الثلاثاء, يناير 7, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالات سياسيةماذا يعني اعتبار الحرس الثوري الإيراني ’’كياناً إرهابياً‘‘؟

ماذا يعني اعتبار الحرس الثوري الإيراني ’’كياناً إرهابياً‘‘؟

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_نبيل_العتوم_ماذا_يعني_اعتبار_الحرس_الثوري_الإيراني_كياناً_إرهابياً

سيعلن  سسسيعلن الرئيس الأمريكي ’’دونالد ترامب‘‘ في بحر الأسبوع القادم أنَّ الاتفاق النووي بصيغته الحالية يُهدّدُ المصالح الأمريكية، وأنَّ طهرانَ لم تتقيّد بروح هذا الاتفاق جُملةً وتفصيلاً.

السيناريو الأمريكي المتوقّع أنْ يُلقي ’’دونالد ترامب‘‘ بالكرة في ملعب الكونغرس؛ لِيُناقشَ احتمال إعادةِ العمل بالعقوبات التي كانتْ مفروضةً على طهران قبلَ كانون الثاني / يناير 2016م، وهو تاريخ ما قبل إبرام الاتفاق بين إيران ومجموعة خمسة + واحد.

بموازاة ذلك تستعد إيران لمواجهة هذا الإجراء الأحادي الجانب من خلال مجموعة من الاستراتيجيات من أبرزها لغةٌ تصعيديّةٌ تعتمد دبلوماسية ’’حافة الهاوية‘‘، تعهّدت من خلالها بتسريع برنامجها النوويّ والصاروخي، ومزيد من بسط النفوذ، ’’وتغليظ الإيمان‘‘ باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية داخل نطاق جغرافي مساحته 2000 كم باعتبارها ’’أهدافاً مشروعة‘‘، وبأنَّ الثمنَ الذي ستدفعهُ أمريكا سيكون فادحاً، وهو ما تعهّد به شخصياً اللواء ’’محمد علي جعفري‘‘ قائد الحرس الثوري الإيراني.

بموازاة ذلك وهنا المفارقة الغريبة العجيبة أعلن الرئيس ’’روحاني‘‘، ووزير خارجيته ’’جواد ظريف‘‘ بأنّ طهرانَ لنْ تكونَ البادئ في الانسحاب من الاتفاق النوويّ، وأنّها لن تُقَدِّمَ هدية مجانية لـ ’’ترامب‘‘، إلى جانب الرِّهان على تأييد الدول الضامنة للاتفاق النووي للموقف الإيراني. المثير في كلّ ذلك إعلان قائد الحرس الثوريّ أنَّ الحرس ينسّق سياسيّاً وإعلامياً مع مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية بما يضمن عدم التضارب في المواقف، وما يجري فعلياً هو خلافُ ذلك تماماً.

بالطبع ستستغل إيران العقوبات الأمريكية الجديدة؛ لتكرار أسطوانتها المشروخة بالرد المؤلم والمؤثِّر، ولكنّ التجربةَ معَ إيران علَّمتنا أنّها حينَ يُهدّد رجال الدولة والثورة والعسكر هناك بِحرق تل أبيب، وتتوعّد القواعد الأمريكية في المنطقة، إنّما يضرب وكلائها في سورية واليمن والعراق والبحرين والمنطقة الشرقية ولبنان، لقتل المدنيين الآمِنِيْن العُزّل من الأطفال والشيوخ والمدنيين ….وصواريخ الحوثيين العبثية أكبرُ مثالٍ على ما يجري. لكن ماذا يعني أنْ يُدرج الرئيس الأمريكي ’’الحرس الثوريّ‘‘ في قائمة الكيانات الإرهابية، وهلْ سيسهم هذا الإجراء بنقل  المواجهة إلى مرحلة ومستوى جديد وغير معهود؟.

لا شكّ بأنَّ الدولةَ الإيرانية تتحسّب من إدراج ’’الحرس الثوري‘‘ ككيان إرهابيّ؛ حيثُ لاحظنا أنّ المواقف الإيرانية زادتْ حدّتها بشكلٍ لافتٍ معَ هذا الإعلان، على خلاف الردود التي وصلتنا من طهران، واتسمت بشيءٍ من الدبلوماسية فضلا عن عزم واشنطن تمزيق الاتفاق النووي على اعتبار أنّه أسوأ اتفاق في التاريخ على حد زعم الرئيس ’’ترامب‘‘.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_نبيل_العتوم_ماذا_يعني_اعتبار_الحرس_الثوري_الإيراني_كياناً_إرهابياً

لا شكَّ بأنَّ تصنيفَ الحرس الثوريّ ككيانٍ إرهابي معناهُ تقليص دور حركة إمبراطورية الحرس الثوريّ الذي يدير مؤسسات اقتصادية عملاقة عَبْرَ مؤسسة ’’خاتم الأنبياء‘‘ التي تسيطر على أكثر من 915 مؤسسة تجاريّة شبه حكومية ومُسَاهِمَة في كلّ المجالات من قطاعات الطاقة إلى التعدين إلى الاتصالات إلى المقاولات إلى تجارة الجملة والمُفَرَّق للسلع الأساسية والاستراتيجية، ممّا سيجعل جُلَّ هذه القطاعات والشركات التي تديرها  تحتَ مجهر العقوبات.

هذا أيضاً معناهُ أنّه سيكون بمقدور القواتِ الأمريكية استهداف قطاعات الحرس التي تتشكّل من قوات بَرِّيَّة وبحريّة وجويّة داخل إيران وخارجها؛ خاصّة داخل الأزماتِ الإقليمية، ولاسِيَّما في سورية والعراق واليمن.

وهذا يعني كذلك أنَّ بمقدور القوات الأمريكية وأجهزة الاستخبارات استهداف قادة الحرس الثوريّ، وتوجيه ضربات إلى كلّ مكامنِ القوّة الخاصّة التي يديرها ويصنعها ويوجهها ويخزنها، والمتعلقة بالقطاعات الاستراتيجية من البرامج الصاروخية والفضائية والنوويّة والجويّة العسكريّة والمدنيّة، والمسؤولة عن شحن السلاح والميليشيات إلى مداخل الأزمات الإقليمية.

هذا أيضاً معناهُ استهداف تجارة الحرس الثوريّ، كيفَ لا، وهو المسؤول أيضاً عن كبرى عمليات تجارة المخدّرات وغسيل الأموال عَبْرَ أفغانستان والعراق إلى العالم، كذلك لا ننسى تجارة الأسلحة بين الدول والمنظمات الإرهابية، إلى جانب قانونية استهداف أمريكا للميليشيات التي قامتْ إيران بإنشائها والإشراف عليها وتمويلها، والتي تعيثُ خراباً وتدميراً، وفي مقدمتها ’’حزب الله‘‘ بمختلف فروعه، والحشد الشعبيّ، والعصائب، والنجباء، وزينبيون، وفاطميون…. والقائمة تطول….

المتابع للإعلام الإيرانيّ يلاحظُ تراشقاً غير مسبوق، عنوانه الهجوم على شخص الرئيس ’’روحاني‘‘، والتيّار الإصلاحي بتوجيه من الحرسِ الثوري، واتهامه بالتفريط بالمصالح الإيرانيّة، وبالحرس الثوري، كيف لا ، وهو الذي طالبَ بِكَفِّ يد حُرّاس الثورة عن الاقتصاد والسياسة، وتوصيفهم بالحكومة التي تحمل مِدفعاً، ومطالبتهم العودة إلى الثكنات، مُعتبرين أنّ العقوبات الأمريكيّة المقترحة تصبُّ لمصلحة الإصلاحيين، ويُسَهِّل من مُهَمَّتِهم في الانقلاب على الثورة، وهذا ما لم يسمحِ الحرس الثوريّ بتحقيقه، وأنّ ثورة شعبيّةً ستحدث، وتطيحُ بكلّ العملاء والمتآمرين معَ الاستكبار العالمي.

المؤكّد أنّ استهداف ’’الحرس الثوريّ‘‘ معناه قطع رأس الأفعى؛ لأنّهُ هو الضامن للنّظام ضدّ أيّ محاولاتٍ للتغيير من الداخل والخارج، وكانتْ له اليد الطُّولى في إحباط محاولات متعددة لإضعاف النظام الإيرانيّ، وكانَ آخرها الربيع الإيراني في العام 2009م، مِنْ هنا فإنَّ إدراجَ هذه المؤسسة في قائمة المنظمات الإرهابيّة  سيضعف حتماً النظام الإيرانيّ بِرُمَّتِه، ويُسَهِّل الإطاحةَ به.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_نبيل_العتوم_ماذا_يعني_اعتبار_الحرس_الثوري_الإيراني_كياناً_إرهابياً

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات