الإثنين, ديسمبر 23, 2024
spot_img
الرئيسيةتحليل سياسيطوفان الأقصى وارتباك الأمن الصهيوني

طوفان الأقصى وارتباك الأمن الصهيوني

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_ناجي_خليفة_الدّهان_طوفان_الأقصى_وارتباك_الأمن_الصهيوني

تشهد الساحة الفلسطينية تصعيداً نوعياً منذ بدء العملية المباركة (طوفان الأقصى)، وما أظهرته من الإعداد العسكري للمقاومة الباسلة والقدرة على اختراق تحصينات العدو حيث وضعته أمام مواجهة غير مسبوقة لم يألفها بل لم يكن يتوقعها. إنها أيام النصر والفخر التي تقترن في معركة 6 أكتوبر 1973م، لتؤكد أن الكفاح الشعبي المسلّح هو طريق التحرر.

في صباح يوم السبت 7/10/2023م أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية (طوفان الأقصى) ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، بصورة تشير إلى ’’تطوّر نوعي‘‘ في أدائها قياساً إلى الحروب السابقة، وكذلك في إدارة المعركة والتحكم في سيرورتها، فضلاً عن إسقاط كل نظريات الأمن الإسرائيلية وبيان هشاشة دوائره الأمنية والعسكرية التي تمّ اختراقها بأدوات بدائية بسيطة…

الظروف التي أنتجت المواجهة:

إن حكومة نتنياهو الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل قامت بتغيير قواعد اللعبة، سيطرة الصهيونية الدينية التي تؤمن بـ ’’حتمية توراتية‘‘ تفيد بضرورة السيطرة اليهودية على الأقصى هي مَنْ سخّرت الحكومة الإسرائيلية ومواردها للإجهاز على القضية الفلسطينية. فهذه الجماعات المتطرفة المهيمنة تؤمن فقط بتفسير لاهوتي واحد وتسعى إلى ترجمته إلى سياسات على أرض الواقع ولا تقيم وزناً للقوانين الدولية، فنتنياهو بدوره خضع لهذه الجماعة خشية من ملاحقات قضائية، وهو بذلك يُقدّم بقاءه السياسي على أي اعتبار آخر حتى لو كان على حساب الأمن الإسرائيلي.

لقد تمكنت الصهيونية الدينية من تسيير السياسة الإسرائيلية بشكلٍ استهدف المسجد الأقصى بشكل مباشر، مُحدثةً بذلك تقسيماً مكانياً وزمانياً على أرض الواقع ما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين هَبّوا وبطرق مختلفة للدفاع عن الأقصى والقدس، كما شنّت حماس وعدد من الفصائل الفلسطينية عملية عسكرية غير مسبوقة ضد إسرائيل فجر السبت أطلقت عليها (طوفان الأقصى)، رداً على قيام الآلاف من المستوطنين المجرمين الفاشيين بتدنيس المسجد الأقصى وأداء صلواتهم فيه تمهيداً لفرض السيادة الإسرائيلية عليه، وهي الخطوة التي كان تهدف لفرض السيادة الصهيونية على المسجد.

لقد خاضت المقاومة الفلسطينية ملحمة بطولية عنوانها الأقصى والمقدسات، في معركة الشرف والمقاومة والكرامة للدفاع عن المسرى والأقصى، وأعلنت انتهاء وقت العربدة الصهيونية في الأقصى دون محاسب. وهذه الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته بأكثر من خمسة آلاف صاروخ، فحسبما جاء على موقع تلفزيون الأقصى التابع للحركة إن هذه العملية المُظفّرة هي رد حاسم على جرائم الاحتلال المتمادية والتعدي المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامات.

لقد تمكن مقاتلوا المقاومة أن يقتحموا بلدات في غلاف غَزَّةَ ويقتلوا جنوداً إسرائيليين ويسيطروا على مركبات عسكرية بالتزامن مع إطلاق صواريخ وصلت إلى القدس في هجوم واسع هو الأول من نوعه في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تمكنت المقاومة من حرق مقرات ودبابات للجيش الإسرائيلي.

ورغم أن غَزَّةَ تحت المراقبة الدائمة بالكامل من كافة أجهزة الأمن الإسرائيلية وتُرَاقِبُ كل شيء داخل القطاع وخارجه، ولكن بعد هذه العملية الواسعة تبين لنا تراجع قدرات العدو على اختراق الدوائر العليا أو على الأقل العسكرية منها.

لقد حققت معركة (طوفان الأقصى) مكاسب كثيرة لصالح المقاومة رغم القدرة العسكرية الصهيونية المتغطرسة والدعم الغير عادل من أمريكا والقوى الغربية، ولم نسمع حتى الآن مواقف عربية داعمة للمقاومة في دفاعها عن المقدسات!

من المكاسب والإنجازات:

1-التخطيط الجيد للمعركة وحسن إدارة العمليات وتدريب القوات على تنفيذ العمليات بدقة فائقة أذهلت العدو.

2-دقّة التحضيرات تحت المراقبة الدائمة بالكامل من كافة أجهزة الأمن الإسرائيلية والأقمار الصناعية الإسرائيلية والأمريكية.

3-الحفاظ على سرّية العملية في كل مراحلها من التخطيط للحظة التنفيذ، رغم سعتها وحجمها.

4-اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ العملية في يوم السبت الذي يصادف عطلة وتجمع.

5-فشل الاستخبارات الإسرائيلية في كشف كل مراحل العملية، ونجاح استخبارات المقاومة الفلسطينية في جمع معلومات دقيقة عن مواقع العدو المهمة وتحركاته واستهدافها.

الخلاصة:

أحدثت معركة طوفان الأقصى زلزالاً حقيقياً، منذ بدايتها وحققت نجاحاً كبيراً ونقلت المعركة للعمق الإسـرائيلي، فضلا عن كسر نظرية الأمن الإسرائيلي ومعها الصورة الذهنية التي عملت تل أبيب على خلقها على مدار عقود فقد تمرَّغت السمعة العسكرية الصهيونية في الوحل ومعها انهارت طموحات نتنياهو السياسية أو بعبارة أخرى انتهى دوره للأبد.

اليوم المقاومة الفلسطينية، تُحقق انجازاً كبيرا في عملية المواجهة، وتعيد مسألة أن الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود، سيثبت التاريخ بأن كل القوى الاستعمارية حتماً، ستنهزم بفعل إرادة المقاومة الفلسطينية والحركة الشعبية العربية.

أقول إلى بني صهيون لن تهنئوا أبدا في احتلالكم بيت المقدس بل لتخرجوا منه عاجلا أم آجلا مصداقا لقول الله في كتابه الكريم (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ)، آل عمران (112). وقال سيد الخلق الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)، صدق رسول الله.

وسيخرجكم الأبطال من هذه الأرض ولا يغرنّكم دعم الغرب أو المعاهدات مع بعض الدول المسلمة ستلغى ويبقى دستورنا الواحد هو كتاب الله تعالى، ولينصرنّ الله المجاهدين عليكم فلا تفرحوا بما أنتم عليه وسيتم تطهير الأرض المقدسة مسرى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.

وما النصر إلا من عند الله.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_ناجي_خليفة_الدّهان_طوفان_الأقصى_وارتباك_الأمن_الصهيوني

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات