الأربعاء, يناير 8, 2025
spot_img
الرئيسيةتقدير موقفنعم.. أبارك للشعب السوري ولكن يدي ستظل على قلبي!

نعم.. أبارك للشعب السوري ولكن يدي ستظل على قلبي!

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_شعبان_عبد_الرحمن_نعم_أبارك_للشعب_السوري_ولكن_يدي_ستظل_على_قلبي!

ستون عاماً من قهر حزب البعث النصيري (1964م)، منها ثلاثة وخمسون عاماً من حُكْمِ آل الأسد وعصابته (1971م)، وقبلها ستة وعشرون عاماً تحت قهر الاحتلال الفرنسي (1920م – 1946م)، ليكون إجمالي سنوات القهر ستة وثمانين عاماً.

وسيظل يوم السبت 7 جمادى الثانية الموافق 8/12/2024م يوم ميلاد سورية الجديدة وعيد استقلالها، ليبدأ الشعب السوري انطلاقته نحو الحرية من أوسع أبوابها، ويبني بلده وحضارته. إلا أن ذلك سيظل محفوفاً بمخاطر جمة تُنذر – لا قدَّر الله – بانهيار كل شيء وعودة الأوضاع إلى أسوأ ممَّا كانت عليه. غير أن الثورة ورجالها وشبابها وقادتها يجب أن يتعلموا من دروس الثورات المماثلة التي سبقت في مصر وليبيا وتونس واليمن، حيث تمكنت قوى غربية من اختراق تلك الثورات عَبْرَ شعارات مثل الوحدة، نسيان الماضي، والتطلع للمستقبل، وعفا الله عما سلف. تلك الشعارات كانت أشبه بمخدرات أغمضت أعين الشعوب حتى نمت الدولة العميقة، وتم تفعيلها برعاية أعداء الحرية والتحرر، ورعاة الفساد والإفساد من الطبقات المتنفذة ودعاة السطوة والسيطرة من قوى الاستعمار العالمي.

لقد تحالف الطرفان، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الصهاينة والأنظمة العربية التي تعفنت على كراسيها، وبذلت الغالي والنفيس حتى تمكنت من بث الفتنة بين الثوار، وأصَّلت حملات إعلامية شرسة ضدهم. ثم تدخلت الجيوش التي أُنشئت من قبل الأنظمة البائدة وظلَّت على حالها دون مساس من أحد، بعد أن ظنَّ الثوار أنها جيوش وطنية ومنحازة للثورات. مصر هي المثال الأوضح في هذا السياق، حيث فضَّت تلك الجيوش الثورات الناجحة وقتلت قادتها وكوادرها بأبشع الطرق، بينما كان الثوار غارقين في خلافاتهم. تلك مشاهد وأحداث باتت معروفة للجميع ويجب التذكير بها.

لهذا، أعبر عن سعادتي الغامرة، مثل ملايين آخرين في العالم العربي، بنجاح الثورة السورية العظيمة في إسقاط بشار الأسد. لكنني أضع يدي على قلبي خوفاً من تكرار السيناريوهات التي جرت في مصر وتونس وليبيا واليمن.

نعم، نجحت الثورة اليوم، ولكن لا يجب على قادتها وشبابها أن يناموا مطمئنين. عليهم أن يواصلوا الطريق نحو النجاح الكامل دون كلل أو ملل.

اليوم، امتلكت الثورة نصف الكوب الملآن – والحمد لله – والآن، بات العمل على ملء النصف الفارغ هو الأولوية الكبرى، وإلا ستزحف عليه الصراصير والضفادع وكل الحشرات، فتفسد كل شيء، وتعيد الشعب إلى حالة أشد بؤساً واستعباداً وفقراً وذلاً. ومن يتلفت حوله سيجد ما يجري يغنيه ويجيب عن كل التساؤلات.

 حفظ الله سورية وشعبها وثورتها، وكل بلادنا العربية والإسلامية.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_شعبان_عبد_الرحمن_نعم_أبارك_للشعب_السوري_ولكن_يدي_ستظل_على_قلبي!

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات