مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_ناجي_خليفة_الدّهان_طوفان_الأقصى_ومستقبل_المعركة
كان يوم السابع من تشرين الأول يوماً حاسماً ولحظة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل لحظة خالدة تستحق أن تُكتب بأحرف من نور في سِجلِّ الأمجاد؛ أمجاد المقاومة الفلسطينية. حيث فرضت واقعاً جديداً على طبيعة الصراع في أرض فلسطين، لأن المعادلة تغيرت والموازين انقلبت وأخذت المقاومة زمام المبادرة بالهجوم ومباغتة العدو في ثُكناته وحصونه بعد أن كانت في موقف الدفاع طيلة عقود من الزمان.
لقد كانت ضربة موجعة للكيان الغاصب وغير متوقعة واستطاعت إلحاق الخسائر الكبيرة بالعدو على كافة الصُعد العسكرية والأمنية والنفسية والسياسية والاقتصادية والداخلية والخارجية!! فأحدثت إرباكاً كبيراً في صفوف العدو وما هذا التوحش في قصف الأبرياء والمدنيين إلاَّ دليلا على الفشل والطيش والجنون والتخبّط!
1-فلماذا انتصرت المقاومة الفلسطينية بهذه السرعة؟
2-وهل ستنتصر في وقف الهجوم البَرِّيّ إن حصل فعلا؟
3-ما الأسباب التي تدفع الجيش الإسرائيلي لتأجيل العملية العسكرية براً وهل ستجتاح قطاع غَزَّةَ فعلا؟
المقاومة الفلسطينية انتصرت:
لقد أعدّت المقاومة عُدَّتها لهذه المعركة المصيرية – طوفان الأقصى – منذ سنوات، وتمكنت من الحفاظ على السرِّيَّة والكتمان خلال كل مراحل التخطيط حتى لحظة التنفيذ في يوم 7 أكتوبر وبالتالي كسبت عنصر المفاجئة، وانتصرت على أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، واستولت خلال ساعة ونصف من بدء المعركة على واحد وعشرين موقعا حيوياً وأسرت العديد من جنرالات الجيش الإسرائيلي وقياداته وهزّت صورة إسرائيل ليس لدى أبناء الكيان الصهيوني فحسب بل على مستوى العالم، فالجيش الذي لا يُقهر يُهزم أمام مقاومة تعيش تحت الحصار منذ عقود، فضلا عن الفارق الهائل في الإمكانيات.
إن سلاح المقاومة الفلسطينية الحقيقي يتمثل في العقيدة والإيمان بعدالة القضية التي يدافع عنها، وكلنا يشاهد ثبات أهل غَزَّةَ وكيف يستقبلون شهداءهم بالإيمان والتسليم والرضى وهذا نراه يوميا في كلّ بثّ مصور فهو شعب مستعد نفسيا وبدنيا لكل هذه الأمور بل ينتظرها.
وعندما نقارن آثار طوفان الأقصى على الكيان الصهيوني يمكن رصد الانهيار النفسي والمعنوي في المجتمع الصهيوني من خلال الانشقاقات في القوات المسلحة والهروب والانتحار والخلافات الحادة في الحكومة ومجلس الوزراء الإسرائيلي حول هذه القضية، وهجرة أعداد كبيرة من المواطنين كل ذلك خلق أشكالا متنوعة من الضغط على الحكومة الصهيونية!
ولكي تتفادى ذلك لا بُدَّ من التفكير بالهجوم البَرِّيّ على غَزَّةَ فباشرت إسرائيل في شنّ حرب بَرِّيَّة على المقاومة في غَزَّةَ عنوانها في هذه المرة ’’القضاء على الحركة الفلسطينية‘‘ بشكل نهائي، رغم تأخر الحرب البَرِّيَّة الشاملة بعد تلقيها الضربة القاصمة من المقاومة الباسلة، في انتظار وصول قوات أمريكية إضافية إلى المنطقة، وأن الاستراتيجية الإسرائيلية الفورية حاليا هي تدمير البنية التحتية في غَزَّةَ، ومواصلة هجماتها الجوية المكثفة على قطاع غَزَّةَ حتى لو سقط عدد كبير من المدنيين، وقامت بارتكاب مجازر وجرائم حرب محاولة دفْع سكان القطاع نحو الحدود المصرية وملاحقة المقاومة بتفجير شبكة الأنفاق مترامية الأطراف تحت الأرض لحسم المعركة ولكنهم فشلوا فشلا ذريعاً فأصابهم الجنون!
والسؤال متى ستقوم إسرائيل بالحرب البَرِّيَّة؟
أسباب تأخير الحرب البَرِّيَّة:
بات من الواضح أنّ تأخير الدخول البَرِّيّ ما هو إلا خوف وعدم جاهزية بل إن إسرائيل مقتنعة بأن المقاومة تعمل على خطة محكمة لاستدراج قوات العدو إلى داخل القطاع وذلك لتبدأ الحرب بشكل فعلي في منطقه تتساوى بها موازين القوى بعض الشيء، وإن الدخول البَرِّيّ سيعمل على تعطيل قوة الدبابات والطائرات وسيكون الاعتماد فيه على القوى الراجلة التي ستدخل القطاع مُحَمَّلَةً بكل هذا الرعب والخوف من مقاتلي المقاومة الذين يكمنون لهم، فرجال المقاومة ينتظرونهم على مشارف غَزَّةَ.
لقد بدأت عمليات التوغل في أكثر من محور وفي كل مرة يصيبهم الخزي والخذلان ويولوا هاربين تاركين مُعداتهم المدمرة وأشلاء قتلاهم غنيمة سهلة، وبعد كل هذه التصريحات ورغم كل التمهيد الجوي والإسناد الصاروخي والمدفعي والدبابات يعلنون انسحابهم! لماذا انسحبتم ومعكم كل هذا الدعم الأمريكي، نعم لقد ألحق شباب القسام الهزائم المتكررة بكل الكتائب المتقدمة.
استراتيجية الكيان الصهيوني للمرحلة المقبلة:
لذلك بدأ الكيان بالتفكير في إطالة أمد الصراع وإحكام الحصار على المدنيين وإشغال المقاومين وتشتيتهم من خلال ضرب المدنيين بهذا الكم الهائل من القنابل. لكن المقاومة الباسلة دحرت كل هذه الجيوش المتدافعة كتيبة بعد كتيبة وحققت الانتصارات المتعاقبة نصراً بعد نصر ولعلها تتنصر بشكل كامل وما ذلك على الله بعظيم!
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_ناجي_خليفة_الدّهان_طوفان_الأقصى_ومستقبل_المعركة