مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_نظمي_يوسف_سلسع_هل_بدأت_مرحلة_نهاية_وظيفة_ودور_الكيان_الصهيوني_ككلب_حراسة_للمصالح_الغربية_الاستعمارية_في_المنطقة؟
الكل أدلى بدلوه و”تفذلك‘‘ من خلال رسم ووضع خطط وسيناريوهات تتحدث عن: ’’اليوم التالي‘‘ بعد وقف الحرب على غَزَّةَ.. ولم يطرح أي منهم تصّوراً وصورة كيف ستنتهي هذه الحرب، رغم أن معظم ’’الفذلكة‘‘ كان مصدرها العدو الصهيوني وتحالف العدوان الغربي والعربي أيضا؟!..
يجري ذلك وكأن لا يوجد في غَزَّةَ مواطنون لهم الحق في تقرير مصيرهم؟! .. في حين أن المنطق يشير إلى أن التساؤل الجوهري هو: هل يقبل أو يتقبل أهل غَزَّةَ، وبعد كل هذه التضحيات والصمود الأسطوري، أن يفرض عليهم خطط وحكم قادم من الخارج، مهما كان شأنه وشكله وهويته وموقعه ؟!!.
واقع الأمر لا يمكن، ولا يفترض، أن يحمل التساؤل عبارة: (اليوم التالي…) بل يجب أن تكون: (الانتظار)… الانتظار إلى ما بعد هذا الطوفان وبما يحمل من معنى مجازي لاسمه وبأسه، حيث إن الحال لن يبقى على حاله، ولن تظل جغرافيا على موقعها ولا سياسية على واقعها ولا نظام مُطّبع ولا أنظمة وسلطة خانعة ولا… ولا… ولا… سيجرف هذا الطوفان المبارك العظيم الجميع، وسيفرض واقع ومشهد جديد وتغيير شامل على كافة المحاور في المنطقة ككل بما فيه وجود هذا الكيان الصهيوني .
وعليه فإن السؤال المفترض طرحه بل ويفرض نفسه: هل انتهى دور ووظيفة هذا الكيان ككلب حراسة لمصالح الدول الغربية الاستعمارية كما تم فرضه حين جرى إنشاؤه ؟!! ..
ونستطرد، ما هي هذه المصالح الغربية الباقية بعد قرن من الزمان التي شهدت تفتيت وحدة الشعوب، وإبقاء المنطقة مفككة جاهلة متأخرة وحرمانها من اكتساب العلوم والمعارف ومحاربة أي اتجاه للنهوض والتنمية وامتلاك التقنية كما حددت حينذاك مهام ودور الكيان كدولة معادية غريبة هجينة لإبقاء هذه الحالة المزرية للدول وشعوب المنطقة.. ووفق ما نصَّت عليه قرارات مؤتمر كامبل بانرمان للدول الاستعمارية الأوروبية الذي عُقِدَ في لندن عام 1907م.. وهذه الرؤية والنظرية، كما هو معروف، اقترحها نابليون بونابرت، عام 1798م أي قبل 100 عام من المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا، حينما سقطت جحافل جيوشه وأساطيله أمام أسوار عكا، وحين عاد نابليون إلى فرنسا دعا اليهود الهجرة إلى فلسطين وإقامة كيان مُعادٍ لشعوب المنطقة.
بمعنى: هل ما زالت تلك المصالح نفسها والأهداف ذاتها؟!.. وهل ما تزال هذه الوظيفة وهذا الدور قائماً ومطلوباً، رغم الفشل الذريع والهزيمة النكراء لكلب الحراسة الشرس المرعب الذي ترنح وفقد هيبته وتوازنه من ضربات المقاومة الموجعة منذ السابع من أكتوبر الماضي؟!!..
تساؤلات وافتراضات نطرحها فيما نتناول المعطيات التالية:
من الملاحظ أنه قبل 7 تشرين الأول / أكتوبر، حرص قادة الدول الغربية الأطلسية، وخاصة أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ومعظم دول أوروبا، عدم استقبال المجرم نتنياهو كما جرت العادة، بعد تشكيل حكومته اليمينية الفاشية العنصرية الحالية.. فإذا كان هذا الغرب – المدعي بالديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان إلى آخره من شعارات سقطت على رمال غَزَّةَ – قد حاول الإيحاء بل والتأكيد أنه لا يريد الظهور بالصورة والمصافحة مع رئيس حكومة فاشيَّة عنصرية، كما سَرَّبت حينها مصادر إعلامية أوروبية، فكيف نفهم إذن هذه ’’الهرولة والفزعة‘‘ لقادة تلك الدول الغربية الأطلسية بعد 7 أكتوبر نحو كيان العدو الصهيوني ودعمه بالأساطيل البحرية والعدة والعتاد الجوي والبري ناهيك عن قوات خاصة وجنرالات وجنود وبالتالي المشاركة الفعلية في العدوان وجرائم حرب الإبادة والتطهير العرقي الدائرة الآن في غَزَّةَ؟!..
نعلم أن الدول الغربية قد بذلت كثيرا من الجهود والضغوط على الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، هل كان ذلك من أجل القبول بها ’’كدولة صديقة وحليفة‘‘ في المنطقة، وبالتالي يغسل الغرب يديه من مهام رعايتها وليتدبر أمرها ’’العُربان‘‘ ، بما يعني وفق هذه الرؤية إنهاء القضية الفلسطينية وتحجيمها بدويلة وكيان أي كيان فلسطيني مهما كان كينونته، ونخص بالإشارة إلى جماعة الهيكل الإبراهيمي – راجع مقال رئيس المحفل في لبنان فؤاد السنيورة – واشنطن بوست تاريخ 2 كانون الثاني / يناير الماضي؟!..
تكثفت وانتشرت التصريحات والتعليقات حول مشروع حل ’’الدولتين وإقامة دولة فلسطينية‘‘ من بايدن وجُر .. وفيما يبدو أن ’’حكاية دولة فلسطينية‘‘ تتردد منذ قرن من الزمان، ولها وَقْعٌ ونوع من القبول، بل تجدهم يهرولون لشراء بضاعة الخداع الكلامي عن أوهام الدولة الفلسطينية التي أضحت حكاية ’’ممجوجة‘‘ تتكرر كلما أوغل الكيان الصهيوني في الجرائم والمجازر، فبعد كل عدوان صهيوني على الأرض والشعب الفلسطيني، تطل ’’حكاية دولة فلسطينية وحل الدولتين‘‘ برأسها وتتصدر عناوين الأخبار، ولا يبدو أن لها هدف سوى حجب وتناسي العدوان والمجازر والدخول في لعبة عبثية ودوامة فقاعات تسمعنا جعجعة ولا نرى طحنا!.
واقع الأمر وأساس القضية والموضوع والمشكلة والإشكال بل حجر زاوية الأزمة، ليس في دولة فلسطينية وحل الدولتين، بل هو في هذا الكيان الغريب الذي فرضه الاستعمار الغربي وتم إنشاؤه على الأرض الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني هو الأصل الأصيل على أرضه منذ الأزل، فيما الحكاية الممجوجة قد حولت اللاجئ الغريب إلى الأصيل، والأصيل إلى لاجئ في وطنه، و’’يتعطفون‘‘ على الأصل والأصيل بدويلة وكيان على حفنة كيلومترات؟!!.
منذ إنشاء الكيان الصهيوني جرى وصفه بأنه سرطان زرعه الاستعمار الغربي في قلب الجسد العربي، ويوما بعد يوم ومن مجزرة إلى أخرى تتأكد حقيقة وواقع هذا الوصف.. فكيف لهذا الكيان العسكري الإجرامي المتعطش للقتل والدمار والتدمير التعايش والتأقلم مع شعوب المنطقة ويتحول بقدرة قادر إلى كيان مسالم؟!!..
كذلك وصف الكيان بأنه ’’جيش له دولة وليس دولة لها جيش‘‘، فهذا كيان ومجتمع عسكري لا يتواجد فيه مجتمعاً مدنياً، كما هي الدول الطبيعية، فجميع مواطنيه جنودا وضباط احتياط حتى فوق سن الخمسين، كذلك يعتمد بالكامل على العمالة الفلسطينية، أكثر من 200 ألف عامل من الضفة وغَزَّةَ، ودون أي التزام وحقوق للطبقة العاملة من الرعاية والضمان الصحي والاجتماعي.. ناهيك عن السيطرة والهيمنة الكاملة على الضفة الغربية وغَزَّةَ، ماء وكهرباء ووقود و..و.. والسلطة في رام الله رهينة ’’المُقَاصَّة‘‘.؟!..
لقد مّر على اتفاقية كامب دايفيد نحو 45 عاما، ماذا تحقق منها باستثناء العلاقة ’’الشائنة‘‘ مع رأس النظام واستبعاد مصر عن دورها التاريخي القيادي، هل تحقق السلام المنشود مع الشعب المصري؟!!.. وكذلك اتفاقية أوسلو ووادي عربة نحو 30 عاما، وأضف ما استجد عليهما من تخاريف ’’الهيكل والديانة والاتفاق الإبراهيمي‘‘ والتطبيع مع عُربان الخليج، لم تتقبل الشعوب العربية هذا الكيان الغريب الإجرامي فيما أضحت أنظمة التطبيع على حافة السقوط والانهيار من بعد الطوفان ؟!..
لقد انطلق بركان الطوفان المبارك منذ خمسة شهور، وفيما نجدهم يجتمعون ويتآمرون ويضعون الخطط والسيناريوهات إلى: ’’ما بعد‘‘ و’’اليوم التالي‘‘، نتساءل: أين نحن من ’’سفينة نوح‘‘ التي تنتظر اجتماعا ولقاء وتلاقي الكل الفلسطيني: من فصائل وحركات ومؤسسات وجاليات وفعاليات وقيادات ورموز وطنية من الداخل والخارج، لتفرض الموقف الفلسطيني الواحد الموحد، وللارتقاء أمام إبداع المقاومة الفلسطينية في القتال ومقارعة العدوان الغاشم وما سَجَّلَهُ شعبنا من أسطورة التضحيات والصمود في غَزَّةَ العزّة، الذي نشهد صداه يتردد بتظاهرات جماهير شعوب العالم تعلن: ’’من النهر إلى البحر فلسطين حرة‘‘ ..
بالنتيجة نحن أمام بداية مرحلة نهاية وظيفة ودور الكيان الصهيوني ككلب حراسة للمصالح الغربية الاستعمارية في المنطقة وبالتالي يمكننا القول والتساؤل: عن اليوم التالي ولكن ما بعد إسرائيل!…
___________
رابط المقال الأصل:
هذا التحليل السياسي يُعَبِّرُ عن رأي كاتبه ولا يُعَبِّرُ بالضرورة عن رأي الموقع.
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_نظمي_يوسف_سلسع_هل_بدأت_مرحلة_نهاية_وظيفة_ودور_الكيان_الصهيوني_ككلب_حراسة_للمصالح_الغربية_الاستعمارية_في_المنطقة؟
مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_نظمي_يوسف_سلسع_هل_بدأت_مرحلة_نهاية_وظيفة_ودور_الكيان_الصهيوني_ككلب_حراسة_للمصالح_الغربية_الاستعمارية_في_المنطقة؟