مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_صفحات_مجهولة_من_العلاقات_السورية_الأمريكية_(6-7)_أمريكا_تدفع_باتجاه_تنفيذ_انقلاب_في_سورية
أمريكا تدفع باتجاه تنفيذ انقلاب في سورية
لقد كانت تحاول أمريكا مراراً وتكراراً زعزعة الأوضاع في سورية، ومن أهم هذه المحاولات، ’’خطة ألفا‘‘ وتسمى أحياناً عملية التيه أو عملية الانتشار، وكانت عام 1956م حيث اجتمعت لجنة أمريكية بريطانية عراقية، لتدارس مخطط انقلاب عسكري، فقدَّمت الولايات المتحدة قسماً من الأسلحة للمتآمرين، كما قدَّم العراق قسماً آخر، إضافة إلى بعض الأموال، والرشاوى لبعض السياسيين، كما صرف زعيم الحزب الوطني في حلب ميخائيل إليان معظم ثروته لإنجاح الخطة التي ستكون نتائجها وحدة العراق وسورية، وفي تشرين الأول عام 1956م حشد العراق قسماً من قواته على الحدود الأردنية السورية بهدف دعم الانقلابيين، لكن كُشِفت المؤامرة نهاية عام 1956م، خاصة أن من بين المتآمرين كان محمد معروف الذي كان له علاقة قوية بـ السي آي إيه وكان يقود تكتلاً عسكرياً في الجيش، إضافة إلى أن غسان جديد الذي كان يقود تكتلاً عسكرياً آخر في الجيش، وهرب إلى لبنان بعد تورطه في قتل عدنان المالكي. كما نشرت صحيفة المنار التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الحادي عشر من نيسان من عام 1957م، أن الحوراني وعفلق اجتمعا بالسفير الأمريكي لمدة ساعة، وبعد فشل الخطة السابقة وازدياد المد الشيوعي إثرها، أعلن ’’ألن دالاس‘‘ رئيس المخابرات المركزية الأمريكية السي آي إيه، أنه لا توجد قيادة حقيقية في سورية، وعلى الولايات المتحدة أن تبدأ بخطة أخرى، فكانت ’’خطة أوين‘‘ التي اشترك فيها الشيشكلي، وإبراهيم الحسيني الذي كان ملحقاً عسكرياً في إيطاليا، عام 1957م، لكن كشفت الخطة أيضاً، وعلى إثر فشلها وتورط مسؤولين في السفارة الأمريكية فيها، أعلنت الحكومة السورية أن ’’هوارد ستون‘‘ مسؤول السي آي إيه في السفارة الأمريكية، وخبير انقلابات عسكرية شخص غير مرغوب فيه، باعتباره نَفَّذَ عدداً من الانقلابات العسكرية وآخرها انقلاب الجنرال زاهدي ضد الزعيم الإيراني محمد مصدق، إضافة إلى ’’فرانك جيتون‘‘ وهو مستشار السفير الأمريكي، ووضع الملحق العسكري الأمريكي بدمشق ’’روبرت مالوري‘‘ تحت المراقبة الشديدة، فردت الولايات المتحدة بطرد السفير السوري من واشنطن، وبالطبع فهذه الإجراءات الروتينية والمسرحية غير مُهِمَّة مادامت الاستراتيجية الأمريكية تسير حسب الخطة الموضوعة. وفي كانون الثاني عام 1957م، أعلن الرئيس الأمريكي ’’دوايت آيزنهاور‘‘ عن مشروعه الذي سُمِّيَ بمشروع آيزنهاور، والذي اتهم فيه الاتحاد السوفياتي برغبته في السيطرة على العالم من خلال نشره للشيوعية، وإن محور اهتمامه في الشرق الأوسط لهذا الغرض، كما رأى وزير خارجيته ’’جون فوستر دالاس‘‘ أن الولايات المتحدة تنظر إلى الدول المتخلفة، على أنها غير قادرة على المجابهة أمام الدول الكبرى، وأنها لا بُدَّ أن تقع في شرك الشيوعية السوفياتية، وأنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تتدخل لتضمن استقلال هذه الدول، وعلى هذا الأساس خول الكونغرس الأمريكي، الرئيس ’’آيزنهاور‘‘ إقامة نظام دفاعي من خلال بعض الدول الشرق أوسطية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف المد السوفياتي الذي يتهددها، وقد اشتركت عدة دول فيه أهمها العراق، وتركيا، ولبنان، فأرسلت الولايات المتحدة سكرتير وزير خارجيتها ’’لوي هندرسون‘‘، إلى تركيا، وقابل كل من رئيس الحكومة التركية عدنان مندريس وملك العراق فيصل الثاني، وملك الأردن، الحسين بن طلال، في آب عام 1957م، ثم قابل، رئيس لبنان كميل شمعون، بعد ذلك صرح ’’هندرسون‘‘ قائلاً: ’’إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم الملائم لجيران سورية المسلمين في حالة تعرضهم للانتهاكات السورية‘‘.
يتبع…..
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_صفحات_مجهولة_من_العلاقات_السورية_الأمريكية_(6-7)_أمريكا_تدفع_باتجاه_تنفيذ_انقلاب_في_سورية
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_صفحات_مجهولة_من_العلاقات_السورية_الأمريكية_(6-7)_أمريكا_تدفع_باتجاه_تنفيذ_انقلاب_في_سورية