مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_حضور_الأسد_قمة_المنامة_حلقة_جديدة_من_حلقات_الذل_والإهانة
دعوة بشار الأسد لحضور قمة المنامة يُذكِّرنا بالدعوات التي كان يوجهها بوتين لبشار الأسد للقائه في حميميم أو لحضوره إلى موسكو في طائرة شحن مستأجرة، وهذه الدعوات المذلة والمهينة لم تُحرك في وجدان بشار الأسد ما يُخجله من تلبية هذه الدعوات؛ التي اعتبرها فتح مبين وانتصارات تُسجل له، كون هذه الدعوات تعود لحاجة أصحاب هذه الدعوات للتشاور معه والاستفادة من خبراته المتعددة.
وتعليقاً على ذلك فقد كشف دبلوماسي غربي أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لم يطلب التحدث في القمة العربية التي عُقدت في المنامة، فيما ذكرت وكالة أنباء النظام ’’سانا‘‘ أن الأسد لم يُلْقِ كلمته ’’انطلاقاً من ثبات الرؤية تجاه المستجدات التي تشهدها المنطقة‘‘.
وأضاف الدبلوماسي الغربي قائلاً: إنه عندما تحقق الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من مسؤولي النظام السوري أكدوا أن بشار الأسد لا يريد التحدث.
وتعتبر مشاركة بشار الأسد في قمة البحرين الثانية منذ إعادة عضوية النظام السوري في اجتماعات جامعة الدول العربية، حيث شارك في القمة العربية الاستثنائية التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، في 10 تشرين الثاني 2023م، وقبلها في القمة التي عُقِدَتْ بمدينة جدة السعودية، في 19 أيار 2023م.
وفيما اقتصر حضور الأسد في قمة المنامة على الصمت والاستماع، كانت مشاركته في قمة جدة إعلاناً من جانب الدول العربية بإنهاء القطيعة مع النظام السوري وتمهيداً للانفتاح عليه، انطلاقاً من مبادئ عدة، أبرزها القضايا الأمنية وتهريب المخدرات وإيران، في حين شكّلت المشاركة للأسد نفسه ’’نشوة انتصار‘‘ و’’فرصة تاريخية لإعادة ترتيب الشؤون‘‘، وفق تعبيره في كلمته التي ألقاها في القمة.
ودَعَا الأسد في تلك الكلمة التي أسهب فيها بالحديث عن ’’البحث عن العناوين الكبرى التي تهدد المستقبل‘‘، و’’إعادة التموضع في عالم يتكون اليوم، كي يكون (العرب فيه) جزءاً فاعلاً، مستثمرين في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة‘‘.
كما اعتبر الأسد أن دور الجامعة العربية هو ’’المنصة الطبيعية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها‘‘، مشيراً إلى أن ’’العمل العربي المشترك بحاجة لرؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة تتحول لاحقاً إلى خطط تنفيذية‘‘، في إشارة إلى استعداده وقبوله بأي شروط تضعها الدول العربية مقابل عودته إلى الحظيرة العربية والتطبيع الكامل معه.
وذكر أن وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، أبلغ أمين عام الجامعة العربية أن بشار الأسد يُفَضِّلُ عقد اجتماع فقط مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وهذا ما حصل.
وبعد أقل من ثلاثة أشهر على الترحيب في قمة جدة، تراجعت الحماسة العربية للتطبيع مع النظام السوري، حيث سبق أن كشف مصدر دبلوماسي عربي أن الدول العربية التي اندفعت باتجاه تطبيع علاقتها مع النظام السوري أوقفت هذه الاندفاعة بشكل تدريجي على المستويات السياسية والاقتصادية، في حين أبقت على خطوط التواصل الأمني والاستخباري.
وهناك باعتقادي عدة أسباب دفعت الدول العربية على رأسها السعودية لوقف سياسة الانفتاح على النظام، أهمها أن الولايات المتحدة الأمريكية قد دخلت على الخط بقوة، للحد من هذا التحرك ’’المجاني‘‘ على النظام السوري، وتحفّظت على تقديم أي مساعدات مالية له.
وخلال قمة المنامة أول أمس الخميس 16/5/2024م، اشتكى العاهل الأردني، الملك عبد الله، من ازدياد عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات من دول الجوار إلى بلاده، في إشارة إلى سورية، التي لطالما حذرت المملكة من ازدياد نشاط وتوغل مهربي المخدرات والأسلحة المرتبطين بالنظام السوري والميليشيات الإيرانية جنوبي سورية.
وقال الملك عبد الله إنه ’’علينا مواجهة الفئات والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وسيادة الدولة، وخصوصاً تهريب المخدرات والأسلحة‘‘، مؤكداً على ضرورة ’’تعزيز التنسيق العربي للتصدي لجملة التحديات، وضمان احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون العربية‘‘.
اختتمت أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، والتي ركّزت على الحرب في غَزَّةَ والصراع في السودان والأوضاع في سورية وليبيا والصومال ولبنان، بالإضافة إلى التحديات الإقليمية.
وهذه أبرز النقاط التي أكد عليها بيان البحرين في القمة العربية الـ33 في المنامة، والتي لم تخرج عن تكرار الإدانة والشجب والتنديد كما جرت العادة في كل بيانات القمم العربية السابقة:
1-دعا الإعلان إلى ’’وقف العدوان الإسرائيلي على غَزَّةَ فوراً وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع مناطق القطاع‘‘.
2-اقترح الإعلان ’’نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة‘‘.
3-رفض أي ’’محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني‘‘.
4-أدان امتداد العمليات الإسرائيلية لمدينة رفح الجنوبية وسيطرتها على معبر رفح.
5-إدانة الهجمات على ’’قوافل المساعدات الأردنية والمطالبة بتحقيق دولي ضد هذه الاعتداءات‘‘.
6-دعا كافة الأطراف إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وزيادة حدة التوتر.
7-دعا مجلس الأمن الدولي إلى إعادة النظر في قراره الصادر بشأن الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية في جلسته بتاريخ 18 نيسان / أبريل 2024م.
8-حثّ البيان على ضرورة إنهاء الأزمة السورية بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.
9-وشدد الإعلان على تحسين الوضع الصحي والتعليمي في الدول العربية وإيجاد بيئة مناسبة لتطوير اللقاحات في المنطقة العربية.
المراجع
– تلفزيون سوريا – 17/5/2024م.
– عربي نيوز – 16/5/2024م.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_حضور_الأسد_قمة_المنامة_حلقة_جديدة_من_حلقات_الذل_والإهانة