السبت, فبراير 22, 2025
spot_img
الرئيسيةتحليل سياسيترامب وجنون العظمة

ترامب وجنون العظمة

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_ترامب_وجنون_العظمة

تتجلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غَزَّةَ كفصل جديد من فصول الدراما السياسية المستمرة. تعكس هذه التصريحات جنون العظمة الذي يُحرِّك استراتيجيات ترامب، حيث يسعى إلى فرض إرادته السياسية على الساحة الدولية بأسلوبه الفريد. وعندما يتحدث ترامب عن إعادة توطين الفلسطينيين في دول مثل مصر والأردن، يفتح بذلك باباً واسعاً من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الكلمات.

هل هي محاولة لاستعادة الأضواء، أم جزء من مخطط سياسي أكبر يتجاوز حدود الولايات المتحدة؟ في ظل الأزمات الداخلية التي يواجهها ترامب، تبدو القضايا الإقليمية الساخنة فرصةً للحفاظ على مكانته في دائرة الضوء، مما يجعل تصريحاته موضوعاً للجدل والانتقاد.

تصريحات ترامب وجنون العظمة: وتهجير الفلسطينيين

في خِضمِّ الأحداث المتسارعة، تتجلَّى تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غَزَّةَ كفصلٍ جديدٍ من فصول الدراما السياسية التي لا تنتهي، وهذه الدراما لا يمكن وصفها إلا بجنون العظمة التي تُحرِّك استراتيجيات العظمة لدى الرئيس الأمريكي ترامب، حيث يسعى إلى فرض إرادته السياسية على الساحة الدولية من خلال أسلوبه الفظ الفريد في إدارة الأزمات.

استراتيجية ترامب في التحكم بالأزمات

عندما يتحدث ترامب عن إعادة توطين الفلسطينيين في دولٍ مثل مصر والأردن، يفتح بذلك باباً واسعاً من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الكلمات، هل هي محاولة لاستعادة الأضواء، أم هي جزءٌ من مخططٍ سياسي أكبر يتجاوز حدود الولايات المتحدة؟

ترامب، المعروف بأسلوبه الإعلامي المثير للجدل، لم يتردد يوماً في استخدام التصريحات المثيرة كوسيلةٍ لتشتيت الانتباه عن أزماته الداخلية، بينما يواجه تحقيقاتٍ جنائية ومدنية تتعلق باحتيالٍ مالي، يجد في القضايا الإقليمية الساخنة فرصةً للحفاظ على مكانته في دائرة الضوء، وتأتي تصريحاته حول تهجير الفلسطينيين في هذا السياق، حيث يسعى ترامب لضمان بقاء اسمه متداولاً في النقاشات العالمية، مستفيداً من حساسية القضية الفلسطينية وقدرتها على إثارة الجدل.

ويمكن أن نرى في استخدام ترامب لما يُعرف بجنون العظمة استراتيجيةً لتعزيز صورته السياسية بقراراتٍ مفاجئة، مما يُربك الخصوم ويجبرهم على التعامل معه بحذر، إن حديث ترمب عن السيطرة على غَزَّةَ يعكس هذا النهج، حيث يظهر ترامب كقائدٍ لدولة عظمى وقد تكون الأعظم، يتخذ قراراتٍ صادمة، حتى لو كانت تتعارض مع القانون الدولي، وفقاً لتقاريرَ عدة،

السياق الإقليمي

وقد تزايدت حدة التصريحات الأمريكية حول غَزَّةَ بعد إخفاق الجيش الصهيوني من تحقيق أي نَصْرٍ في غَزَّةَ البطولة والصمود، ونشوء الصراعات السياسية بين أحزاب وتكتلات الكيان الصهيوني الناجم عن فشل الساسة الصهاينة وجيشهم الذي لا يُقهر، كما يدعون وقد مرَّغت المقاومة الفلسطينية أنفه وجبينه في رمال غَزَّةَ، وهذا نتيجة الاستراتيجية التي اتبعها ساسة الصهاينة القصيرة النظر، والتي تمثَّلت بتوجيه الأنظار بعيداً عن القضايا الداخلية.

صفقة القرن ورفض فلسطيني واسع

لقد سبق وأعلن ترامب في يناير 2020م، عن خطته للسلام المعروفة بـ ’’صفقة القرن‘‘، التي تضمنت اقتراحاتٍ لضمِّ أجزاءٍ من الضفة الغربية للكيان الصهيوني، وقد قوبلت هذه الخطة برفضٍ واسعٍ من الفلسطينيين، حيث اعتبرها الكثيرون محاولةً لتصفية القضية الفلسطينية، معتبرين ’’صفقة القرن هي بمثابة إعلان حربٍ على حقوق الشعب الفلسطيني‘‘.

الوضع الإنساني في غَزَّةَ

وفي سياق الإحصائيات، تشير التقارير الأخيرة إلى أن أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون في غَزَّةَ، حيث يعاني حوالي 80% منهم من انعدام الأمن الغذائي. وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، كما يعاني 60% من سكان غَزَّةَ من الفقر، مما يجعل الوضع الإنساني هناك من بين الأسوأ في العالم، وقد أشار رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ’’أوتير كينغ‘‘، إلى أن ’’الحصار المستمر والقيود المفروضة على الحركة تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غَزَّةَ‘‘.

الضغوط الإقليمية والدولية

يمكن أن نرى في استخدام ترامب لما يُعرف بجنون العظمة استراتيجيةً لتعزيز صورته كقائدٍ غير متوقع. ربما يسعى ترامب من خلال فكرة تهجير الفلسطينيين إلى الضغط على الأطراف الإقليمية، مثل حركة حماس والدول العربية، لإعادة تقييم مواقفها والتعاون مع إسرائيل، وهذه الخطوة قد تخلق واقعاً جديداً، حيث يتم تقليص الوجود الفلسطيني وفرض سيطرةٍ إسرائيلية أكثر مباشرة، وفي هذا السياق، تشير بعض الدراسات إلى أن أكثر من 70% من الفلسطينيين في غَزَّةَ يعتمدون على المساعدات الإنسانية، مما يجعل تهجيرهم موضوعاً حساساً للغاية.

ومع ذلك، واجهت هذه التصريحات رفضاً قوياً من المجتمع الدولي. فقد أدانت دولٌ كبرى، مثل الصين وألمانيا وروسيا، أي محاولاتٍ لتهجير الفلسطينيين، معتبرةً ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، كما أكدت الدول العربية، مثل مصر والأردن والسعودية، أن حقوق الفلسطينيين غير قابلة للمساومة، ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، يُعتبر تهجير الفلسطينيين ’’جريمةً ضد الإنسانية‘‘، مما يعكس حجم الغضب الدولي تجاه هذه التصريحات.

إن تصريحات ترامب تعكس توجهاً أمريكياً يدعم سياسات اليمين الصهيوني المتطرف، الذي يسعى لإنهاء الوجود الفلسطيني، ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فقد أظهرت أن أكثر من 60% من الأمريكيين يعارضون سياسات ترامب تجاه فلسطين، مما يضع ترامب أمام خياراتٍ صعبة: إما المضي قُدماً في مغامرته، أو التراجع تحت ضغوط المجتمع الدولي.

وفي هذا السياق قال ستيفن كوك، المعلق بمجلة ’’فورين بوليسي‘‘ الأمريكية أن خطة ترامب للاستيلاء على غَزَّةَ هي محض جنون، والاستيلاء على أرض فلسطينية ينطوي على جرائم حرب أمريكية وفوضى إقليمية عارمة.

رفض المجتمع الدولي

وأكد الكاتب أن ’’أحد الامتيازات الخاصة التي يتمتع بها رئيس الولايات المتحدة هو أن الناس لا بُدَّ وأن يأخذوا ما يقوله على محمل الجد مهما كان سخيفا، وهذا ينطبق أيضا على اقتراح الرئيس دونالد ترامب بأن تسهل واشنطن التطهير العرقي لقطاع غَزَّةَ، ثم عندما يتم إنجاز هذه المهمة، تصبح هذه المنطقة تحت سيطرة أمريكا‘‘، وقال كوك إن الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يحتاج إلى أفكار جديدة، وغَزَّةَ على وجه الخصوص تطرح مجموعة من المشاكل الصعبة للغاية، ولكن اقتراح ترامب ليس مجرد إفلاس أخلاقي، بل هو جنون محض.

ويتساءل الكاتب، ليقول: يصر ترامب على أن قادة العالم وحتى من هم في المنطقة يدعمون الخطة، ولكن من هم؟ فقد أصدر السعوديون بياناً بعد فترة قصيرة من ظهور ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا أكدوا فيه دعمهم لحل الدولتين. أما مصر والأردن فقد رفضتا بالقطع فكرة ترانسفير الفلسطينيين إلى أراضيهما، حتى لو خسرتا السخاء الأمريكي، ولا يدعم الخطة حتى المستوطنين اليهود، ولكن ترامب يصر على أن ’’الناس” يدعمون خطته، وربما كان يتحدث في مكالمة هاتفية في وقت متأخر من الليل مع أصدقاء من منتجعه في مار إيه لاغو.

والخطر هنا، هو أن ترامب يشعر، ردا على عاصفة الانتقادات المستحقة، بالحاجة إلى إثبات خطأ الجميع وجعل التطهير العرقي والاستعمار الجديد سياسة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وبذلك يقوض ترامب مصداقية الولايات المتحدة في عيون شعوب العالم وخاصة المقهورة منها بحكومات وأنظمة ديكتاتورية فاشية

المراجع

– الموعد الجديد – 9/2/2025م.

– القدس العربي – 6/2/2025م.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_ترامب_وجنون_العظمة

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_ترامب_وجنون_العظمة

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات