مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_الجرح_واحد_والقاتل_واحد
مِنْ مُضْحِكَاتِ الأقدار أن تسمع أبواق النظام السوري المجرم بشار الأسد يستنكر جرائم العدو الصهيوني في غَزَّةَ والضفة الغربية، ويتناسى جرائم سيده بشار الأسد ضد الشعب السوري؛ وما فعله بحق الملايين من السوريين الذين توزعوا بين قتيلٍ وجريحٍ وسجينٍ ومُعوَّقٍ ونازحٍ ومُهَجَّرٍ ومُهَدَّدٍ ومحاصرٍ ومُجَوّعٍ؛ على مدى 12 عام قانية الدم وقاتمة السواد.
وسبق أن صَرَّحَ مجرم الحرب بشار الأسد خلال القمة العربية التي عُقِدَت في المملكة العربية السعودية؛ مُتقمصاً دور المومس؛ التي تتحدث عن العفاف، صَرَّحَ بعدة أمور حول القضية الفلسطينية، مستنكراً المجازر التي ترتكبها الدولة العِبْرِيَّة بحق الفلسطينيين في غَزَّةَ، من قصف للمشافي والمدارس، ودور العبادة من مساجد وكنائس، وآبار المياه والمخابز ومراكز التسوق، ومخازن الأدوية، واستهداف مباشر للمدنيين، واعتبر كل ذلك إجراماً غير مسبوق.
وأدَّت هذه التصريحات إلى استياء شعبي بين السوريين في شمال غرب سورية المحررة، بسبب القصف والتجويع والقتل والتهجير القسري، الذي مارسه النظام المجرم على الشعب السوري طوال سنوات القتل والذبح والحصار والتجويع، ليأتي ويستنكر إجرام الكيان الصهيوني الذي هو سبقه بعمليات الإجرام بمراحل كثيرة.
طبعاً الدولة العِبْرِيَّة فعلت أفظع الجرائم في غَزَّةَ، ولكن مجرم الحرب بشار الأسد قام بتدمير سورية وهَجَّرَ أهلها، ولم يَبْقَ أي مستشفى أو أي مدرسة ومؤسسة إلا وقصفها، ولا مقبرة إلا نبشها وسرق أطراف موتاها، حتى الأسواق لم تنجو من براميل الموت التي كان يقصفها على رؤوس المدنيين الآمنين في بيوتهم ليل نهار، بالتعاون مع روسيا وإيران وحزب الشيطان اللبناني والميليشيات الرافضية التي جنّدتها دولة ملالي قم.
ورغم ما تشهده محافظة إدلب من قصف عنيف من قبل الطيران الروسي في الشهر الأخير؛ فإن أهلها والنازحين إلى الشمال المحرر يساندون أهل غَزَّةَ في مظاهراتهم اليومية، مُعَبِّرِينَ عن دعمهم لصمود أهل غَزَّةَ، رافضين تصريحات مجرم الحرب بشار الأسد وأبواقه المخادعة.
إن غَزَّةَ وإدلب تعيشان اليوم نفس الجرح والقاتل واحد، وإن مجرم الحرب بشار الأسد هو من قتل السوريين والفلسطينيين واللبنانيين، ودَمَّرَ منازلهم وهَجَّرَهُم قسراً من مُدنهم بعد أن ضَيَّقَ عليهم سُبُلَ العيش والحياة، فقد جَوَّعهم وحرمهم من الدواء والماء والغذاء كما يفعل الصهاينة اليوم بأهل غَزَّةَ الذين استفادوا من عمليات بشار ضد شعبه، وتَعَلَّمُوا منها الكثير.
وكيف لمجرمٍ أن يُحاضر بالعروبة والشرف بعد أن دَمَّرَ سورية وهَجَّرَ نصف شعبها؛ وقتل النساء والأطفال، ونحن هنا من الشمال السوري المحرر، نؤكد أننا نقف بجانب أهلنا في غَزَّةَ؛ وندعمهم بكل ما نستطيع، ونؤكد لهم أن كل ما صَرَّحَ به مجرم الحرب بشار الأسد وأبواقه ما هي إلا شعارات كاذبة خادعة لا أكثر.
وقد شهدت مناطق شمال غرب سورية المحرر تظاهرات مستمرة منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول وإطلاق معركة طوفان الأقصى إلى الآن؛ دعماً لأهلنا في غَزَّةَ، والتأكيد على الوقوف إلى جانبهم، وإنَّ جُرْحَهُم وجُرْحَ الشعب السوري هو جرح واحد، ومسيرتنا وكفاحنا واحد؛ منذ وطئت أقدام الصهاينة أرض فلسطين، ومنذ تَسَلُّم آل الأسد حُكْمَ سورية غدراً وخديعة، وسنظل على هذا الطريق نسير معاً حتى النهاية فإما نصرٌ أو شهادة.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_الجرح_واحد_والقاتل_واحد