الخميس, يناير 9, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالات سياسيةمسؤولية مَنْ انتشار الجوع في غَزَّةَ

مسؤولية مَنْ انتشار الجوع في غَزَّةَ

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_مسؤولية_مَنْ_انتشار_الجوع_في_غَزَّةَ

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأطفال جوعى هزيلة الأجسام ينتظرون دورهم للحصول على الغذاء، في مشهد يثير التساؤلات عن حجم تأثر الأمن الغذائي في قطاع غَزَّةَ بالحرب المستمرة بين دولة الاحتلال الصهيوني والمقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي، ومعايير إعلان حالة المجاعة وتداعياتها القانونية.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغَزَّةَ، في بيان صحفي له الاثنين 19/2/2024م، عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غَزَّةَ منذ قبل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على غَزَّةَ، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالوا متواجدين بثبات في المحافظة.

وذكر المكتب الإعلامي، أن الاحتلال الصهيوني أجبر سكان محافظة شمال غَزَّةَ على طحن أعلاف الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني.

وأضاف المكتب الإعلامي: تتعرض كل من محافظة شمال غَزَّةَ ومحافظة غَزَّةَ لحصار شديد ومطبق، بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني، حيث يمنع الاحتلال وصول أية مساعدات إلى تلكما المحافظتين منذ بدء الهجمة الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على غَزَّةَ، وقد تم تسجيل عشرات حالات الإعدام والقتل الميداني التي نَفَّذَها جيش الاحتلال لعشرات الشهداء الذين حاولوا الحصول على الغذاء بمحافظتي غَزَّةَ وشمال غَزَّةَ.

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني في غَزَّةَ، يوم الأربعاء 21 فبراير 2024م، حدوث وفيات بسبب الجوع، وذلك في وقت تتواتر فيه التحذيرات داخليا وخارجيا من تفاقم المجاعة بالقطاع، في ظل شُح المساعدات واستمرار عدوان الاحتلال المدمر.

وأكد المتحدث باسم الهلال الأحمر: إن قطاع غَزَّةَ يشهد مجاعة حقيقية أدَّت إلى وفاة عدد من الفلسطينيين.

وحذَّر الهلال الأحمر من أن ما يحدث في شمالي قطاع غَزَّةَ سيمتد إلى مناطق أخرى منه، مشيرا إلى تراجع في إدخال المساعدات إلى مناطق الشمال، كما أشار إلى ’’تقارير صادمة‘‘ بأن الفلسطينيين لا يجدون الأكل والماء، وأن جيش الاحتلال الصهيوني يستهدف من يحاول إدخال المساعدات إلى القطاع.

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تتزايد نداءات الاستغاثة من فلسطينيين محاصرين لإنقاذهم من الموت جوعا، كما تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لتزاحم حشود كبيرة على كميات محدودة من المساعدات التي يُسمح بدخولها للقطاع.

وبصراحة، فإن وقف هذه المجاعة تقع على عاتق العرب والمسلمين، وحتى لا تكون هناك مخاوف من وقوع هذه المجاعة التي سَتُلقي بظلالها على قطاع غَزَّةَ، وتهدد مصير حياة نحو نصف مليون فلسطيني شمال القطاع، صحيح أن كسر المجاعة تقع على عاتق مصر صاحبة المعبر الوحيد مع غَزَّةَ، والأردن التي ترتبط مع فلسطين بحدود طويلة ومعابر متعددة، وهاتين الدولتين العربيتين والمسلمتين لا تُحرِّكان ساكناً؛ خشية ردة فعل الصهاينة الغارقين في مستنقع غَزَّةَ أذلاء مقهورين، وإن تردد مصر والأردن في فعل أي شيء لكسر هذا الحصار دليل ضعف وهوان، والفرصة مواتية لاستغلال ضعف الصهاينة وانكسارهم أمام قلة مؤمنة من أبطال المقاومة الفلسطينية، التي فعلت بجيش الصهاينة الأفاعيل وجعلت من الجيش الذي لا يُقهر أضحوكة في العالم، وإذا ما أقدمت مصر والأردن على كسر الحصار فإنهما سيجدان خلفهما العرب والمسلمين والعالم الحر في كل بقاع الأرض يشاركونهم كسرهم لهذا الحصار الغاشم.

إن المجاعة التي تهدد شمال قطاع غَزَّةَ جريمة ضد الإنسانية بدون أي شك، وبدون أي لف أو دوران، وما يجري هو محاولة إعدام جماعي للسكان المدنيين في غَزَّةَ وفي شمالها بالتحديد، وهذه الجريمة يُسأل عنها المجتمع الدولي بشكل عام، كما تسأل عنها الدول العربية والإسلامية ودول الطوق بالتحديد مثل مصر والأردن بشكل خاص.

على مصر بالتحديد تقع مسؤولية كبرى عن هذه المأساة الإنسانية، لأنه لا يمكن أن تترك إنسانا يموت جوعا وأنت قادر على أن تُدخل له ما يُحييه أو ما يُنقذه كما أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الجامعة العربية والدول العربية، والدول الإسلامية مجتمعة، لأنهم اجتمعوا قبل حوالي شهرين في السعودية وأصدروا عدة توصيات وعدة قرارات منها قرار نص على كسر هذا الحصار فورا لإدخال المساعدات إلى قطاع غَزَّةَ؛ وهذا ما لم يحدث، ولكن هذه القرارات كانت كالعادة حبر على ورق ثم الغرق.

عندما تكون أمام مشاهد من يتعرضون للموت جوعا وعطشا بسبب الحصار على غَزَّةَ، ثم يخرج لك مسؤول مصري يتباهى بأن بلده أحكمت حصار غَزَّةَ بحيث لا يمكن أن يتهرب إليها أي شيء لا فوق الأرض ولا تحت الأرض، فأنت أمام انحطاط وعار وفضيحة لا يكفي ماء النيل كله لتطهير أصحابها من النجاسة.

وإذا ما تخلَّفت الدول العربية عن القيام بهذا الواجب فإن جوعى غَزَّةَ مسؤولية العالم الإسلامي بأكمله، ومسؤولية وقف هذه الجريمة ومنع الجوع عن قطاع غَزَّةَ تقع على عاتق العالم الإسلامي وإننا كأفراد وكل شخص يستطيع أن يوصل صوته إلى العالم ويناشد الدول الإسلامية إلى التحرك الجدي لكسر الحصار الظالم.

أيضاً لا بُدَّ لنا من تحميل دولة الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن المجاعة في قطاع غَزَّةَ، كما وأن المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً يتحملون المسؤولية أيضاً تجاه هذه الجريمة التي تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتخالف كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، وقد منح هؤلاء الاحتلال الضوء الأخضر لارتكاب هذه الجرائم، ورفضوا وقف هذه الحرب الوحشية على قطاع غَزَّةَ، وعطلوا في الأمم المتحدة كل القرارات التي تدعو إلى وقف العدوان وكسر الحصار.

وأن على العالم مسؤولية وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّةَ، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.

فمنذ 108 أيام ويزيد، يشن جيش الاحتلال الصهيوني حرباً مدمرة علي قطاع غَزَّةَ، خلّفت نحو 30 ألف شهيدا ونحو 70 ألف إصابة معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب الأمم المتحدة.

فهل سنشاهد في الأيام القابلة ضمير إنساني عربي وإسلامي وعالمي يتحرك ويوقف هذه الحرب المجنونة المدمرة؛ ويكسر هذا الحصار الغاشم والحاقد واللئيم.

المراجع

– الحرة – 17/12/2023م.

– عربي21 – درب – 22/2/2024م

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_مسؤولية_مَنْ_انتشار_الجوع_في_غَزَّةَ

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات