الخميس, يناير 9, 2025
spot_img
الرئيسيةتحليل سياسيعملية ردع العدوان

عملية ردع العدوان

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_عملية_ردع_العدوان

تُعَدُّ مدينة حلب الشهباء واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، إذ تمتد حضارتها لأكثر من 13 ألف عام. وقد احتضنت هذه المدينة أنبياءً وعلماءً ومفكرين، وواجهت عَبْرَ تاريخها غزاة انتهى بهم الأمر إلى الزوال. إلا أن حلب، منذ 65 عاماً، تعيش تحت سيطرة حزب البعث العلماني، الذي أجهض إرثها الحضاري، وحوّلها إلى مدينة تعاني الإهمال وغياب الخدمات الأساسية.

شهدت حلب نزوحاً واسعاً، حيث غادرها رجال الأعمال وتوقفت مصانعها عن الإنتاج، فيما اضطر 75% من سكانها للهجرة إلى الخارج. أما من بقي في المدينة، فهم يعيشون في ظروف صعبة، محرومين من الكهرباء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، معتمدين على ما يرسله إليهم ذووهم في المهجر لتأمين احتياجاتهم اليومية.

لا يكاد يخلو بيت في حلب من شهيد أو معتقل أو مهجَّر. وهناك عائلات بأكملها فقدت وجودها في السجلات المدنية نتيجة التهجير القسري، بينما استوطن المدينة غرباء من الميليشيات الطائفية الموالية للنظام، القادمين من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، ليحلُّوا محل السكان الأصليين. كانت حلب في الثلاثينيات من القرن الماضي مركزاً اقتصادياً يُصدّر المنسوجات إلى أوروبا، لكنها اليوم أصبحت مكباً لمنتجات ذات جودة متدنية قادمة من إيران بأسعار باهظة.

السياق الراهن ومعركة ردع العدوان:

في ظل هذا الواقع، شنَّت فصائل الثورة السورية، صباح الأربعاء 27 نوفمبر 2024م، عملية عسكرية أُطلق عليها اسم ’’ردع العدوان‘‘. جاءت هذه العملية الاستباقية كخطوة لكسر مخططات النظام وميليشياته التي كانت تهدد المناطق المحررة. هدفت العملية إلى الدفاع عن المدنيين وإعادة المهجرين إلى ديارهم.

شهدت مناطق ريف حلب الغربي وإدلب اشتباكات عنيفة بين فصائل ’’الفتح المبين‘‘ وقوات النظام المدعومة بالميليشيات الإيرانية. ووفقًا لمصادر محلية، تصاعد القصف المتبادل، وجرى استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي المكثف لاستهداف مواقع استراتيجية.

حققت الفصائل تقدماً لافتاً، حيث سيطرت على أكثر من 35 قرية ونقطة استراتيجية، وقطعت الطريق الدولي ’’حلب – دمشق‘‘. كما استهدفت مواقع داخل مدينة حلب، مما أسفر عن مقتل ضابط برتبة عميد، وتكبيد قوات النظام خسائر فادحة تجاوزت 200 قتيل ومئات الجرحى.

الآثار الإنسانية والتوصيات:

على الصعيد الإنساني، تسبَّبت العملية في نزوح مئات العائلات باتجاه المناطق الشمالية وسط ظروف مناخية قاسية. كما ردت قوات النظام وحلفاؤها باستهداف الأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

ختاماً:

هذه العملية، تدعو فصائل الثورة السورية إلى التحلي بالمسؤولية والالتزام بالقيم الإسلامية النبيلة في التعامل مع السكان المدنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية. يجب الحفاظ على الممتلكات، وتجنب ترويع المدنيين، ومعاملة الأسرى معاملة حسنة وفق القوانين الدولية والأخلاق الإنسانية.

المراجع

– الجزيرة – 27/11/2024م.

– تلفزيون سوريا – 29/11/2024م.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_عملية_ردع_العدوان

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_عملية_ردع_العدوان

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات