مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_هذه_أمريكا_سيدة_الديمقراطية_في_العالم
هذه حقيقة أمريكا سيدة الديمقراطية في العالم كما تدَّعي، ولعلَّ ما يحدث في غَزَّةَ من تغوّل صهيوني في دماء أهل غَزَّةَ منذ ما يزيد على خمسة أشهر بدعم وتأييد من سيدة العالم بحقوق الإنسان الكاذبة أمريكا، لتأتي تصريحات ترامب لتؤكد أن ما يُشاع بأن أمريكا سيدة حقوق الإنسان في العالم أكذوبة لم يعد أحد يصدِّقها حتى من أقرب المقربين من أمريكا نفسها، فهذه المظاهرات تملأ شوارع مدن أمريكا وعواصم حلفاء أمريكا منددة بما تقدمه أمريكا من دعم للعدوان الصهيوني على أهل غَزَّةَ وتجويع أطفال ونساء وشيوخ أهل غَزَّةَ، إضافة إلى مئات المجازر البشعة التي ارتكبها ويرتكبها الجيش الصهيوني بحق أهل غَزَّةَ بسلاح وعتاد وذخائر أمريكية، والدمار الممنهج لمدن وبلدات غَزَّةَ فوق رؤوس ساكنيها، إضافة إلى الحصار الظالم والتجويع المبرمج بحق أطفال ونساء وشيوخ غَزَّةَ.
لقد فاجأ الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، الرأي العام الأمريكي بتحذيره من ’’حمام دم‘‘ في البلاد إذا لم يفز في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر / تشرين الثاني المقبل، وما قاله ترامب لا يختلف عما يردده مجرم الحرب بشار الأسد قاتل شعبه: ’’الأسد أو نحرق البلد‘‘، وبالتالي فإن الديمقراطية الأمريكية لا تختلف عن الديمقراطية الأسدية التي تَجَرّعنَا مرارتها لأكثر من نصف قرن ولا نزال نتجرعها، قتل وتدمير وتهجير وتشريد ونزوح وتجويع وإفقار ومجازر وسجون ومعتقلات واحتلالات ونهب ثروات وتفريط في تراب الوطن.
وجاءت تصريحات ترامب في كلمة له خلال تجمع انتخابي حاشد في ولاية أوهايو السبت، لدعم المحافظ بيرني مورينو قبل الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء المقبل، وقال ترامب للحشود: ’’الآن، إذا لم يتم انتخابي، فسيكون ذلك بمثابة حمام دم للجميع، وهذا أقل ما يمكن أن يحدث، أُعلن أنه سيكون حمام دم للبلاد‘‘.
وأضاف ترامب في كلمته ’’إذا لم أفز بالانتخابات فلست متأكدا من أن انتخابات أخرى ستجري في البلاد‘‘.
وفاز ترامب الأسبوع الماضي بعدد كاف من المندوبين لينال ترشيح الحزب الجمهوري، ويخوض الانتخابات الرئاسية مجدداً في مواجهة الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتعهد ترامب بالإفراج عمن سماهم ’’الرهائن‘‘ من مهاجمي مبنى الكونغرس مطلع عام 2021م، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر / تشرين الثاني المقبل.
وكتب ترامب عبر منصته ’’تروث سوشيال‘‘ الاثنين الماضي أن ’’الإجراءات الأُولى التي سأتخذها بصفتي الرئيس المقبل ستكون إغلاق الحدود مع المكسيك‘‘ و’’الإفراج عن رهائن السادس من يناير / كانون الثاني 2021م المسجونين ظلما‘‘.
وكان أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس الأمريكي في السادس من يناير / كانون الثاني 2021م، احتجاجا على خسارته حينها للانتخابات الرئاسية التي وصفها بالمزورة.
وتمّ توجيه الاتهام إلى أكثر من 1350 شخصا بالضلوع في الاعتداءات على الكونغرس، وفق آخر الأرقام الصادرة عن وزارة العدل الأسبوع الماضي. وصدرت أحكام بالسجن بحق 500 شخص منهم.
وسبق لترامب أن وصف المسجونين على خلفية الهجوم بأنهم ’’رهائن‘‘، وقال إنه يجب الإفراج عنهم.
هذه هي حقيقة حقوق الإنسان التي تتغنى بها أمريكا وتُدَلِّس بها على العالم وعلى الأنظمة وعلى مُغفلي الشعوب، وقد سقطت ورقة التوت عن سوأتها؛ وبات على فرنسا أن تستعيد تمثال الحرية التي أهدته لأمريكا حتى لا تكون شريكة لها في كذبها ودجلها.
المراجع
الجزيرة – 17/3/2024م.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_هذه_أمريكا_سيدة_الديمقراطية_في_العالم
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تقدير_موقف_محمد_فاروق_الإمام_هذه_أمريكا_سيدة_الديمقراطية_في_العالم