الخميس, يناير 9, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالات سياسيةلا يزال مجرم الحرب بوتين يستبيح دماء أطفالنا

لا يزال مجرم الحرب بوتين يستبيح دماء أطفالنا

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_لا_يزال_مجرم_الحرب_بوتين_يستبيح_دماء_أطفالنا

لقد بات مشهد القتل والدمار الشامل معتادا في بلادنا الإسلامية؛ في العراق، وفي فلسطين، وفي اليمن، وفي مختلف البلاد الإسلامية، وبات هذا المشهد اليومي في سورية إلى درجة أن البعض بات يعتبر شهداء سورية مجرد ’’أرقام‘‘.

لكنَّا نتذكر كل واحد منهم، فكل واحد منهم كان محبوباً، وكل واحد منهم كان غالياً، وكل قطرة دم مسلم تسيل هي أغلى عند الله من الأرض بما فيها.

ألم يجعل النبي عليه الصلاة والسلام هذا الأمر في غاية الوضوح عندما خاطب الكعبة المُشَرَّفة قائلاً: ’’مَرْحَباً بِكِ مِنْ بَيْتٍ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ‘‘. قال تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً).

ومثل هذه المشاهد ليست بالجديدة، لا على الأمة الإسلامية، ولا على المسلمين والموحدين عبر التاريخ، فلطالما تكالبت الأمم على أمتنا في أوقات الضعف، بدءاً من الصليبيين، مروراً بالتتار ومحاكم التفتيش الإسبانية، ووصولاً للفرنسيين والبريطانيين والبرتغاليين والإيطاليين والأمريكان، فلكلٍ من هؤلاء جرائم عظيمة راح ضحيتها الملايين من المسلمين في كل مرة، ومن أكثر الأمم بطشاً بالمسلمين خلال القرون الثلاث الأخيرة هم الروس، فقد ارتكبوا عبر القرون مجازر بشعة، كلٌ منها يوازي أو يزيد بشاعةً عما يجري من فظائع في سورية على يدهم اليوم.

لقد رفض ’’أدولف هتلر‘‘ وجيشه قصف وتدمير مدرسة الباليه والمشافي والمدارس والكنائس في سانت بطرسبورغ والمدن الروسية الأخرى حين كان يحتلها ويحاصرها خلال الحرب العالمية الثانية، وحين سُئِلَ عن السبب أجاب بأن: شرفه العسكري لا يسمح له بقتل الأطفال والمدنيين وتدمير المنشآت المدنية لأنه شجاع يقاتل الجنود على جبهات القتال فقط.

وعندما دخل جيش الحلفاء الغربيين إيطاليا بقيادة الجنرال ’’هارولد ألكسندر‘‘ أمر الجيشين الأمريكي والإنكليزي لتحرير روما من الفاشية لم يقبل بقصف أو تدمير أي مدرسة أو كنيسة أو مشفى لأن أخلاقه العسكرية لا تسمح له بفعل ذلك كما ذكر آنذاك، وعندما احتلت قوات ألمانيا باريس بقيادة الجنرال ’’شبونيك‘‘ قائد فرقة المشاة بعد استسلام فرنسا عام 1940م، لم يقبل ذاك الجنرال بتدمير أي موقع أثري أو حضاري في باريس كونها مُلْكٌ للبشرية كما قال.

هؤلاء القادة في زمن الحروب التدميرية لم يقبل أي منهم بتدمير أية منشأة مدنية أو أثرية أو خدمية للمجتمع ولم يأمر أيا منهم بقتل مدني أو طفل أو امرأة لأنهم قادة باستحقاق ولو في زمن الحروب العالمية الكبرى، وكانوا يستطيعون فعل ذلك ولا أحد يمنعهم أو يحاسبهم على أفعالهم الحربية.

بالمقابل، عندما بدأ مجرم الحرب بوتين حربه على الشعب السوري الثائر ضد سلطة آل الأسد التي يحميها هو وحلفائه في إيران فارس وشيعتها في الحروب الدينية المقدسة، كان أول هدف لطائراته مدرسة في جبل الزاوية في محافظة إدلب، ثم تتالت بطولات جيشه بقصف وتدمير المساجد، والمدارس، والمشافي، والأسواق الشعبية، والمخابز، ومحطات المياه والكهرباء، وصوامع الحبوب، ثم أمر طائراته وقواعد صواريخه بقصف القلاع والأبنية الأثرية التي تعود حضاراتها لآلاف السنين في مدينة تدمر وبصرى الشام والبارة في جبل الزاوية وقلعة سمعان في حلب وغيرها. وللبيان: دمّر جيش بوتين في مدينة جسر الشغور التي كان يقطنها 60 ألف نسمة، و5 مساجد، و4 مدارس، و2 مشفى، و2 فرن خبز، وسوق شعبي، ومحطة المياه ومحطة الكهرباء)، وكأنه مجرم حرب ملاحق على جرائمه وينتقم من الأوابد الحضارية العربية والإسلامية بل وغيرها في تلك المناطق ومن الشعب الثائر الذي تحداه مع حلفائه. 

لم يكتف مجرم الحرب بوتين بالانفراد بذبح السوريين وقَتْلِهم وتدمير بلدانهم وتهجيرهم؛ بل توجهوا إلى التعاون مع معممي ’’قم‘‘ الذين سبقوهم إلى فعل ما لم يفعله التتار في أهل بغداد، فراح هذان المجرمان يتشاركان ويتناوبان في ارتكاب المذابح والمجازر بحق السوريين وتهجيرهم، في عملية ديموغرافية تجعل من المسلمين السُنّة في سورية أقلّية بعد أن كانوا يُشَّكِلون 80% من السوريين.

لقد أصبحت البلاد التي مزقتها آلة الحرب البوتينية الأسدية المكان الأمثل لكل الطامعين في سورية، وتوسيع سلطتهم في المنطقة، ويريد بوتين على وجه الخصوص الترويج لنفسه كزعيم عالمي كبير، ويستخدم بشكل متهكم الحديث عن التعاون لمكافحة الإرهاب في سورية، لبسط نفوذه على المياه الدافئة التي كان يحلم بموطئ قدم على شواطئها.

ومن وجهة نظر مجرم الحرب بوتين التي تعكس جنون العظمة على محياه، يوازي دعم مجرم الحرب بشار الأسد ليوازي قبضته على السلطة في بلاده، ويؤمن هذا المجرم أن الغرب هو الذي دبّر ’’الثورات الملوّنة‘‘ في أوروبا الشرقية، وغيرها من الاحتجاجات المناهضة للنظام في منطقة الشرق الأوسط وروسيا، ويعتقد أنه إذا لم يعمل على تخفيف النفوذ الغربي، سيطيح به الغرب، كما وإن إيران تحتاج أيضاً إلى مساعدة موسكو لمساندة عميلها مجرم الحرب بشار الأسد والحيلولة دون سقوطه، كما وتريد إيران الحصول على المزيد من الأسلحة الروسية لتحقيق ذلك.

ويدّعي مجرم الحرب بوتين أنه صديق الجميع في الشرق الأوسط، لكن في الواقع، تعمل سياساته لصالح ’’محور الروافض الإيراني‘‘ في المنطقة، ويدّعي الخبراء والمسؤولون الروس أن إيران هي ’’قوة علمانية‘‘ محتملة لمواجهة الإسلاميين السُنّة. وبالفعل، صَنّفت موسكو جماعة ’’الإخوان المسلمين‘‘ و’’تنظيم الدولة الإسلامية‘‘ كمنظمات إرهابية؛ لكنها لم تطلق هذه الصفة على ’’حزب اللَّات اللبناني الرافض‘‘” شريكه وشريك إيران في ذبح السوريين وقتلهم وتهجيرهم.

المراجع

– الجزيرة – 1/1/2017م.

– ترك برس – 28/12/ 2015م.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_لا_يزال_مجرم_الحرب_بوتين_يستبيح_دماء_أطفالنا

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات