مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_براميل_الأسد_دَمَّرَت_75%_من_مساجد_سورية
منذ انطلاقة الانتفاضة السورية السّلْمِيَّة التي طالبت بالحرية والكرامة والعدل الاجتماعي، والتي كانت كثيرا ما تنطلق من المساجد؛ تأسِّياً وتَيَمُّناً بانطلاقة جيوش الفتح إلى آفاق الدنيا، لإعلاء كلمة الله لتكون هي العليا، كانت ردة فعل النظام المجرم الذي يتزعمه بشار الأسد هي تدمير المساجد وتصيُّد الناس على أبوابها، وفي تحويلها إلى ركام وخرائب، بعد أن كانت منارات للعلم والثقافة والهداية والتوحيد.
لقد اتسعت ظاهرة استهداف المساجد في كل الخريطة السورية بعد قيام الثورة المباركة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، والتي كانت تُقصف قصفاً ممنهجاً مليئاً بالحقد لأنه يدعو إلى عبادة الواحد الأحد، وقد حال خوف المصلين من قصف المساجد في شهر رمضان حيث تمتلئ هذه المساجد بالمصلين، لتتجمع فيه قلة خائفة من سقوط البراميل على رؤوسهم، وقد حدث ذلك بالفعل، وراح ضحيتها المئات من المصلين الصائمين.
لقد وَثَّقَت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن هناك ما يزيد على 1600 مسجد دُمِّرَت إما كُلياً أو جُزئياً بسبب القصف الممنهج لهذه المساجد من قِبَلِ النظام السوري المجرم.
لقد اشتهرت سورية بمساجدها ومآذنها على مستوى العالمين العربي والإسلامي، إلا أنها تشتهر اليوم بأعداد المساجد التي دَمَّرَها نظام المجرم بشار الأسد.
وفي جولة لـ كاميرات الصحافة ووكالات الأنباء في ريف إدلب، بدت أعداد من المساجد مُهَدَّمة، ولم يبقَ منها سوى ما يؤشر على وجودها، بعد أن كانت تستقبل القذائف والبراميل المتفجرة بدلاً من استقبال المصلين.
وقد أدانت تقارير دولية ما تعرضت له بيوت العبادة والمنشآت الدينية من استهداف وتدمير في سورية؛ بسبب العمليات العسكرية المستمرة للنظام في أيام الجمعة خاصة، وذلك لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، وإرغام المدنيين على مغادرة تلك المناطق.
وكان للقصف المتواصل على المساجد، كما ذكرت بعض الفضائيات، أدَّى إلى تدمير حوالي 73% من مساجد سورية، مشيرةً إلى أن الأسد يستهدف المساجد لتحقيق مجموعة من الأهداف، في مقدمتها إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى لإبعادهم عن الثورة والثوار.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_براميل_الأسد_دَمَّرَت_75%_من_مساجد_سورية
لم تكتفِ قوات النظام بذلك بما أقدمت عليه من قتل للمصلين وتدميراً للمساجد، بل منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان الضحايا لإنقاذهم، لاسِيَّما أن غالبيتهم كانت إصاباتهم خطيرة، ما أدى إلى زيادة أعداد الشهداء.
ولم يَسْلَم خطباء وأئمة المساجد من الاستهداف من قِبَلِ النظام المجرم، ومن يَسْلَم منهم كان ينتظره الاعتقال أو النزوح أو التهجير.
وقد أدانت تقارير دولية ما تَعرَّضت له بيوت العبادة والمنشآت الدينية من استهداف وتدمير في سورية بسبب العمليات العسكرية المستمرة للنظام المجرم.
كما أفادت بعض الفضائيات أن النظام المجرم دَمَّرَ أكثر من ألف مسجد تماما، بينما هدم ضعف هذا العدد جزئيا في السنوات الأربع الأولى من عُمْرِ الثورة.
ويُعتبر مسجد الصحابي خالد بن الوليد في حمص أشهر المساجد المستهدفة، كما أحرق النظام مسجد بني أمية في مدينة حلب وأسقط مئذنته.
ويتحدث النظام – عَبْرَ وسائل إعلامه – عن تحويل الثوار بعض المساجد إلى وُرَش لتصنيع السلاح والذخيرة، مُبررا بذلك قصفها وتدمير الكثير منها، كما يفعل اليهود اليوم في غَزَّةَ حيث يدمرون المساجد والمدارس والمستشفيات بِحُجَّةِ أن هذه المؤسسات تضم قواعد للمقاومة الفلسطينية.
وأحصت نشرة شبكة إعلام الساحل قصف قوات النظام 17 مسجداً في جَبَلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية بقذائف المدفعية والبراميل المتفجرة، مما اضطر الناس لإقامة صلاة الجمعة في إحدى ساحات القرية، أما باقي الصلوات فيؤدونها في غرفة كبيرة بأحد منازل سكان القرية.
وضاعف النظام تجسيد حقدهِ على المساجد – ولاسِيَّما في ريف اللاذقية – من خلال استهدافها عدة مرات أثناء تأدية صلاة الجمعة متسببا بمقتل عشرات المصلين، وتضرر المساجد كما حصل في قرى ربيعة وبداما والناجيَّة.
ويؤكد أحد الضباط المنشقين عن جيش النظام أن قائد النقطة التي كان يتبع لها أمرهم بقصف مآذن المساجد المواجهة لهم في قرى جبل الأكراد الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية.
وروى أن قائد هذه النقطة – وهو عقيد من آل معلا – وَعَدَ مَنْ يُسقط مئذنة جامع قرية دويركة بجبل الأكراد سيُكافأ بلترٍ من الويسكي وإجازة لمدة أسبوع.
وأضاف الضابط المنشق: لقد وَجَّهنا المدفع باتجاه المئذنة، واستهدفناها بأكثر من أربعين قذيفة حتى تمكّن أحدنا من إصابتها وإسقاطها، ونال المكافأة، ويا ليتني مُتّ قبل المشاركة بهذا العمل الرهيب.
وأشار الضابط المنشق إلى أن مئذنة مسجد دويركة المتهاوية تشهد على حقد نظام الأسد وأزلامه على بيوت الله، ولفت إلى أن ما تبقى من سكان القرية يصرون على الصلاة في هذا الجامع رغم تضرره.
كما ذكرت نشرة إحصائية أصدرتها شبكة إعلام الساحل بسورية أن النظام دمر أكثر من ألف مسجد تماما، بينما هدم ضعف هذا العدد جزئيا في السنوات الأربع الأولى من عمر الثورة.
وكان المسجد العُمريّ في درعا أول مسجد استهدفته قوات النظام، وجرى ذلك في الأيام الأولى للثورة بعدما اعتصم فيه المتظاهرون، فقصفته بالدبابات قبل دخول عناصر الجيش والمخابرات إليه والعبث بمحتوياته.
وتابع النظام السوري قَصْف المساجد في كل سورية ودَمَّرَ الكثير منها جُزئياً أو كُلياً، وِفقَ شهادات مراقبين وناشطين، ويعتبر مسجد الصحابي خالد بن الوليد في حمص أشهر المساجد المستهدفة، كما أحرق النظام مسجد بني أمية في مدينة حلب وأسقط مئذنته.
إنَّ ما يقوم به النظام المجرم قصة حِقْدٍ دفين تملأ قلب آل الأسد على المساجد، حيث دَمَّرَ حافظ الأسد 17 مسجداً في مدينة حماة مطلع ثمانينيات القرن الماضي، أثناء المجزرة الرهيبة التي ارتكبها بحق أهلها.
ولم يكتفِ النظام المجرم بتدمير المساجد وتَصَيُّدَ من يَئِمُّهَا بل سَلَطَّ عليها الميليشيات الرافضية، التي دفعت بها وأعدتها ودرّبتها وموّلتها وسلّحتها دولة معممي قُمْ، لتمارس فيها الشّرك والكُفر البواح، وتحولها إلى حسينيات تقام فيها الفاحشة وتعاطي المخدرات وجلسات الفجور والأُنْس التي يرفضها الإسلام ويستنكرها، متطاولين على عرض النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الأخيار، وكان آخرها التطاول على مقام الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
المراجع
- الجزيرة – 14/7/2014م – 3/4/2015م.
- دليل المسجد – 5/4/2015م.
- أخبارنا المغربية – 22/3/2015م.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_براميل_الأسد_دَمَّرَت_75%_من_مساجد_سورية