الخميس, ديسمبر 26, 2024
spot_img
الرئيسيةمقالات سياسيةحسن نصر اللَّات وصراعه مع طواحين الهواء

حسن نصر اللَّات وصراعه مع طواحين الهواء

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_حسن_نصر_اللَّات_وصراعه_مع_طواحين_الهواء

يا أهل غَزَّةَ الأبية، إنّ استشهاد أطفالكم ونسائكم وشُبّانكم وشيوخكم شأن عظيم، وإنّ روح الصمود عندكم لأعظم، وهذه دماؤكم المقاوِمة تُغْرِقُ هذا الكيان الهَرِمْ المتآكل، الذي لم يبقَ منه إلا بعضٌ من رمقه الأخير.

أنتم يا أبطال القضيّة والجهاد، وقوافل العزم والاستشهاد، لقد مرّغتُم أنف هذا الكيان الهشّ، وأريتُم العالم بحقّ أنّ بيت الصهاينة أَوْهَنُ مِنْ بيت العنكبوت، وأن التحرير باتَ أقرب من حبل الوريد.

لقد قهرتم أقوى وأعتى دول العالم بتضحياتكم وصبركم وإيمانكم وشجاعاتكم، وهذه حقيقة يشاهدها العالم بِأَسْرِه في هذه الأيام، حيث تمكّن قلّةٌ من المؤمنين بالله ورسوله في إحداث زلزالٍ مُدَوٍّ؛ شَغَلَ العالم من أقصاه إلى أقصاه، وسبّب رعباً وهلعاً غير مسبوق للكيان الصهيوني وللغرب المؤيّد له، وللمطبّعين المتخاذلين.

لقد نُصِرْتُم بالرعب فأرعبتم عدوكم، لذلك توحّد كل أعداء الله على شيء واحد وهو القضاء على هذه القلة القليلة، خوفا من أن يَعُمَّ هذا النموذج في الدول العربية والإسلامية، وبانت بوادره من خلال المَسِيرات والاعتصامات التي شغلت عواصم الغرب قبل الشرق، ومن ثم يقضي على الحضارة الغربية المتوحشة التي لم تجلب للعالم غير الخراب والدمار والقتل والكراهية والعنصرية بين شعوب العالم، التي تَتُوْقُ للعيش بسلامٍ وحرية.

لقد فاجأت كتائب القَسَّام في عملية طوفان الأقصى العالم بِدِقَّةِ ما قامت به، والتي تؤكد أن غُرف العمليات الموحدة لدى محور المقاومة تعمل بشكل أثار إعجاب القادة العسكريين والمحللين السياسيين الأصدقاء، وأثار الذهول والإحباط لدى العدو المهزوم.

ولقد بدا ذلك جليَّاً في تطاحن الآراء والأهداف لدى العدو الصهيوني وداعميه، وانعكس ذلك على تماديه في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والبيوت على رؤوس ساكنيها، الأمر الذي سوّد وجهه على صعيد الرأي العام العالمي.

خلاصة القول وكما جاء على لسان بعض المحللين الصادقين، لقد كسرت كتائب القَسَّام عنجهية هذا السرطان بشكل لن يستطيع أن يرجع إلى سابق عهده، وبشكل أفقده مفهوم الأمن والأمان والتعايش إلى الأبد.

يقول الحق سبحانه وتعالى:” رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ.

لقد انتظر العالم الإسلامي والعربي من أدعياء محور المقاومة الذين يَتبنُّون قضية تحرير الأقصى؛ أن يَهَبُّوا لنجدة أهل غَزَّةَ وهم يحملون رايات الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. الموت لليهود.

لقد انتظر العالم الذي فُتِنَ بشعارات حزب اللَّات أن يتحرك زعيمه حسن نصر اللَّات، أحد أهم قادة محور المماتعة؛ الذي رفع شعار طريق القدس يمر من القلمون ومن حمص وحماة وحلب ودير الزور، وتساءل الكثيرون عن سبب غيابه عن المشهد طويلاً، وقد أعلن قبل أيام أنه سَيُلقي خطابه المزلزل المرتقب يوم الجمعة الثالث من تشرين الثاني، بعد معارك طاحنة خاضتها ميليشياته مع طواحين الهواء على طول حدود جنوب لبنان مع الصهاينة؛ ولم تتوقف منذ انطلاقة طوفان الأقصى.

الكيان الصهيوني ارتعدت فرائص قادة جيشه من الرُّعب لِمَا قد سيقوله حسن نصر اللَّات، وهذا الرُّعب له دور كبير في تشتيت أفكار العدو وجعله يتّخذ قرارات خاطئة وفاشلة تصبّ في مصلحة المقاومة باعتقاد أنصاره؛ الذين يسوّقون مثل هذه الدعايات والفبركات المستهلكة والمضحكة.

نحن لن ننتظر لا الكثير ولا القليل مما سيقوله حسن نصر اللَّات الذي أذاق السوريين علقم الذبح والسلخ والحرق لشبابنا وبناتنا وشيوخنا على مدار عشر سنوات عجاف، تحت شعارات طائفية عنصرية ’’يا حسين ويا زينب‘‘ ومسبّة الصحابة الكرام، والتَّعَرُّض لِعِرْضِ رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وتدمير المساجد وتحويل بعضها إلى حسينيات لـ اللطم والتَّعَرِيض بالصحابة وأمهات المؤمنين، القريبة من الشِّرْكِ والكُفْرِ.

إنَّ ما تنتظره الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم من نصر اللَّات ليس الانخراط في الجهاد إلى جانب كتائب القَسَّام، بل سيخرج علينا لِيُعزِّي في الذين ضَحَّى بهم في مسرحيات التصدي وإشغال العدو الصهيوني من اللبنانيين الذين قُتلوا في مواجهاتهم الخلبية مع العدو الصهيوني، مُعَرِّجَاً للحديث عن الوضع السياسي اللبناني، مُبيناً وجود اصطفاف وطني حول المقاومة، من معظم الشعب اللبناني.

وسيوضح لماذا تأخر بالظهور ولماذا لم يتدخل للآن بقوة ضد الصهاينة، وسيكون رده لأنه واثق بقدرات المقاومة الفلسطينية التي انتصرت على الكيان الغاصب، رغم قدراتها البسيطة، ولِيُبيّن بأن بيت هذا الكيان هو أوهن من بيت العنكبوت، وقد تم الانتصار عليه من عدد بسيط جداً من المجاهدين الفلسطينيين، وبأنه انتصار عظيم وسيبقى بذاكرة التاريخ، فهذا الانتصار لم تستطع كل الدول العربية أن تحققه؛ بعد كل الهزائم التي مُنِيَتْ بها في الحروب السابقة مع الصهاينة.

وسيشجب ما قام به الكيان العنصري القاتل من ارتكاب المجازر، التي تسببت بقتل الآلاف من النساء والأطفال وبصوت عال جداً، وسيتناول التدخل الأمريكي والفرنسي والبريطاني في الدعم الدموي ضد المقاومة والشعب الفلسطيني في غَزَّةَ، ويُبَيِّنُ تواطؤهم وكذبهم في التعاطي مع عملية طوفان الأقصى، بل سيقول بأن المقاومة هي ضد الاحتلال وجيشه وليس ضد النساء والأطفال، وإذا أراد هؤلاء النجاة من كل ما يفعله نتنياهوا فعليهم أن يرحلوا إلى مواطنهم الأصلية، ويتركوا الفلسطينيين بحالهم ليبنوا دولتهم ويستعيدوا حريتهم، وإن أرادوا البقاء فلن يُمَسُّوا بأذى، في الدولة الفلسطينية.

وحالياً عليهم أن يشجبوا الفعل المجرم لنتنياهو وحكومته وجيشه وإسقاطهم، ويشجبوا اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وسيحدد نصر اللَّات لنتنياهو ولجيشه الوقت لإيقاف المجازر على غَزَّةَ، وإلا سيكون التدخل قادم لا محالة، وبأن قدرات المقاومة وقواتها جاهزة، وبأن تَوَحُّد الساحات موجود وقائم ولن يسمح أبداً بهزيمة المقاومة الفلسطينية.

ومن ثم سيتكلم عن نتنياهوا بأنه مجرم حرب، وعليه أن يخضع لما يطلبه كبار المحللين اليهود أنفسهم حول العالم؛ لعدم جر الكيان إلى نهاية وجوده السريعة، ولن ينتظر العالم الإسلامي والعربي غير ذلك من بطل محور المقاومة وكبير قادتها وكهنتها، وإن غداً لناظره قريب.

ختاما:

فإن معظم التقديرات تشير إلى أن مقاومة الشعب الفلسطيني بقيادة كتائب القَسَّام؛ أثبتت بفضل الله ثم عملية ’’طوفان الأقصى‘‘، بأنه لا مكان في أرض الإسراء والمعراج إلا لدولة فلسطينية؛ وأن الدولة العِبْرِيَّة ’’ورم سرطاني‘‘ يجب استئصاله من قلب الأمة، إن لم يرحل اليهود المتطرفين من فلسطين والرجوع إلى ديارهم، ويبقى الاحتلال مع التلويح غالبا بسراب حل الدولتين… المستحيل… معتمدا على العملاء… سيظل الوضع متأزم، وسوف يؤدي بالتأكيد إلى حرب إقليمية مدمرة تزول فيها ’’الدولة العِبْرِيَّة‘‘ بقوة السلاح.

وهذه الحرب تلوح راياتها خفاقة في سماء فلسطين، ولن تستطيع أية قوة في العالم من الآن فصاعداً أن توقف تطور المقاومة المسلحة التي تشكل رأس الحربة فيها كتائب القَسَّام، التي ستحرر المسجد الأقصى المبارك، ومن يتخاذل ويتقاعس ويجبن ويهرب ويقعد عن المشاركة في هذه الحرب المقدسة فهو الخاسر في الدنيا والآخرة.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_حسن_نصر_اللَّات_وصراعه_مع_طواحين_الهواء

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات