الثلاثاء, يناير 21, 2025
spot_img
الرئيسيةتقدير موقفيوم الثامن من كانون: فرحة السوريين وعودة الوطن

يوم الثامن من كانون: فرحة السوريين وعودة الوطن

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_فادي_شامية_يوم_الثامن_من_كانون_فرحة_السوريين_وعودة_الوطن
يُعتبر يوم الثامن من كانون الأخير يوماً بارزاً في تاريخ السوريين، حيث يأتي كفرصة للاحتفال بفرحة تُنسيهم عذابات السنين الطويلة التي عانوها. في هذا اليوم، يُسمح للسوريين بالتعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز، حيث يخرجون من بين الأجداث ليعيدوا تشكيل هويتهم بعد سنوات من الألم والظلم. كأن الله أراد لهم أن يشهدوا لحظات من الفرح الحارق، ليظهروا للعالم جمالهم الفاتن ونخوتهم الأصيلة.

لقد عاش السوريون تغريبة رهيبة، ولكن تلك المعاناة جعلتهم يكتشفون قواهم الداخلية ويمتلكون حلمهم من جديد. في هذه اللحظات، يكتب السوريون خاتمة جديدة لثورتهم الكاشفة، مما يجعلها تحتل مكانة مرموقة بين أعظم ثورات القرن الحادي والعشرين.

اليوم، لم يعودوا ضعافاً بلا سند، بل انتصارهم هو سلاحهم، وشهداؤهم مشاعل تضيء مسيرتهم نحو الحرية. إنهم يواجهون الظلم بقوة وإرادة، متسلحين بذكرياتهم وتضحياتهم، ويستعدون لبناء وطنهم من جديد. إنهم يؤكدون أن الشعب لا بد أن ينتصر في النهاية، وأن النصر أقرب مما يتصور الجميع.

يوم الثامن من كانون وفرحة السوريين

لكأن الله قد كتب عنده في الأزل أن يوم الثامن من كانون الأخير هو يوم محض للسوريين، ليشبعوا فيه فرحاً يُنسيهم عذابات السنين التي قست عليهم، كما لم تقسُ على أحد سواهم. فأذن لهم أن يخرجوا من بين الأجداث، في أرضهم، وفي المنافي والشتات، ويلبسوا جمالهم الفاتن، ويمتشقوا سحرهم الأخّاذ، ويعلنوا نخوتهم الأصيلة.

التغريبة الرهيبة

كأنهم ليسوا هم الذين عرفناهم يوم حَكَمَهُم حقير البشرية. ولعل الله أراد لهم تلك التغريبة الرهيبة، ليشبهوا أنفسهم مرة جديدة، ويكونوا المجتبين.

من يملك بعد اليوم كتم فرحتهم أو صد مسيرتهم؟ من يقدر على مسهم بعدما امتلكوا الحلم الرائع، وكتبوا أجمل خاتمة لثورتهم الكاشفة؛ آخر ثورات الربيع التي اختبر الله بها إنسانية البشرية؟ لقد حجزوا بها المقام الأول في ’’أعظم ثورات القرن الحادي والعشرين‘‘.

العودة إلى الوطن

ها قد عاد وطنهم إليهم، وليس أجمل منه وطن. لم يعودوا ضعافاً بلا سند؛ انتصارهم سلاح، شهداؤهم مشاعل، وتضحياتهم مسار. من وقف معهم في المحنة حظي بالجانب الصحيح من التاريخ، ومن وقف مع شانئهم أدرك خيبة الدهر.

فناء الظالم

لقد فني الظالم وآله بعدما ظن الناس في ارتكاسة يأس أنه باقٍ. ظنوه – وحسب – فاقداً لبقعة أرض غير مفيدة في الشمال أو الشرق، مدعوماً من الغرب ومن الشرق. لكن السوريين أثبتوا أنه كان ذيلاً للكلب، بلا أرض، بلا جيش، بلا شعب. وها هي صغارهم تَبول على أصنامه بعد أبيه مرتين؛ في البدء وفي المنتهى، لِيُطَهِّرُوا الشام من الأصنام، وليصدح التكبير بالفتح حتى يبلغ الصوت منتهى العالم.

تكريم أهل الشام

يا أهل الشام، من يدانيكم اليوم بعدما عانقتم الحرية؟ من مثلكم في الكون وقد تكفل الله بكم وبارككم، ثم أدركتكم سنته الخالدة: الشعب لا بُدَّ أن ينتصر؛ ثورته فكر والفكر لا يموت. سيدكّ دولة الظالم يقيناً. طوبى للشام وأهل الشام يوم الملحمة فسطاطًا؛ ملائكة الرحمن باسطةً أجنحتها عليه.

خاتمة

في ختام هذه اللحظات التاريخية، يتجلى أمامنا واقع انتصار الشعب السوري كحلم يتحقق بعد سنوات من الكفاح والمعاناة. لقد أثبتتم، يا أهل الشام، أن القوة تكمن في الإرادة والعزيمة، وأن الفرح الذي تشعرون به اليوم هو نتيجة كفاح وتضحيات لا تُحصى. إنكم قد واجهتم الظلم والفساد برؤوس مرفوعة وقلوب مليئة بالأمل، ورفضتم أن تكونوا ضحايا، بل اخترتم أن تكونوا أبطال قصتكم الخاصة.

تذكروا دائماً أن كل جرح تحملتموه كان خطوة نحو الحرية، وأن كل شهيد سقط كان منارة تضيء دربكم نحو المستقبل. اليوم، ومع عودتكم إلى وطنكم، تكتبون فصولاً جديدة في تاريخ بلادكم، فصولاً تتحدث عن النصر والتلاحم والإصرار. لقد حان الوقت لتستعيدوا ما فقدتموه من كرامة وحياة، ولتعملوا معاً على بناء وطن يعكس طموحاتكم وآمالكم.

لا تدعوا أحداً يثنيكم عن مسيرتكم، فأنتم المجتبون الذين اختارهم الله ليكونوا رمزاً للأمل والتغيير. ارفعوا رؤوسكم عالياً، وواصلوا العمل من أجل بناء مستقبل مشرق يتجلى فيه إرادتكم الحرة. فلنستمر في النضال معاً، ولنُثبت للعالم أن الشعب السوري لا يعرف المستحيل.

إن كل خطوة تخطونها نحو الأمام هي تأكيد على قدرتكم على التغلب على التحديات، وأنتم اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى. فلتكن عزيمتكم قوية، ولتكن قلوبكم مليئة بالأمل، ولتجعلوا من كل لحظة تعيشونها درباً نحو المجد والكرامة. ستبقى أصواتكم تتردد في أرجاء العالم، لتُعلِنوا أن الشعب السوري هو شعب لا يُقهر، وأن النصر قريب بإذن الله

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_فادي_شامية_يوم_الثامن_من_كانون_فرحة_السوريين_وعودة_الوطن

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات