الأحد, ديسمبر 22, 2024
spot_img
الرئيسيةتقدير موقفالمعتقلون السوريون المَنْسِيُّونَ في سجون الأسد

المعتقلون السوريون المَنْسِيُّونَ في سجون الأسد

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_المعتقلون_السوريون_المَنْسِيُّونَ_في_سجون_الأسد

يحاول بشار الأسد التباهي بـ ’’انتصار‘‘ نظامه المجرم في سورية، وقَمْعِهِ لثورة الحرية التي لم ولن تمت وهي تقارع النظام المجرم نحو اثني عشرة سنة أو يزيد، مستنداً في دعواه بذلك في الأساس، إلى الدعم العسكري اللامحدود من قبل مجرم الحرب بوتين ومجرم الحرب خامنئي ومجرم الحرب حسن نصر اللات والميليشيات الرافضية التي جيّشتها إيران، إلا أنّ الاعتقالات التعسفية وسجون التعذيب السرية، تعتبر محوراً أساسياً لأساليبه في سحق المعارضين.

تزامناً مع عملياته العسكرية على الأرض، شنّ النظام السوري المجرم حرباً قاسية على المدنيين، وألقت قواته بمئات الآلاف منهم في زنزانات قذرة، حيث يتعرّضون لمختلف أساليب التعذيب التي عادة ما تؤدي إلى قتلهم، وقِلَّةٌ منهم يتمكّنون من النجاة من جحيم العذاب، إذا ما حالفهم الحظ بدفع أقاربهم مبالغ باهظة رشوة للقضاة الفاسدين أو الضباط المقربين من القصر الجمهوري، من أجل الإفراج عنهم.

قصص هؤلاء، كانت محور تقرير مطوّل، لصحيفة ’’نيويورك تايمز‘‘ الأمريكية، سلّطت فيه الضوء على التعذيب في سجون الأسد السّرِيَّة، يرويها ناجون باتوا لاجئين في الخارج، ويحاولون من خلال جمع ما أمكن من معلومات ووثائق، بالتعاون مع محامين وجمعيات حقوقية، محاسبة مسؤولي النظام على جرائمهم.

تُشير الصحيفة إلى أنّ حوالي 14 ألف سوري قُتِلُوا ’’تحت التعذيب‘‘، بينما يُعتبر حوالي 128 ألف سوري في عداد المُغيبين قسرياً، ويُفترض أنّهم إما ماتوا أو لا يزالون رهن الاعتقال، وفقاً لتقرير شبكة حقوق الإنسان السورية.

وعلى الرغم من تلاشي اهتمام العالم بالقضية السورية، ومسارعة بلدان عدة ومنها دول عربية لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد المجرم، زادت وتيرة الاعتقالات والتعذيب والإعدامات في سورية، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

ففي عام 2018م، وثَّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 5607 عملية اعتقال جديدة تُصنّفها على أنّها ’’تعسفية‘‘، مسجّلة أكثر من 100 عملية اعتقال أسبوعيا، بنسبة بلغت 25% أكثر من العام الذي سبقه.

وعلى الرغم من محاولة النظام السوري المجرم، طمس جرائمه في مقتل آلاف المدنيين تحت التعذيب الممنهج في سجونه السّرِيَّة، كشفت الصحيفة، في تقريرها، عن مذكرات حكومية تُظهر أنّ مسؤولي النظام الذين يُقَدِّمُون تقارير مباشرة إلى مجرم الحرب بشار الأسد أَمروا بالاعتقالات الجماعية، وكانوا على علم تام بالفظائع.

ووجد محققون متخصصون بجرائم الحرب، في لجنة ’’العدالة والمساءلة الدولية‘‘ غير الربحية، مُذَكَّرَات حكومية تأمر بقمع معارضين ومناقشة حالات وفاة في الاعتقال، و’’حوالي 14 ألف سوري قُتِلُوا تحت التعذيب، بينما يُعتبر حوالي 128 ألف سوري في عداد المغيبين قسرياً‘‘.

وتشير الصحيفة إلى أنّ المُذَكَّرَات تم توقيعها من قِبَلِ كبار المسؤولين الأمنيين في النظام السوري، بمن فيهم أعضاء اللجنة المركزية لإدارة الأزمات، والتي تُقَدِّمُ تقاريرها مباشرة إلى مجرم الحرب بشار الأسد.

وتشير مُذَكَّرَة من رئيس المخابرات العسكرية مجرم الحرب رفيق شحادة، إلى أنّ المسؤولين يخشون الملاحقة القضائية في المستقبل، وتكشف أنّه يأمر الضباط بإبلاغه بجميع حالات الوفيات، واتخاذ خطوات لضمان ’’الحصانة القضائية‘‘ لمسؤولي الأمن.

وفي الأشهر الأخيرة، اعترف النظام السوري المجرم ضمنياً بأنّ مئات الأشخاص قد ماتوا في المعتقلات، وتحت ضغط من حلفاء مجرم الحرب بشار الأسد الروس، اعترف النظام بمقتل ما لا يقل عن عدة مئات من الأشخاص المعتقلين، من خلال إصدار شهادات الوفاة، أو إدراجهم في عداد المفقودين في سجلات عائلاتهم.

يقول مؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، لـ ’’نيويورك تايمز‘‘، إنّ ’’هذه الخطوة من النظام بعثت برسالة واضحة للمواطنين: لقد فزنا، لقد ارتكبنا ذلك، ولن يُعاقبنا أحد‘‘.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه ’’لا يوجد أمل كبير في مساءلة كبار المسؤولين في أي وقت قريب‘‘، لكنها في الوقت عينه تشير إلى أنّ ’’هناك حركة متنامية تسعى إلى تحقيق العدالة من خلال المحاكم الأوروبية‘‘.

وفي هذا السياق قامت النيابة العامة في كل من فرنسا وألمانيا بإلقاء القبض على ثلاثة مسؤولين أمنيين سابقين، وأصدرت أوامر اعتقال دولية لمدير الأمن القومي السوري مجرم الحرب علي مملوك، ومدير المخابرات الجوية مجرم الحرب جميل حسن، وغيرهم على خلفية تورّطهم بتعذيب وقتل مواطنين أو مقيمين في سورية.

ويُشار إلى أن محكمة أمن الدولة هي محكمة استثنائية ذات جلسات سرية، وتُعَدُّ أحكامها مبرمة وغير قابلة للاستئناف، وكانت قد أُلْغِيَت بُعَيدَ اندلاع ثورة الحرية السورية مع إلغاء حالة الطوارئ، ولكن حقوقيون يؤكدون أن المحاكمات الميدانية لا تزال مستمرة في سورية وعلى نحوٍ أسوأ من ذي قَبْل.

ندعو نحن السوريون أبناء البشر أمثالنا بِغَضِّ النظر عن اللون والجنس والدِّينِ والعِرْق، ليتصورا أنهم يعيشون في سورية في أي جزء من أجزاء سورية؛ في دمشق أو درعا أو حلب أو اللاذقية أو دير الزور، أينما تريدون أن تتصوروا أنفسكم تعيشون، وأنكم ستجدون أنفسكم تعيشون في بلد قُمِعَت فيه الحُريات، ابتداء من حرية الرأي والتعبير والعمل، وانتهاءً حتى التحكم في مأكلك ومشربك ومسكنك وحياتك وموتك، كل ذلك ليس بإرادتك أنما وفق إرادة من يخططون لذلك، لا تستطيع الذهاب أينما تريد، لا تستطيع أن تعمل ما تريد، لا تستطيع أن تأكل ما تريد إلّا ما يسمح به بعض الأشخاص الذين يتحكمون بالأمور في سورية الأسد، كيف سيكون شعورك آنذاك أخي في الإنسانية، وأنك إذا فعلت ما تريده وإرادتك الحرة تعارضت مع إرادة السلطة فأنك ستتعرض كأبسط الأمور للسجن والاعتقال.

أخي في الإنسانية إن ما يجري للذين يعيشون فوق الأراضي السورية من ظلم واضطهاد وتعذيب وخوف ورعب وتشريد وفقر وجوع، هنا أتحدث عن الذين يعيشون في بيوتهم أو الأماكن التي أُجْبِرُوا على العيش فيها، ومن هنا أنتقل بك إلى الذين يعيشون في أقبية الأمن وسراديب المخابرات وغياهب السجون، الذين لم يروا الشمس منذ عشرات السنين، والذين لم ينعموا بالراحة الجسدية أو النفسية منذ تسلق طاغية الشام حافظ الأسد جدران الحكم في سورية غِيلةً وغدراً في السادس عشر من تشرين الثاني 1970م، وجَعَلَ من سورية مزرعة يستأسر بضرعها وحصادها وثرواتها هو وعائلته وطائفته، ولا يزال وريثه مجرم الحرب بشار الأسد يُنَكِّلُ بالشعب السوري غير آبه بكل المجتمع الدولي أبيضه وأسوده وأصفره وأحمره.

 ثلاثة وخمسين سنة عجاف مضت على السوريين كأنها كُتِبَتْ عليهم أن لا تنتهي أبداً؛ من الخوف والرعب والتنكيل والاضطهاد فمن يدخل إلى سجون الأسد أو معتقلاته لا يخرج حياً ولا ميتاً.

هل لك أن تتصور أخي في الإنسانية ولو للحظة؛ أن ما مّر على أولئك الأسرى في كل تلك السنين العجاف المُظلِمة، هل تستطيع أن تصف آلامهم وأوجاعهم وشوقهم وحنينهم، هل تستطيع أن تتصور نفسك مكانهم وتحدثنا عن مشاعرك وأحلامك وآمالك! هذا إن بقي لك أحلام بعد هذه الفترة الطويلة في ظُلمات السجون، وهنا عن نفسي أتكلم، لا أستطيع وإن حاولت أن أتصور نفسي مكان أحدهم ولو تخيلت ذلك لا أستطيع أن أتحمل ذلك العذاب والألم والأحلام الضائعة والآمال المفقودة والأوجاع الدائمة كيف لك أن تتصور نفسك تعيش في زنزانة تُعَذَّبُ بها كل يوم، وتسمع فيها شتى أنواع الإهانات والشتائم من إنسان لم يعرف يوماً معنى الإنسانية والرحمة، كيف لنا أن نتصور أنفسنا نعيش في سجن ينسانا فيه الجميع، ولا أحد يتكلم لأجلك أو يفعل شيء لأجلك أو يقاتل لأجلك أو يدافع عن قضيتك.

في السجون السورية أيها السادة أُناس ماتوا من التعذيب، وماتوا من القتل، وماتوا من الجوع والعطش، ولكن الأمر العجيب أنه (في سجون سورية الأسد أُناس ماتوا من النسيان) قتلتهم أوهامهم الخيالية؛ بأن هناك في الخارج من يُقَاتل لِأَجْلِهِم، وأن هناك من يكافح ويناضل لحريتهم المفقودة والمسلوبة غصباً وقسراً، لا يشعُر بأولئك أحد ولا يدافع عنهم أحد، ولا يتكلم عنهم إلا كلاب الساسة والسياسة، لا لحريتهم يتكلمون حتى يقال أنهم تكلموا في الموضوع فقط، صدقني لا يشعر بهم سوى قلوب الأمهات والأخوة والأخوات والزوجات والأبناء المولعة، تشهد لهم بذلك أعينهم التي لم يجف دمعها، ولم تَعرف طعم النوم الهنيء طوال تلك السنين الممزوجة بالشوق والحنين.

المراجع

– الجزيرة – 4/6/2012 – 29/8/2017م.

– العربي الجديد – 11/5/2019م.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_المعتقلون_السوريون_المَنْسِيُّونَ_في_سجون_الأسد

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_المعتقلون_السوريون_المَنْسِيُّونَ_في_سجون_الأسد

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات