الثلاثاء, يناير 21, 2025
spot_img
الرئيسيةتحليل سياسيمدينة حلب الشهباء: تاريخ ومعاناةومعركة ردع العدوان

مدينة حلب الشهباء: تاريخ ومعاناةومعركة ردع العدوان

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_مدينة_حلب_الشهباء_تاريخ_ومعاناة_ومعركة_ردع_العدوان

تُعَدُّ مدينة حلب الشهباء واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث تمتد حضارتها لأكثر من 13 ألف عام. عبر تاريخها، احتضنت المدينة أنبياءً وعلماءً ومفكرين، وواجهت غزاة انتهى بهم الأمر إلى الزوال. ومع ذلك، فإن حلب، منذ 65 عاماً، تعيش تحت سيطرة حزب البعث العلماني، مما أدى إلى تدهور خدماتها الأساسية وإهمال إرثها الحضاري.

في 27 نوفمبر 2024، شنت فصائل الثورة السورية عملية عسكرية تحت اسم “ردع العدوان”، تهدف إلى الدفاع عن المدنيين وإعادة المهجرين إلى ديارهم. المعركة تسببت في اشتباكات عنيفة مع قوات النظام المدعومة بالميليشيات الإيرانية، وأسفرت عن تقدم ملحوظ للفصائل، التي تمكنت من السيطرة على أكثر من 35 قرية. ومع ذلك، أدت العملية أيضًا إلى نزوح مئات العائلات وسقوط ضحايا مدنيين، مما يستدعي الالتزام بالقيم الإنسانية في التعامل مع السكان.

إن الأمل معقود على قدرة الشعب السوري على تجاوز التحديات وبناء مستقبل أفضل، مستقبل يسوده السلام والازدهار.

مدينة حلب الشهباءالنزوح والمعاناة اليومية

شهدت حلب نزوحاً واسعاً، حيث غادرها رجال الأعمال وتوقفت مصانعها عن الإنتاج، فيما اضطر 75% من سكانها للهجرة إلى الخارج. أما من بقي في المدينة، فهم يعيشون في ظروف صعبة، محرومين من الكهرباء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، معتمدين على ما يرسله إليهم ذووهم في المهجر لتأمين احتياجاتهم اليومية.

واقع السكان

لا يكاد يخلو بيت في حلب من شهيد أو معتقل أو مهجَّر. وهناك عائلات بأكملها فقدت وجودها في السجلات المدنية نتيجة التهجير القسري، بينما استوطن المدينة غرباء من الميليشيات الطائفية الموالية للنظام، القادمين من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، ليحلُّوا محل السكان الأصليين. كانت حلب في الثلاثينيات من القرن الماضي مركزاً اقتصادياً يُصدّر المنسوجات إلى أوروبا، لكنها اليوم أصبحت مكباً لمنتجات ذات جودة متدنية قادمة من إيران بأسعار باهظة.

السياق الراهن ومعركة ردع العدوان:

في ظل هذا الواقع، شنَّت فصائل الثورة السورية، صباح الأربعاء 27 نوفمبر 2024م، عملية عسكرية أُطلق عليها اسم ’’ردع العدوان‘‘. جاءت هذه العملية الاستباقية كخطوة لكسر مخططات النظام وميليشياته التي كانت تهدد المناطق المحررة. هدفت العملية إلى الدفاع عن المدنيين وإعادة المهجرين إلى ديارهم.

الاشتباكات والتقدم العسكري

شهدت مناطق ريف حلب الغربي وإدلب اشتباكات عنيفة بين فصائل ’’الفتح المبين‘‘ وقوات النظام المدعومة بالميليشيات الإيرانية. ووفقًا لمصادر محلية، تصاعد القصف المتبادل، وجرى استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي المكثف لاستهداف مواقع استراتيجية.

الإنجازات العسكرية

حققت الفصائل تقدماً لافتاً، حيث سيطرت على أكثر من 35 قرية ونقطة استراتيجية، وقطعت الطريق الدولي ’’حلب – دمشق‘‘. كما استهدفت مواقع داخل مدينة حلب، مما أسفر عن مقتل ضابط برتبة عميد، وتكبيد قوات النظام خسائر فادحة تجاوزت 200 قتيل ومئات الجرحى.

الآثار الإنسانية والتوصيات:

على الصعيد الإنساني، تسبَّبت العملية في نزوح مئات العائلات باتجاه المناطق الشمالية وسط ظروف مناخية قاسية. كما ردت قوات النظام وحلفاؤها باستهداف الأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

ختاماً:


إن ما شهدته مدينة حلب من تحولات تاريخية وصراعات يعكس عمق المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهلها. المدينة، التي كانت مركزاً ثقافياً واقتصادياً، تواجه اليوم تحديات هائلة بسبب النزاع المستمر. رغم الظروف الصعبة التي مروا بها، فإن روح المقاومة والصمود لا تزال تنبض في قلوبهم، مما يعكس إرادة الشعب السوري في استعادة هويته.

تمثل العملية العسكرية “ردع العدوان” خطوة مهمة نحو استعادة الحقوق والدفاع عن المدنيين، لكن هذه الخطوة تتطلب التزاماً قويًا بالقيم الإنسانية واحترام حياة المدنيين. من الضروري أن تكون جميع الأطراف حريصة على حماية الممتلكات والأرواح، وأن تسعى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

يبقى الأمل معقوداً على قدرة الشعب السوري على تجاوز التحديات وبناء مستقبل أفضل، مستقبل يسوده السلام والازدهار، حيث يمكن لحلب أن تعود إلى مكانتها كمدينة تاريخية وثقافية تساهم في الحضارة الإنسانية.

هذه العملية، تدعو فصائل الثورة السورية إلى التحلي بالمسؤولية والالتزام بالقيم الإسلامية النبيلة في التعامل مع السكان المدنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية. يجب الحفاظ على الممتلكات، وتجنب ترويع المدنيين، ومعاملة الأسرى معاملة حسنة وفق القوانين الدولية والأخلاق الإنسانية.

المراجع

– الجزيرة – 27/11/2024م.

– تلفزيون سوريا – 29/11/2024م.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_مدينة_حلب_الشهباء_تاريخ_ومعاناة_ومعركة_ردع_العدوان

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_مدينة_حلب_الشهباء_تاريخ_ومعاناة_ومعركة_ردع_العدوان

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات