مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_زعيم_عصابة_التعفيش_يبيع_القطاعات_الحيوية_في_سورية
يتنافس الروس والإيرانيون لتحصيل مكاسب مادية واقتصادية من خلال السيطرة على مختلف القطاعات الحيوية الاقتصادية والعسكرية في سورية، كثمن لدعمهم وحمايتهم نظام مجرم الحرب بشار الأسد الذي كان على حافة السقوط.
ففي صفقة يَلفُّها الغموض وتفوح منها رائحة الفساد، تعتزم حكومة تعفيش الأصول السورية بزعامة كبير المعفشين بشار الأسد منح شركة خاصة امتيازاً لإدارة مطار دمشق الدولي مقابل نسبة مرتفعة من عائداته، رغم أنه أحد أكثر المرافق ربحية ورغم أن السوريين دفعوا من جيوبهم تكاليف إنشائه.
يُشار إلى أن بيع أو تأجير مطار دمشق الدولي ليس غريباً على حكومة رهنت أراضيها ومؤسساتها كافة وقراراتها للروس والإيرانيين الذين باتوا يتحكمون في جميع مفاصل الدولة السورية المستباحة.
وسبق أن أعلن نظام التعفيش الأسدي عن تأجير ميناء طرطوس لروسيا لمدة 49 سنة دون أي خجل أو حياء من الشعب السوري.
كما أن حكومة زعيم عصابة التعفيش منحت مناجم الفوسفات قُرْبَ مدينة تدمر لروسيا مدة 50 عاماً بحجة الاستثمار.
وتتنافس كل من روسيا وإيران على استثمار حقول النفط والغاز والثروات الطبيعة في سورية، وفي كانون الأول 2017م قال نائب رئيس الوزراء الروسي إن بلاده دون غيرها سيكون لها الأحقية في بناء منشآت الطاقة في سورية. وأضاف بأنه ’’يوجد فيها أكبر حقل فوسفات يمكن استثماره‘‘.
وفي شباط من عام 2018م وَقَّعَ نظام التعفيش مع روسيا اتفاقية تنص على إعطاء الشركات الروسية حقوق تنفيذ مشاريع لتطوير وإعادة تأهيل حقول النفط والغاز ومناجم الفوسفات. فضلاً عن جميع مشاريع البنية التحتية الخاصة بقطاعات الطاقة في سورية.
ونقلت جريدة البعث الناطقة باسم حكومة التعفيش الأسدية عن مصادر بأنه توجد ’’وثيقة‘‘ في وزارة النقل بخصوص ’’قطار التشاركية‘‘، كنهج حكومي يُعتمد عليه خلال المرحلة القادمة، والذي سيحط في مطار دمشق الدولي عبر دراسات وصيغ قانونية يتم التباحث بشأن عقودها.
وأضافت أنه بموجب هذا النهج ستدخل إحدى شركات القطاع الخاص في عمليات استثمار وإدارة وتشغيل المطار بعملياته الجوية والأرضية بحيث تتوزع الحصص بين 51% لمؤسسة الطيران العربية السورية و49% للمستثمر الشريك.
وبحسب التفاصيل الأولية التي أوردتها الصحيفة، فإن الشريك الخاص (شركة لم يُفصح عنها) ستتحمل المسؤوليات التي يُتيحها القطاع للعمل في الطيران المدني من تنفيذ جميع الأعمال والخدمات المتعلقة بالنقل الجوي للركاب والبضائع وامتلاك وشراء وإيجار واستثمار الطائرات، وتنظيم الرحلات الجوية وخدماتها والخدمات الأرضية، وأخذ الوكالات عن شركات الطيران، وفتح فروع داخل وخارج سورية، بالتوازي مع الدخول في ميدان الخدمات الأرضية من خلال تأمين البنى اللازمة من معدات وشاحنات ورافعات وعربات أرضية تخدم حركة القدوم والمغادرة.
والخطير في موضوع التشاركي المطروح أنه سيكون مع مؤسسة الخطوط الجوية السورية (وليس مطار دمشق الدولي فقط)، أي أكبر من قضية استثمار مطار واحد، بل يمتد إلى جميع المطارات السورية كمطار الباسل في اللاذقية، ومطار القامشلي في محافظة الحسكة، ومطار حلب الدولي، إضافة إلى مطار دمشق الدولي، وأن الخطوط الجوية السورية هي المؤسسة التي تقوم إلى جانب نقل الركاب والبضائع عبر أسطولها الجوي ولها أساساً حصرية تقديم جميع الخدمات لجميع الطائرات العربية والأجنبية التي تهبط في المطارات المدنية السورية كتموين الطائرات، واستقبال الركاب، وصيانة الطائرات، وجميع الخدمات الأرضية، وبالتالي سيتعدّى اتفاق الشراكة مطار دمشق الدولي.
الخبراء الاقتصاديون أكدوا أن تلك الخطوة كانت منتظرة، ولاسِيَّما بعد أن قدّم نظام التعفيش الأسدي معظم المرافق الحيوية من موانئ وحقول نفط وغاز وفوسفات لشركات روسية وإيرانية كنوع من سداد الدين لقاء دعمه سياسياً واقتصادياً ودفاعهم عنه عسكرياً للحيلولة دون سقوطه.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_زعيم_عصابة_التعفيش_يبيع_القطاعات_الحيوية_في_سورية
وهذا النوع من الشراكة ما هو إلا خطوة أولى نحو خصخصة مؤسسات الدولة ومراكز سياسية، حيث يقوم النظام بفكفكة مفاصل الاقتصاد السوري الحساسة وبيعها تدريجياً وتحويلها إلى ممتلكات فردية، وينتج عن عقود الاستثمار الخارجية التي يتم توقيعها مع الشركات الأجنبية تبقى نافذة حتى في حال سقوط النظام.
لقد تمكن نظام التعفيش الأسدي من الالتفاف على بعض العقوبات وتأمين بعض قطع الغيار والمستلزمات الضرورية للحركة الجوية من خلال الشراكة ولاسِيَّما إن كانت دولية، لكنه يُرجح أن الشركة التي لم يُكشف عن هويتها إما مرتبطة بروسيا أو إيران أو بـ شخصية مُقَرَّبَة للغاية من عائلة التعفيش الأسدية، كحال رامي مخلوف حينما كان يستأثر بقطاع الاتصالات الخلوية والمناطق الحرة.
وخلافاً للحالات المشابهة في بلدان أخرى، لن تنعكس تلك الشراكة على تحسين الخدمات أو تطوير القطاع بل إن هدفها استثماري بحت هدفه تحصيل المال، وتوصف هذه الشراكة بأسوأ أنواع الخصخصة.
وكانت وسائل إعلام موالية كشفت أواخر نيسان الماضي أن حكومة مجرم الحرب بشار الأسد وافقت على منح إيران آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية مقابل الديون التي أقرضها نظام الملالي لميليشيا التعفيش الأسدية في السنوات الماضية.
وعلى مر الأعوام القليلة، انتزعت كل من روسيا وإيران امتيازات اقتصادية حيوية لسنوات طويلة في حقول النفط والغاز والفوسفات، والموانئ، في الوقت الذي تغيب فيه أبسط مقومات الحياة في مناطق سيطرة نظام التعفيش الأسدي، حيث يعيش السوريون أسوأ أيام حياتهم المعيشية في ظل هذا الحاكم الذي جعل من التعفيش قانونا مُسَلَّطَاً على رقاب المواطنين.
ويُحَذِّرُ اقتصاديون سوريون من تمادي نظام التعفيش الأسدي بطرح المرافق والشركات والثروات ’’تحت الأرض‘‘ للاستثمار الخارجي والبيع والتأجير، ليؤمّن ما يضمن له الاستمرار، بعد الفشل بتأمين موارد للخزينة العامة، والتي تمكنه من دفع الأجور وتمويل الشق الجاري بالموازنة ولو بحده الأدنى.
وجاءت التحذيرات بعد أن كشفت صحيفة حزب التعفيش الحاكم ’’البعث‘‘ عن مخطط حكومي يهدف إلى طرح مطار دمشق الدولي للاستثمار عبر شركة استثمارية خاصة، على أن يكون 51% من نصيب مؤسسة “الطيران السورية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة النقل، أنها بصدد وضع دراسات وصيغ قانونية بشأن عقودها، لاستثمار وإدارة مطار دمشق الدولي بعملياته الجوية والأرضية، من دون أن تُفصح عن الشركة الخاصة المتقدمة لاستثمار مطار العاصمة السورية، والتي يُرجّح أن تكون إيرانية.
حكومة التشبيح الأسدية سوف لن تتوانى بطرح كل ما يمكن أن يجذب رأس المال الخارجي ’’للبيع أو الاستثمار‘‘ بدليل ما حصل بمرفأ طرطوس وشركة الأسمدة التي منحت لروسيا واستثمارات الكهرباء لإيران وما يُحَضَّر اليوم لمنح طهران هو مصرف وفوسفات.
المراجع
– أورينت – 4/7/2023م.
– العربي الجديد – 5/7/2023م.
– الوسيلة – 13/5/2019م.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_زعيم_عصابة_التعفيش_يبيع_القطاعات_الحيوية_في_سورية
