مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_الملف_السوري_وفوز_ترامب_بالرئاسة_الأمريكية
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يُتوقع أن تكون سياسته تجاه سورية محور نقاش واسع، خصوصاً فيما يتعلق بالوجود التركي والإيراني شمال وشمال شرق البلاد، إضافة إلى الضربات الإسرائيلية. فقد سبق لترامب أن تَبنّى مواقف متشددة تجاه النفوذ الإيراني، حيث كان يعارض بشدة نقل الأسلحة إلى ’’حزب الله‘‘ اللبناني عبر سورية، معتبراً ذلك تهديداً إقليمياً، وهو ما يتماشى مع أهداف الكيان الصهيوني في المنطقة.
يرى الخبراء والمحللون أن سورية لن تكون بِمعزل عن الملفات التي ستُطرح على طاولة ساكن البيت الأبيض الجديد. ويُتوقع أن تظل السياسة الأمريكية تجاه سورية ثابتة، بناءً على المحددات التي تم تثبيتها خلال السنوات الماضية في عهد ثلاثة رؤساء أمريكيين. ومع ذلك، لا يُستبعد حدوث تغييرات في النهج خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد إعلان ترامب فوزه في الانتخابات.
إذا أردنا قراءة ما هو متوقع، ينبغي العودة إلى الماضي، وتحديداً إلى فترة رئاسة ترامب السابقة (2016م -2020م)، حيث اتخذ عدة إجراءات بشأن القضية السورية، أبرزها:
1-ضرب مواقع للنظام السوري: في أبريل 2017م، أمر ترامب بقصف مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري، رداً على هجوم بالغازات الكيماوية على بلدة خان شيخون في ريف إدلب.
2-وقف الدعم عن فصائل المعارضة: في يوليو 2017م، أمر ترامب بوقف برنامج وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الذي كان يقدّم دعماً لبعض فصائل المعارضة السورية. وُصِفَ القرار آنذاك بأنه جزء من جهود ترامب لتقليل تدخل الولايات المتحدة في النزاعات الخارجية، وتحسين العلاقات مع روسيا الداعمة للنظام السوري.
3-قصف مطار الشعيرات: في أبريل 2017م، أطلقت الولايات المتحدة عشرات صواريخ ’’توماهوك‘‘ على مطار الشعيرات بحمص، رداً على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
4-سحب القوات الأمريكية: في أكتوبر 2019م، أمر ترامب بسحب معظم القوات الأمريكية من شمال شرق سورية، ما أثار انتقادات واسعة داخلياً وخارجياً.
5-قانون قيصر: في ديسمبر 2019م، وقّع ترامب على ’’قانون قيصر‘‘، الذي فرض عقوبات اقتصادية مشددة على النظام السوري والدول والشركات المتعاملة معه.
كما شهدت فترة ترامب عدة عمليات نوعية، أبرزها مقتل زعيم تنظيم ’’الدولة‘‘ أبو بكر البغدادي في إدلب (أكتوبر 2019م) وقائد ’’فيلق القدس‘‘ الإيراني قاسم سليماني في العراق (يناير 2020م).
تحليلات الخبراء حول سياسة ترامب تجاه الملف السوري:
تعتقد كارولين روز، المحللة السياسية ومديرة معهد نيولاينز للأبحاث، أن ’’إدارة ترامب ستمنح إسرائيل تفويضاً مُطلقاً يدعم خطط نتنياهو للتوغل في سورية ضد إيران ووكلائها‘‘. ومن المرجح أن تدعم إدارة ترامب هجمات إسرائيلية داخل سورية، حيث يُشتبه بوجود نشاط لحزب الله، في إطار استراتيجية تخدم مصالح الولايات المتحدة عبر إسرائيل.
وأضافت روز أن الإدارة قد تخفض بشكل كبير القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، خاصة في شمال سورية.
أما عن التدهور في الملف السوري خلال عهد الرئيس جو بايدن، فقد كشفت صحيفة ’’واشنطن بوست‘‘ في تقرير حديث أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان لتحجيم النفوذ الإيراني في سورية، عبر التعاون مع النظام السوري. وذكرت الصحيفة أن هناك مؤشرات على استعداد بشار الأسد للتعاون في تقليص النفوذ الإيراني، لاسِيَّما في العاصمة دمشق، بسبب استيائه من الوجود الإيراني المتزايد.
ختاماً:
لا يتوقع السوريون الكثير من إدارة ترامب الجديدة، فهم يدركون أن عليهم الاعتماد على أنفسهم لتحقيق تطلعاتهم، إذ إن احترام آرائهم وسماع كلمتهم مرهون بقدرتهم على إثبات وجودهم في الميدان.
المراجع
-تلفزيون سورية – 6/11/2024م.
-الحرة – 6/11/2024م.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_الملف_السوري_وفوز_ترامب_بالرئاسة_الأمريكية
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_الملف_السوري_وفوز_ترامب_بالرئاسة_الأمريكية