السبت, فبراير 22, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالات سياسيةيا حيف على هكذا ممانعة

يا حيف على هكذا ممانعة

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_رائد_صلاح_يا_حيف_على_هكذا_ممانعة

تعتبر أحداث الأزمة السورية واحدة من أكثر الفصول مأساوية في التاريخ الحديث، حيث تجلت فيها صور الفساد والانتهاكات الإنسانية بشكلٍ غير مسبوق. لقد أظهر النظام الأسدي، الذي كان يُفترض أن يكون حاميًا لشعبه، وجهه القاسي من خلال ارتكاب جرائم حرب بشعة، بدءًا من قصف المدنيين باستخدام البراميل المتفجرة، وصولًا إلى التآمر على القضية الفلسطينية. إن هذه الأفعال لم تكشف فقط عن طبيعة النظام الفاسد، بل أظهرت أيضًا كيف يمكن للسلطات أن تتجاوز جميع الحدود الأخلاقية والإنسانية. في هذا السياق، يستعرض النص تاريخ النظام الأسدي وأثره المدمر على الشعب السوري والقضايا العربية، مسلطًا الضوء على الفظائع التي ارتكبها، والتي ستظل محفورة في ذاكرة الأمة.

يا حيف على هكذا ممانعة: النظام الأسدي وجرائم الحرب

ما كنّا نظنُّ يوما أنَّ نظاماً فاسداً عربياً سيطعم الأُسُود من لحوم شعبه!! حتى قام النظام الأسدي بهذا الفعل المشين، وأطعم الأُسُود من لحوم أحرار سورية وحرائرها!! وما كنّا نظنُّ يوماً أنَّ نظاماً فاسداً عربياً سيقصف شعبه ببراميل المتفجرات!! وسيبيدهم بالغازات السامة دون أن تأخذه فيهم رحمة ولا شفقة!! حتى ارتكب النظام الأسدي هذه الجرائم الدموية!! وهكذا سجَّل على نفسه أنَّه نظام فاسد ضد الإنسانية!! ونظام وضيع أوغل في ارتكاب جرائم الحرب على مدار خمسين عاماً ويزيد!!

التآمر على القضية الفلسطينية

وما كنّا نظنُّ يوما أنَّ نظاماً فاسداً عربياً سيتآمر على القضية الفلسطينية وعلى شعبنا الفلسطيني وسيواصل سحق حق العودة وهو متنكر بقناع الممانعة، حتى قام النظام الأسدي وارتكب المجازر في مخيم تل الزعتر بلبنان، وواصل قصف مخيم اليرموك بدمشق حتى أحاله مهجورا ينعق فيه بوم الخراب، وهكذا نجح هذا النظام الجزار بامتياز لا نظير له بتشتيت اللاجئين من شعبنا الفلسطيني الذين عاشوا في المخيمات بلبنان، ثمَّ تشتيت الذين عاشوا منهم في المخيمات بسورية في كل بقاع الأرض، حتى وصل بعضهم الى أستراليا وماليزيا وأمريكا الجنوبية.

وهكذا مزَّق هذا النظام المهترئ القضية الفلسطينية، ومزّق وحدة وجود اللاجئين في الشتات، ومزَّق مصطلح حق العودة، حتى أصبح كل حرف من حروف هذا المصطلح مقطوعا لوحده في شرق الأرض وفي غربها.

إعدام حق العودة

وهكذا أخذ هذا النظام الباطني على نفسه أن يعدم حق العودة بأدواته السفاحة، لأنه كان يعلم، ولأنَّ أسياده الذين أوجدوه وحافظوا على بقائه كانوا يعلمون أن إعدام حق العودة يعني إعدام الشعب الفلسطيني، وأنَّ إعدام الشعب الفلسطيني يعني إعدام القضية الفلسطينية، وأنَّ إعدام القضية الفلسطينية يعني مواصلة تحويل الشعوب العربية إلى قضايا مأزومة، ثمَّ سيتم إعدام كل قضية عربية منها تباعا بلا توقف!!

تأثير النظام على العالم العربي

وهكذا سيتم إعدام العالم العربي بالتدريج!! وهذا يعني تقليص عدد العرب مادة الإسلام الأساس إلى عدد قليل لا يصلح أن يتحمل مشروع تجديد سيادة الإسلام، وتجديد دور الخلافة على منهاج النبوة، وهكذا سيتم إلغاء دور أهل السُّنَّة والجماعة في امتداده العربي الذي يحمل المقومات الأساس لنهضة إسلامية سنية وسطية تملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا.

اندثار النظام الأسدي

ولكن الحمد لله رب العالمين الذي اكرمنا باندثار هذا النظام الاسدي، وحفظنا الله تعالى من تواصل دوره الملغوم الساعي إلى وأد القضية الفلسطينية، ووأد العالم العربي، ووأد تجديد دور الخلافة على منهاج النبوة، ووأد تجديد الوحدة العالمية الإسلامية، ووأد عودة التلاحم الراشد الحيّ يين العرب والأتراك، ووأد حلم التخلص من لعنة سايكس – بيكو وما سُمِّي زورا باسم الثورة العربية الكبرى!!

نعم اجتهد هذا النظام الأسدي أن يؤدي هذا الدور بإخلاص لصالح أسياده الذين بذلوا له الدعم المالي والسياسي والمخابراتي والعسكري والدبلوماسي، حتى يبقى عكازا صلبا قائما يتكئون عليه لمواصلة قطع الأنفاس الحرة في مسيرة شعبنا الفلسطيني وعالمنا العربي وأمتنا الإسلامية!!

الوثائق السرية وعلاقتها بالمشاريع الخارجية

وقد يقول قائل من هم هؤلاء الأسياد؟! وأنا أتمنى أن يتم كشف هوية هؤلاء الأسياد كشفا قائما على الدليل الساطع، ولا أقوى من الوثائق السرية لهذا النظام العفن الذي أنتنت ريحه منذ عقود!! وأتمنى على الحكومة السورية المرحلية الآنية التي يقف على رأسها محمد البشير، أن تضع في مقدمة أولوياتها العثور على هذه الوثائق السرية، ثمَّ الكشف عمّا ترى من المناسب الكشف عنه بما يتوافق مع مصلحة سورية!! وكم لفت انتباهي ولفت انتباه الكثير أن القصف الأخير الإسرائيلي طال أول ما طال مركز الوثائق السرية لهذا النظام غير المأسوف على إسقاطه!!

فلا أدري هل أرادت المؤسسة الإسرائيلية من وراء قصف هذا المركز لهذه الوثائق الخاصة السرية أن يتمَّ إعدام الأدلة التي تدين عمالة هذا النظام، والتي قد تظهر حقيقة علاقة هذا النظام مع المشروع الصهيوني والمشروع الأمريكي والمشروع الأوروبي ثم مع المشروع القيصري الروسي والمشروع الفارسي الإيراني!؟ وهل كان قرار قصف هذا المركز لهذه الوثائق السرية هو قرار إسرائيلي محض أم هو أمريكي – إسرائيلي – عربي أم هو قرار أوسع من كل ما ذكرت؟!

تقسيم الدولة السورية

ثمّ أواصل وأقول: ما كنا نظن أن نظاماً فاسداً عربياً سيرضى تقسيم مساحة دولته المترامية إلى نفوذ أمريكي ونفوذ روسي ونفوذ إيراني حتى قام النظام الأسدي بذلك وأحال أرض سورية الشامية المباركة، وأحال شواطئ بحرها الطويل، وأحال موانئها ذات البعد الاستراتيجي العالمي إلى قواعد رضي بتقسيمها وتوزيعها على هذه المصالح الأمريكية والمصالح الروسية والمصالح الإيرانية!!

بيع الأرض بالمزاد العلني

وهكذا تحوّلت أرض سورية الشامية المباركة خلال سنوات نظام الأسد العجاف إلى تركه بلا عنوان، وإلى ميراث بلا ولي ولا وصي ولا وكيل ولا كفيل، فراح الغرّ المجرم بشار يوزعها بين أرباب هذه المصالح، وكأنها كعكة مستديرة، راح يقطعها إلى أجزاء، ثمّ راح يوزع هذه الأجزاء بدون أن ترتجف له يدان، وأن يتململ له ضمير، ودون أن يضيق له صدر، ودون أن يضطرب له قلب، ودون أن تحشرج له نفس، ودون أن يرمش له جفنان،

راح يقطعها بالمزاد العلني على قاعدة من يزيد، بمعنى أن من وعده أكثر بحفظ كرسيه الذي نخر فيه سوس الظلم، وبحفظ زعامته المشوهة وبحفظ قصر رئاسته البائس، سيقتطع له أكبر حصة من هذه الكعكة التي هي أرض سورية! وهكذا قام النظام الأسدي من خلال بشار وآلـ بيته الباطني ببيع أرض سورية بالمزاد العلني، هي وما حوت من كنوز وما حملت من شعب وعقارات ومقدسات وآثار وثروات مائية ومواقع جمالية غابية خلابة،

وكاد اسم سورية أن ينتهي وأن يُشطب من خرائط الجغرافيا، وكأن سورية قد انقرضت بعد أن كانت ذات يوم من جنان الله في الأرض، ولكنه قدَّر الله تعالى الذي مكَّن الثورة السورية أن تحرر سورية من هذا النظام الأسدي ومن رئيسه بشار الصبياني، وأن تتوج هذا التحرير بفتح دمشق!!

ثمّ ما كنّا نظنّ أنَّ نظاماً فاسداً عربياً سيتألق وسيتفوق على أنظمة كل أهل الأرض بأساليبه الشيطانية وأدواته الجهنمية التي استخدمها على مدار عقود لمواصلة ذبح أبناء شعبه – رجالاً ونساءً وشباباً وأطفالاً- كأنهم الخراف التي واصل الجزار ذبحها بألف سكين!! وكلنا رأى مشهد ذلك الطفل السوري الذي وجدوه خلف القضبان ولم يمضِ عليه أكثر من خمس سنوات حيث كانت أمه الحُرّة الأسيرة قد ولدته في سجنها، فظلّ ذلك المولود سجينا معها ونما معها وترعرع معها وشبَّ معها وكاد أن يبلغ سنّ الرشد في السجن لولا أن تداركته رحمة الله تعالى،

وأرسل الله تعالى هذه الثورة السورية التي حطمت أقفال سجنه ونقلته من ظلمات سجون النظام الأسدي الى نور الحرية والكرامة والاستقلال!! وكلنا رأى مشهد الجثث بالمئات التي قتلها النظام الاسدي ثمَّ دفنها في مقابر جماعية أو رماها في بعض ثلاجات مستشفيات سورية، كي يخفي وفق وهمه آثار جرائمه!! وأنّى له ذلك؟! هيهات هيهات!! وكلنا رأى مشهد تلك الأسيرة السورية الحرة الأم التي أدخلت السجن لوحدها، ثمَّ توالت الأيام عليها في السجن،

وتعرضت للاغتصاب المتواصل من قبل الشبيحة وُحُوْشَ النظام الأسدي، فأنجبت ولدها الأول مكرهة من سفاح، ثمّ أنجبت ولدها الثاني مكرهة من سفاح، ثم أنجبت ولدها الثالث مكرهة من سفاح، ثم بعد أن فرج الله تعالى كربتها خرجت من سجنها وقالت متلوعة: هؤلاء الأولاد الثلاثة هم أولادي ولكني لا أدري من أبوهم؟!

وكلنا رأى مشهد المكابس البشرية في سجون النظام الأسدي حيث كان يوضع في كل مكبس منها أكثر من أسير حر سوري، ثمَّ كان أحد شبيحة النظام الأسدي يضغط على زر ذلك المكبس، فكان المكبس يحيلهم الى عجين من لحم!! ولعل حافظ الأسد أو بشار الأسد كان يقف في تلك اللحظات يخطب من وراء مكبر الصوت ويتحدث منتفشا كالطاووس عن المؤامرة على سورية،

وعن محاولة كسر شوكة الممانعة الوهمية في سورية، وعن خطر الإمبريالية والاستعمار!! وكلنا سمع عن تذويب الأسرى الأحرار السوريين بعد إعدامهم في أحواض حامض الأسيد، حيث كانوا يذوبون بالمطلق في تلك الأحواض، ولا يبقى لهم لحم ولا عظم ولا جلد ولا شعر، كأنهم ما وُلِدُوا أصلا، وما كان لهم وجود في سورية؟! فلك الله يا شعب سورية،!! ولكم الله يا أحرار سورية!! ولكنَّ الله يا حرائر سورية!! كم صبرتم تحت العذاب، وكم تجرعتم الحسرات، وكم ذقتم الويلات، وكم عصفت فيكم النكبات، فما هنتم وما لنتم وما يئستم ولا استسلمتم حتى دستم بأقدامكم على صنم حافظ الأسد، وقد أصبح رميماً في قبره يتلذذ الدود بقضمه وهضمه منذ عقود!!

الخاتمة

ثمّ أواصل وأقول: ما كنّا نظنُّ يوما أن نظاماً فاسداً عربياً سيعتمد في بناء اقتصاده على إقامة مصنع للمخدرات، ثمّ صناعة المخدرات في هذا المصنع ثم بيعها على صورة صفقات مخدرات ذات أرباح طائلة، ثم مراكمة هذه الأرباح القذرة كجزء من ثروة رئيس هذا النظام وحاشيته، حتى لو تسببت هذه التجارة القذرة بإفساد ملايين الأبرياء من هذه الأرض واستدراجهم لتعاطي المخدرات حتى يدمنوا عليها!!

نعم يا حيف!! ما كنّا نظنُّ يوما أنَّ نظاماً فاسداً عربياً سينحدر يوما إلى هذا الدرك القذر وهو يتلفع زورا بعباءة الممانعة حتى فضح أمر بشار الأسد وأمر حاشيته وإذ بهم كانوا قد أقاموا مصنعا للمخدرات!! ولعل ذلك يعكس ماهية نحلتهم الباطنية، فقد انتموا إلى فرقة باطنية، ومعلوم تاريخياً أن بعض الفرق الباطنية كالحشاشين كانت تروج المخدرات في مسيرة الأمة الإسلامية قبل قرون من الزمن!! وهكذا أصبحت سلوكيات النظام الأسدي الباطني امتدادا لسلوك جذوره الباطنية كالحشاشين!! يا حيف على هكذا ممانعة.

______________

رابط المقال الأصل:

https://www.mawteni48.com/archives/286620

هذا المقال يُعَبِّرُ عن رأي كاتبه ولا يُعَبِّرُ بالضرورة عن رأي الموقع.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_رائد_صلاح_يا_حيف_على_هكذا_ممانعة

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_رائد_صلاح_يا_حيف_على_هكذا_ممانعة

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات