الخميس, يناير 9, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالات سياسيةمستنقع غَزَّةَ يُجَفِّف آمال بايدن في الرئاسة الأمريكية

مستنقع غَزَّةَ يُجَفِّف آمال بايدن في الرئاسة الأمريكية

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_مستنقع_غَزَّةَ_يُجَفِّف_آمال_بايدن_في_الرئاسة_الأمريكية

في الانتخابات الأمريكية عام 2020م اعتمد جو بايدن على تحالف كبير ضم بصورة رئيسة الجناح التقليدي لحزبه الديمقراطي، وهو الجناح الذي ينتمي له بايدن نفسه، بالإضافة للجناح اليساري الصاعد في الحزب والذي يؤيده قطاع كبير من الشباب الأمريكي.

كان الناخبون العرب والمسلمون جزءاً من تحالف جو بايدن الانتخابي؛ إذ صوت أغلبهم لصالحه بسبب رفضهم لخصمه دونالد ترامب الذي كان قد بدأ عهده الرئاسي بفرض حظر على دخول المسافرين من دول مسلمة إلى بلاده، وصدرت عنه تصريحات أثارت قلق كثير من المسلمين الأمريكيين ونفورهم.

لكن الأمور تغيرت الآن بطريقة قد تكون جذرية ومؤثرة والسبب هو حرب الكيان الصهيوني على غَزَّةَ، وقد أعلن بايدن فور وقوعها دعمه الكبير وتعاطفه للكيان الصهيوني؛ بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023م، مؤكدا أن واشنطن ترى أن رد الدولة العِبْرِيَّة على حماس ليس حقا لها فقط بل واجب، وأعلن وقوفه إلى جانبها، لأن معركتها مع حماس معركة وجود، وقال لولم تكن هناك إسرائيل لأقمنا إسرائيل، وكذلك أعرب الكونغرس الأمريكي عن تأييده الواسع والكبير للكيان الصهيوني؛ مع استعداده للموافقة على تخصيص دعم مالي لها، وراح وزير الخارجية الأمريكية أبعد من ذلك؛ عندما ذهب إلى الكيان الصهيوني وأعلن أنه يزور الكيان كيهودي وليس وزيراً لخارجية أمريكا، ومن المعروف أن معظم الأمريكيين يؤيدون الدولة العِبْرِيَّة تقليديا ويعتبرونها حليفاً يجب دعمه، وكان على الدوام النجاح بالرئاسة مرهون بتأييد اللوبي الصهيوني اليهودي.

لكن استمرار العدوان الصهيوني على غَزَّةَ وإلحاق دمار كبير في كل مناحي الحياة، واستشهاد العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين المدنيين جعل أصوات الأمريكيين العرب والمسلمين تتعالى ضد سياسة بايدن.

وأصبح مطلب وقف إطلاق النار مطلبا أساسيا يتردد في التظاهرات والنشاطات التي ازدادت واتسع مداها، فقد كانت التظاهرة التي نظمها تحالف يضم منظمات داعمة لفلسطين في واشنطن يوم الرابع من نوفمبر / تشرين الثاني 2023م واحدة من أكبر التظاهرات في تاريخ قضية دعم فلسطين في العاصمة الأمريكية، وشارك فيها الآلاف الذين غمروا الشوارع ورفعوا شعارات تنتقد بايدن بشدة، بل وتدينه وتعده مسؤولاً عن سقوط الضحايا الفلسطينيين في غَزَّةَ.

وسبق وأن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه ’’مجرم حرب‘‘، بسبب حربه على أوكرانيا وليس بسبب ما ارتكبه من جرائم في سورية من قتل وتدمير وتهجير، وعقب تصريح بايدن، رد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة الأنباء الروسية الرسمية على استحياء وخجل على ما جاء على لسان بايدن: ’’نعتقد أن مثل هذا الكلام غير مقبول، ولا يغتفر من جانب رئيس دولة قتلت قنابله مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم‘‘.

لم تقتصر التظاهرات والنشاطات المنتقدة للكيان الصهيوني ولسياسة بايدن في الولايات المتحدة على العرب والمسلمين، بل ضمت نسبة ملحوظة من الجماعات اليسارية والتقدمية التي يؤيدها جزء مهم من القواعد الانتخابية التي أيدت بايدن ضد ترامب في الانتخابات السابقة.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_مستنقع_غَزَّةَ_يُجَفِّف_آمال_بايدن_في_الرئاسة_الأمريكية

لكن غضبهم الآن ضد بايدن واضح، إذ أصبحوا يتظاهرون مع العرب والمسلمين ويتحدثون ويكتبون ويرفعون أصواتهم مطالبين بإيقاف إطلاق النار أولا، بل وبإحداث تغييرات جذرية في سياسة واشنطن الداعمة للكيان الصهيوني، حتى أن مجموعة من المنظمات المسلمة الأمريكية بعثت رسالة واضحة لبايدن تقول فيها إنها لن تصوت له إلا إذا فرض وقف إطلاق النار على الكيان الصهيوني.

وتزامن هذا مع مؤشر مقلق جدا لبايدن تمثل في استطلاع رأي نشرته جريدة نيويورك تايمز أظهر أن ترامب يتقدم على بايدن في أوساط الناخبين في مجموعة من أهم الولايات الحاسمة انتخابيا؛ وهي نيفادا وأريزونا وجورجيا وميشيغان وبنسلفانيا.

ورغم أن رد الفعل الأول من إدارة بايدن كان التقليل من أهمية هذا الاستطلاع والإشارة إلى أن المؤشرات تتغير باستمرار، إلا أن وضع بايدن الانتخابي ليس على ما يرام وقد أصبح هذا ظاهرا في تناول وسائل الإعلام ذات التوجه الليبرالي القريب له ولأنصاره، لقضية مصير بايدن السياسي وفكرة طرح مرشحين آخرين من داخل الحزب لاستبداله.

لكن ذلك أمر صعب مع إعلان بايدن، الذي يبلغ عمره واحدا وثمانين عاما، أنه سيترشح في انتخابات العام المقبل سعيا لفترة رئاسية أخرى.

يقول جيمس زغبي، وهو أحد أبرز الوجوه الأمريكية ذات الأصل العربي في واشنطن، ويرأس مؤسسة معروفة للأبحاث والاستطلاعات، يقول: إن اللافت في استطلاعات الرأي هو ليس فقط انخفاض نسبة تأييد بايدن في أوساط الناخبين العرب بل انخفاضها بسرعة وبحدة.

كما يرى زغبي أن بايدن لن يستطيع تعويض ذلك أبدا، رغم ’’ادعاءات حملة بايدن الانتخابية بأن الناخبين العرب سيغيرون آراءهم خلال الأشهر المقبلة عندما يقترب موعد الانتخابات‘‘.

لقد حاولت إدارة بايدن أن تُظهر بعض التوازن في سياستها إزاء الكيان الصهيوني والفلسطينيين، ففي المجال الخارجي أعلنت عن مساعدات إضافية لغَزَّةَ وسعت لإقناع الكيان الصهيوني بالسماح بهدن إنسانية لأن بايدن مقتنع، مثل الدولة العِبْرِيَّة، أن وقف إطلاق النار سيعني انتصار حركة حماس.

كما أعربت إدارة بايدن بوضوح عن رفضها لإعادة الكيان الصهيوني احتلال قطاع غَزَّةَ أو حصاره، أو إجبار الفلسطينيين على النزوح الجماعي منه.

ختاما:

 نؤكد بأن الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين؛ رغم أنهم لا يشكلون سوى نسبة قليلة من مجموع الناخبين الأمريكيين، إلا أن هذه النسبة قد تكون كافية في الولايات التنافسية لإسقاط بايدن، من خلال تعاونهم وتضامنهم وتكاتفهم، وهذا له ما بعده في الانتخابات القادمة وغيرها، وهكذا سيجفف مستنقع غَزَّةَ آمال بايدن في الرئاسة الأمريكية القادمة.

المراجع

عربي نيوز – 17/3/2022م – 10/11/2023م.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_مستنقع_غَزَّةَ_يُجَفِّف_آمال_بايدن_في_الرئاسة_الأمريكية

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات