الأحد, ديسمبر 22, 2024
spot_img
الرئيسيةتقدير موقفالنظام المجرم يَتَجَرَّع من نفس الكأس التي سقانا منها لاثنتي عشرة سنة

النظام المجرم يَتَجَرَّع من نفس الكأس التي سقانا منها لاثنتي عشرة سنة

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_النظام_المجرم_يَتَجَرَّع_من_نفس_الكأس_التي_سقانا_منها_لاثنتي_عشرة_سنة

بداية أنا لستُ حزيناً على ما جرى في حِمص في الكُلِيَّة الحربية من سقوط عشرات القتلى الذين من المؤكد أنهم سيكونون مشروع قَتَلَة وشبيحة للنظام المجرم بحق الشعب السوري، أُسوة بمن سبقهم من دورات خَرَّجَت القتلة والشبيحة على مدار اثنتي عشرة دورة، وقد تجرع الشعب السوري السُّمَّ عل يدهم دون رحمة أو شفقة، وأُجبر على شرب الكأس المملوءة من دماء السوريين على مساحة الجغرافيا السورية، فلماذا أحزن؟ ولماذا يحزن الشعب السوري؟ وقد قَتَلَ هؤلاء المجرمون أكثر من مليون مواطن سوري، وصَفُّوا في سجونهم الرهيبة أكثر من نصف مليون سوري، وأَجْبَرُوا أكثر من نصف الشعب السوري على النزوح من مدنهم وبلداتهم وقراهم المدمرة، وعلى تهجير أكثر من سبعة ملايين سوري إلى خارج الوطن.

أعلن النظام السوري كذباً وافتراءً كعادته عن تعرُّض الكُلِيَّة الحربية في حِمص لهجوم جوي بعد انتهاء حفل تخريج دورة جديدة من الضباط، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى.

وتقع الكُلِيَّة الحربية على الطرف الشمال الغربي لمدينة حِمص على مقربة من حي الوعر الذي سيطر النظام السوري عليه بشكل كامل عام 2017م، وتجاورها من جهة الغرب كلية الإشارة، وكلية المدرعات، إضافة إلى كلية الشؤون الفنية، وجميعها تُعتبر ثُكنات عسكرية عزز النظام السوري من وجوده فيها بشكل أكبر خلال السنوات الماضية، علماً أن الكُلِيَّة الحربية في حِمص تقع في منطقة الوعر غرب مدينة حِمص، ولم يسبق أن تعرضت لأي عمليات عسكرية أو هجمات، منذ تحول انطلاق الثورة السورية السلمية، ومن ثم إلى مسلحة بعد 2011م، وكانت مرابض لمدفعية النظام التي كانت تقصف المدنيين – في حِمص في السنوات الأولى من الحرب – من مبنى الكُلِيَّة الحربية.

ويقع بالقرب من الكُلِيَّة الحربية ثُكنات عسكرية أخرى تابعة للنظام المجرم بينها كلية المُدَرَّعَات، وكلية الشؤون الفنية والأشغال العسكرية والمشفى العسكري.

وكما جرت العادة فإن النظام السوري حَمّل على الفور مَنْ وَصَفَها بـ ’’التنظيمات الإرهابية‘‘ و’’الجماعات المسلحة المدعومة من جهات دولية‘‘ مسؤولية الوقوف وراء الهجوم.

ومِنَ الجدير ذِكْرَهُ أن الكُلِيَّة الحربية لم تتعرض لهجوم بهذا الحجم حين كانت الفصائل المعارضة تسيطر على حي الوعر الذي لا يفصل بينه وبينها سوى بضع مئات من الأمتار، ولا حين كانت المعارضة تسيطر على الريف الشمالي حيث تَبْعُدُ بلدة الدار الكبيرة عنها نحو اثنين كيلومتر.

وبالنظر إلى موقع الكُلِيَّة في عُمق مناطق سيطرة النظام المجرم، وطبيعة الاستهداف بطائرة مُسَيَّرَة قادرة على ضرب الأهداف بدقة، فإنه من الصعب تصديق رواية النظام والأخذ بها.

وبالعودة إلى اتهام النظام لفصائل المعارضة بالهجوم، فيلاحظ أن أقرب نقطة لفصائل الشمال السوري على مدينة حِمص تبعد أكثر من 120 كيلومتر، وأما إذا كان القصد ’’جيش سورية الحرة‘‘ المتمركز في قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية فإنه يبعد أكثر من 150 كيلومتراً، وفي كِلتا الحالتين لا يملك الطرفان طائرات مُسَيَّرَة قادرة على التحليق كل هذه المسافة.

وأعتقد كما يعتقد كثير من المحللين العسكريين وقوف النظام السوري المجرم وشريكيه في جريمة قَتْلِ السوريين وتهجيرهم المعمم خامنئي ونصر اللات وراء هذا الهجوم، خاصة وأنه قام خلال السنوات الماضية بعمليات مماثلة استهدفت مدنيين وعسكريين في مناطق سيطرته واتهم المعارضة بها.

وقال العقيد أسعد الزعبي في حديث لـ ’’نداء بوست إن شكل القصف وتوقيته ومكانه يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام السوري هو من قام بالفعل، وسوابقه في هذا كثيرة جداً‘‘.

إن حادثة استهداف الكُلِيَّة الحربية في حِمص مريبة للغاية، بالنظر إلى الجهات التي يمكنها شن هجوم كهذا وتوقيته وطريقة تعامل النظام السوري معه، فهناك عدة ملاحظات على الهجوم أهمها أن الجهات التي اتهمها النظام تمتلك طائرات مُسَيَّرَة بسيطة لا تستطيع التحليق لمسافات كبيرة أو حمل متفجرات ذات وزن، في المقابل تمتلك الميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب اللَّات طائرات حديثة قادرة على ذلك.

وعلينا أن لا ننسى أن وقوع الهجوم تم بعد مغادرة وزير الدفاع وكبار الضباط بعشرين دقيقة، واستهداف طلاب الكُلِيَّة الحربية مع عوائلهم، يثير الشكوك والتساؤل عن سبب عدم قيام الجهة المُنَفِّذَة باستهداف الحفل أثناء وجود هؤلاء الضباط الكبار لتعظيم الخسائر.

وبناء على المعطيات السابقة، فإن معظم المحللين والمتابعين للشأن السوري يؤكدون وقوف النظام المجرم خلف هذه الحادثة، خاصة أنه سبق له أن قام بعدة حوادث مشابهة أبرزها تفجير خلية الأزمة التي أودت بحياة مجموعة من كبار ضباطه ورموزه.

ومن الغريب أن القيادة العسكرية للنظام المجرم لماذا لم تحرك وحدات الحرب الألكترونية لتقوم بالاستطلاع وتأمين الوحدات العسكرية المنتشرة في مدينة حِمص بما في ذلك الكُلِيَّة الحربية.

وأُؤكد كما يؤكد كثيرون من المحللين أن الجهة المحتملة التي نَفَّذَت الهجوم هي الميليشيات الإيرانية الرافضية، كون مطار الضبعة في ريف حِمص الجنوبي والذي تنتشر به تلك الميليشيات بشكل كبير يُعتبر نقطة رئيسة لانطلاق الطائرات المُسَيَّرَة.

ويقع مطار الضبعة شمال مدينة القصير ويبعد عن الكُلِيَّة الحربية نحو عشرين كيلومتراً، وكما هو معلوم فإن تلك المنطقة تُعتبر معقلاً رئيسياً للميليشيات الإيرانية الرافضية في مدينة حِمص خصوصاً وسورية عموماً.

وقد يكون النظام المجرم لجأ إلى هذا الهجوم للتغطية إعلامياً والتشويش على الحراك الشعبي في السويداء الذي يأخذ يوماً بعد يوم صدى دولياً أكبر، كما أنه قد يكون رسالة تحذير لأبناء الطائفة العلوية من عواقب المشاركة في أي حراك ضده وإيهامهم أنهم في خطر، خاصة أن أكثر المنتسبين للكُلِيَّة الحربية هُم من أبناء هذه الطائفة.

أحد أبناء الطائفة العَلَوِيَّة ’’الدكتور عبد الناصر النقري المُنْحَدِر من حي عِكرمة الموالي في حِمص، ويقيم خارج البلاد، نشر فيديو مُصَوَّرَاً أشار فيه إلى أن إيران تقف خلف الاستهداف الذي طال الكُلِيَّة الحربية في حِمص يوم أمس الخميس‘‘.

واعتبر ’’النقري‘‘، أن الاستهداف ’’مجزرة بطريقة مُرَوِّعَة وفظيعة، لكنها عادية بالنسبة للشيطان الأكبر القابع في إيران، والشيطان الأصغر القابع في الضاحية الجنوبية‘‘، نافياً علاقة الفصائل العسكرية في إدلب بالهجوم، وأضاف: ’’لا أتحدث تحليلات، بل معلومات دقيقة جدا‘‘.

وقال إنه يتحدى ’’الروس وقيادة الدفاع الجوي لدى نظام الأسد إظهار أجسام غريبة قادمة من إدلب عبر الرادارات التي تسجل كل شيء‘‘، وذَكَرَ أن ’’هناك معلومات عن 6 إرهابيين دخلوا من لبنان وشاركوا في إطلاق النار على الضحايا بالبداية، وكان هناك مفخخات انفجرت في مدرجات الكُلِيَّة‘‘، وِفْقَ تعبيره.

وأضاف، بمعنى آخر، هناك تواطؤ من داخل الكُلِيَّة الحربية في حِمص، لاستهداف الضباط الجدد وذويهم، واتهم رئيس فرع المخابرات العسكرية في حِمص بترتيب هذا الأمر بمعرفته وعلمه، وأكد أن هناك تواطؤ مباشر من رئيس فرع المخابرات الجوية في حِمص.

وأكد ’’تفخيخ أماكن معينة في الكُلِيَّة الحربية وتم استهداف الضباط وذويهم مباشرة بالأسلحة وهناك أعيرة الدوشكا قد سقطت في المكان‘‘، ولَفَتَ إلى أن ’’أي معاينة لجثث الضحايا ستثبت صحة ما يقول‘‘، واستبعد صحة رواية النظام مشيرا إلى أن المُسَيَّرَات لا تُزَوَّدُ بالرشاشات.

ونَوَّهَ إلى أن طائرات حزب اللَّات تحوم ليل نهار فوق الهرمل، والمسافة من الهرمل إلى حِمص تحتاج دقائق معدودة، لافتاً إلى أنه سينشر تفاصيل أكثر لاحقا، وقال إن دوافع الهجوم تم التحذير منه مثل استهداف الغاب والقرداحة، وقتها فعلا كانت هناك مُسَيَّرَات لحزب اللَّات ومُسَيَّرَات إيرانية.

وأضاف في خاطبه لبشار الأسد، ’’الخزي والعار للقائد العام النذل الذي سيدفع الثمن لاحقا وأقنعوه أن استمراره يكمن بهكذا طرق خسيسة، يريد أن يوصل رسالة للمؤيدين بعد أن فهموا حقيقته وفهموا أنه حذاء بِرِجْلِ زوجته وحزب الله تارة وإيران تارة أخرى.                                     

واختتم قوله مخاطبا متزعم ميليشيا حزب اللَّات الإرهابي، قائلاً: ’’هذه الجريمة مسجلة عليك، ومنذ الغد، أي إرهابي شيعي من لبنان هو هدف، وكلامي واضح ومحدد، أي إيراني هو هدف، والبداية من حِمص‘‘.

المراجع

– نداء بوست – 5/10/2023م.

– شبكة شام – 6/10/2023م.

– وطن – 5/10/2023م.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات