنة بين الجبهتين الحُسينية واليزيدية، كما جاء في تغريدة خامنئي التي نَعَتَ فيها العرب والمسلمين السُّنَّة باليزيدين، ووصف نفسه وأتباعه بالحسينيين. وهكذا تحدثت هذه التغريدات عن مصطلح على قَدْرٍ كبير من الأهمية، وكما كتب خامنئي بالنص في منشوره جملة: ’’تأخذ المعركة بين الجبهة الحُسينية والجبهة اليزيدية أشكالاً مختلفة‘‘. رَكِّزوا معي في كلمة ’’المعركة‘‘، ’’التي لا تنتهي أبداً بين الشيعة وأنصار يزيد بن معاوية‘‘، والمقصود هنا العرب والمسلمون السُّنَّة. وجاءت تدوينة خامنئي بالتزامن مع احتفالات الشيعة بذكرى أربعينية الحسين بن علي.
لقد كشف خامنئي عن قصدٍ أو غير قصد عن وجه ثورة الخميني الحاقدة، التي انطلقت بدعم من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية عام 1979م وأهدافها البعيدة والقريبة، وحقدها الدفين على العرب والمسلمين من أهل السُّنَّة والجماعة، رغم ما تدَّعيه من دفاع إيران عن القضية الفلسطينية وتنادي زيفاً بوحدة المسلمين، وكل من في المنطقة من دولٍ وشعوبٍ يعرف أن إيران تعاونت مع إسرائيل وأمريكا إبان الحرب العراقية الإيرانية، في إسقاط الحكومة العراقية، وكلنا سمع بصفقة ’’إيران غيت‘‘ التي زودت إسرائيل إيران بموجبها بأسلحة أمريكية متطورة ومتقدمة لتتمكن من الوقوف في وجه الجيش العراقي.
وحتى بعد سقوط النظام العراقي عام 2003م تعاونت ايران مع مخابرات إسرائيل وأمريكا في قتل علماء الطاقة النووية العراقية واغتيالهم وخطفهم واعتقالهم، وإيران على لسان أبطحي المعاون الأول لخاتمي رئيس الجمهورية السابق لايران، قالها حرفيا: ’’أننا نحن من ساعدنا الأمريكان في احتلال العراق وقبلها أفغانستان‘‘ وهما دولتان جارتان مسلمتان، فأين ادعاء إيران بأنها دولة مسلمة ترفع شعار الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل، وحقيقة الأمر لم يكن هذا الشعار يوماً من الأيام إلا تورية ونفاقاً وكذباً، وهو يعكس الواقع الذي تسعى له إيران الفارسية من تحت الطاولة، من القضاء على المسلمين السُّنَّة خدمة للصهاينة وأعداء الإسلام.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_خامنئي_يُسْفِرُ_عن_وجه_ثورة_الخميني_الحقيقية
وقد شهد العالم ما فعلته في العراق عندما أدخلت عملائها الروافض إلى العراق على ظهر الدبابات الأمريكية، وكذلك فعلت في سورية عندما ثارت الجماهير السورية في وجه الطاغية بشار الأسد، مطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فسارعت إيران الرافضية بإعداد عشرات الميليشيات الرافضية من كل بقاع الأرض، مدعومة بميليشيات حزب اللّات الإيراني، وزجتها للدفاع عن النظام السادي المجرم، مرتكبة أبشع المجازر بحق السوريين المدنيين، التي يندى لهولها وفظاعتها جبين الإنسانية إلى يوم الدين، وكذلك فعلت باليمن عندما دعمت الحوثيين وأمدتهم بالسلاح والعتاد والمال، ليحولوا اليمن السعيد إلى يمن الشقاء والجوع والفقر.
ومن الغريب والمحزن أننا لم نسمع أي تعليق أو رد على ما جاء في تغريدة خامنئي من منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم نحو 57 دولة، ولا من أي بلد عربي أو مسلم، ومنها دول مركزية ذات شأن وموقع استراتيجي كجمهورية مصر العربية التي تضم في جنباتها الأزهر الشريف والممر المائي الهام قناة السويس، والسعودية؛ الدولة الأولى في تصدير النفط الذي يحتاجه العالم كله، وتحتضن الحرمين الشريفين، والجزائر بلد المليون شهيد وصاحبة أكبر مساحة في شمال وغرب إفريقيا، والمغرب الذي يحمل ملف القدس ثالث الحرمين الشريفين، وباكستان الدولة الإسلامية النووية، وتركيا الدولة الناهضة والمُحَلِّقَة وإحدى دول العشرين الصناعية، وإندونيسيا البلد الإسلامي الكبير المتطور صناعياً، وكذلك ماليزيا الصناعية التي تنازع الغرب تقدماً وحضارة، ونيجيريا البلد الإسلامي الإفريقي الغني بالبترول، وعدد سكان يزيد على مئتي مليون نسمة، وصمتت كل هذه الدول صمت أهل القبور وكأن الأمر لا يعنيها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_خامنئي_يُسْفِرُ_عن_وجه_ثورة_الخميني_الحقيقية