مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_صفحات_مجهولة_من_تاريخ_العلاقات_السورية_الأمريكية_(3-7)_أمريكا_تدفع_بالعقيد_أديب_الشيشكلي_لتنفيذ_الانقلاب_ على_الحناوي
أمريكا تدفع بالعقيد أديب الشيشكلي لتنفيذ الانقلاب على الحناوي
نجحت الولايات المتحدة مجدداً بالإطاحة بخصمها اللدود سامي الحناوي، ودفعت بالجنرال أديب الشيشكلي لِيُنَفِّذ انقلابه الأول علي الحناوي في 19 كانون الأول عام 1949م ’’أي بعد انقلاب الحناوي بنحو ثلاثة أشهر‘‘ ليكون حاكماً لسورية، وكان هذا على علاقة بـ ’’مايلز كوبلاند‘‘، فكان انقلابه الأول في مصلحة الولايات المتحدة، وقد أكد على استعداده لقبول السلام مع إسرائيل، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في سورية، والتفاوض لإجراء اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا، والسعي للتوصل إلى اتفاقية مع الولايات المتحدة، بشأن المساعدات العسكرية، بعد أن رفض الرئيس هاشم الأتاسي مشروع النقطة الرابعة الذي أطلقه الرئيس الأمريكي ’’هاري ترومان‘‘ ومفاده: ’’إمداد الدول الأقل نمواً بالمساعدات التكنولوجية، والعسكرية وفي إطار دعم هذه الدول وتقويتها اقتصادياً، لتتمكن من مواجهة واستئصال النفوذ السوفياتي الشيوعي‘‘، إضافة لرفض هاشم الأتاسي الاشتراك في مشروع القيادة الشرق أوسطية التي لَمَّحت إليه الدول الغربية. وعندما قامت الجماهير السورية بالتظاهر تنديداً بالعدوان الأمريكي على كوريا عام 1950م، أقدم الشيشكلي على حل الأحزاب السياسية، وشن حملة اعتقالات ضد كل معارضيه ومعارضي سياسته. كما أن الولايات المتحدة قد أصدرت في 29 أيار عام 1950م، بالاتفاق مع بريطانيا وفرنسا الإعلان الثلاثي الذي تضمن تعهد هذه الدول الثلاثة بتأمين الوجود الإسرائيلي، وبتحقيق التوازن في سباق التسلح بين الدول العربية من جهة، وإسرائيل من الجهة المقابلة، والتعهد بالتصدي لأي محاولة لتعديل الوضع القائم (تعديل اتفاقية سايكس – بيكو) أو تغيير في الحدود التي أرستها اتفاقية الهدنة بين العرب وإسرائيل عام 1949م، وقد زاد أعداد رجال السفارة الأمريكية في دمشق عقب الانقلاب الأول للشيشكلي، كما زاد عدد رجال الأعمال الأمريكيين في سورية، ووقعت سورية عدداً من الاتفاقيات التجارية مع الشركات الأمريكية مثل شركة باكتيل، وشركة نفط العراق البريطانية. وعندما شكل معروف الدواليبي في تشرين الثاني عام 1951م حكومة أعلنت أنها ستتبنى الحياد، وستشتري السلاح من الدول الشيوعية لكسر الاحتكار الغربي، ومعارضة تدخل الجيش في السياسة، وأن رئيس الوزراء نفسه سيتولى وزارة الدفاع إضافة لرئاسة الحكومة، ونادت بالإصلاحات، كما رفضت المساعدات الأمريكية المشروطة بتوطين مليون فلسطيني في سورية، وتفضيلها للاتحاد السوفياتي على الأمريكان إن تعلق الأمر بمسألة اللاجئين وبالتنازلات لإسرائيل، وهذا أدى إلى استياء الولايات المتحدة التي وصفت رئيس الحكومة بأنه أكبر زعيم عربي معاد للأمريكان.
يتبع…..
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_محمد_فاروق_الإمام_صفحات_مجهولة_من_تاريخ_العلاقات_السورية_الأمريكية_(3-7)_أمريكا_تدفع_بالعقيد_أديب_الشيشكلي_لتنفيذ_الانقلاب_ على_الحناوي