السبت, ديسمبر 21, 2024
spot_img
الرئيسيةتقدير موقفسَأُلَحِّنُ لكم لَحْنَاً لَعلَّ بعض العالمين يُدركونه…

سَأُلَحِّنُ لكم لَحْنَاً لَعلَّ بعض العالمين يُدركونه…

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_زهير_سالم_سَأُلَحِّنُ_لكم_لَحْنَاً_لَعلَّ_بعض_العالمين_يُدركونه

منذ نحو ثلاثة أيام كان أحد أركان الإدارة الأمريكية، من البنتاغون أظنه، يُقَدِّمُ للصهاينة نصيحة يقول لهم: لا تُقْدِمُوا على الهجوم البَرِّيّ، لأنه .. ولأنه.. ولأنه؛  ولأنه قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب، ولأنه قد يجعل من الصعب علينا ضبط كل الساحات المتفجرة في وجوهكم…

كان كلامه واضحاً ومعبراً، وبقدر ما يُشكِّل رسالة نصح  للصهاينة، كان يمكن أن يُشكِّلَ مقترحاً عملياً مفتاحياً لأعدائهم..!!

من هم أعداؤهم المفترضون؟؟!!

ولكن نوم الكثير من أعدائهم في العسل أضناهم، وأشغلهم، وغيَّبهم حتى عن التقاط البادرة الزلَّة يُزَلُّ بها، أو يتعمَّدها عدو!!

الكلمات المفتاحية التي زَلَّ بها المتحدث الأمريكي، أو تعمَّدَها، لست أدري!! ، يُعَبِّرُ عنها القرآن الكريم في بعض سياقاته، المؤطَّرة بأُطُرِهَا؛ بثلاثة ألفاظ. ثلاثة ألفاظ فقط!! واضحة بيِّنَة لا لَبْسَ فيها، ومع ذلك غفل الغافلون عنها، أو آثروا أن يضربوا صفحاً عنها، بينما كان تلمودي صهيوني يقرأ لنا النصوص من الأسفار في وجوب قتلنا..وقتل أطفالنا لأنهم حين سيكبرون سيكونون محاربين، فهو حكم على صيرورتنا.

وعلى النُّطَف التي لم تُخلق.

حين أكرمني بعض الأحباب بالأمس بصورة بيان لمرجعية شرعية مرموقة، جزاه الله كل خير، قلت في نفسي:  لعلهم وجدوا في الإرشاد القرآني، أو  في  رسالة المرجع الأمريكي ما يكون مادة لتوجيه..

وأحب أن أقول وقد عانيت من كتابة مئات البيانات السياسية على مدى أربعين سنة، إن من أهم فقرات البيان السياسي، التي توجه للجماهير، أن تكون جامعة عملية تقترح عليهم، مبادرات واقعية عملية للفعل المشروع الممكن والمجدي. ثلاث صفات تشترط في كل اقتراح، أن يكون عملا مشروعا، ممكنا، مُجديا، ينفع ولا يضر، مقدورا عليه، يبني ولا يخرب!!

أن نشجب ونستنكر وندين ونطالب وننتظر؛ كل ذلك يُجيش العاطفة. ويهيج المشاعر، أو يلهبها، ثم نفيء إلى أنفسنا ولا يكون له إتاء..

يعود أحدهم من المظاهرة مُنْهَكاً متعباً، فيقول لأم العيال: حضري لنا العشاء. مهم أن لا يُفهم من كلامي الاعتراض على التظاهر والمتظاهرين.

أحببتُ أن أسأل أي مرجعية شرعية أو سياسية؛ أنا الفرد المُسْتَقْبِلُ لبيانكم أيها الأعزاء، ماذا تنتظرون مني أن أفعل؟؟ وكيف يمكنني أن أوظف قدراتي الفردية في الطريق المنتج، بعيدا عن الفوضى المدمرة؟؟ تلك أظن مهمة الفريق الحليم الرشيد؟؟ الذي يقول للناس: أنا فئتكم، يوم يكون الناس لا فئة لهم!!

وفي أمتنا اليوم كما وصف النابغة

خيل صيام، وخيل غير صائمة

تحت العجاج وخيل تعلك اللجما

فمن يقدم للخيل الصيام فطورها؟؟

يقول لي بعض الناس: أفصح..

وأول ما تعلمت في علم البيان، أنَّ الرجل إذا علَّك كلاما لا يطيقه لحياه، اختنق به.

وكان أحد مشايخنا- رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته – يُكثر من ترداد: رُبَّ لِبسةٍ تقول للابسها اخلعني. ورُبَّ كلمةٍ تقول لقائلها دعني.

والكلمة الكبيرة تحتاج إلى الحامل الأكبر منها حتى يوفيها حقها…

وأن أكتب بيانا أخاطب به أهل المشرق والمغرب، ولا أخاطب أهل خاصتي بما يرشدهم ويهديهم ويفتح عليهم، كما يفتح الحافظ على الإمام يرتج عليه في الصلاة؛ فكأنني ما غزوت.

غَزَّةَ اليوم ليس بقعة جغرافية محدودة. ولا يمكن أن تكون. غَزَّةَ اليوم في الجغرافيا وفي الديمغرافيا هي أرض الإسلام وأمة المليار ونصف المليار..

العين الحمراء تقدح شرراً عندما تغضب.

ومن داغستان بالأمس جاءت البشائر..

ليت كل أقطارنا كانت داغستان..

وإذا لم نستطع الوصول إلى غَزَّةَ، يمكن لغَزَّةَ أن تصل إلينا..

____________

أ.زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي.

تقدير الموقف هذا يُعَبِّرُ عن رأي كاتبه ولا يُعَبِّرُ بالضرورة عن رأي الموقع.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_زهير_سالم_سَأُلَحِّنُ_لكم_لَحْنَاً_لَعلَّ_بعض_العالمين_يُدركونه

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات