الإثنين, ديسمبر 23, 2024
spot_img
الرئيسيةتحليل سياسيطوفان الأقصى والحسم المُبَكِّر

طوفان الأقصى والحسم المُبَكِّر

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_ناجي_خليفة_الدّهان_طوفان_الأقصى_والحسم_المُبَكِّر

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (َلا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)، سورة الحشر الآية (14).

طوفان الأقصى ليس خطوة طائشة أو مغامرة غير مدروسة، بل كان ضربة استباقية وضرورية، لمواجهة خطة صهيونية شديدة الخطورة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهدم المسجد الاقصى واحتلال ما تبقّى من أرض فلسطين، وقد ظهرت بوادر تلك الخطة في خطاب نتنياهو بالأمم المتحدة، عندما رفع خريطة تضم الضفة الغربية وقطاع غَزَّةَ، ضمن حدود الكيان الصهيوني ولم يستنكر عليه أحد!!!

وهذا يعني أن الكيان الصهيوني كان يخطط للقيام بحرب كبيرة بغرض التطهير العرقي وتهجير الناس تنفيذاً لما يُسمى بـ (صفقة القرن)، لكن الضربة القاصمة يوم 7/10/2023م؛ أضاعت على الكيان الصهيوني فرصة المبادرة، وبعثرت أوراقه، ووأدت خطته، وجعلته في موقف المدافع، كما أحيت روح المقاومة من جديد!

1-فماذا حققت عملية (طوفان الأقصى) على المستوى الميداني؟

2-ما هي الدروس المستفادة منه على الصعيد السياسي؟

آثار عملية طوفان الأقصى:

شاهدنا كيف شنّت المقاومة الفلسطينية هجوماً غير مسبوق على إسرائيل جواً وبحراً وبراً، نجح من خلاله نحو ألف مقاتل من مقاتلي حركة حماس في اجتياز الحواجز الأمنية واختراق المستوطنات الإسرائيلية، وفضح الفشل الأمني والاستخباراتي وأسقط القناع المزيف عن الجيش الإسرائيلي كونه أقوى جيوش المنطقة، لتظهر هشاشته للجميع.

لقد حقَّقت كتائب القسام في هجومها المباغت على المستوطنات الإسرائيلية إنجازاً عسكرياً كبيراً وهو إحباط أقذر المخططات الهادفة، لإسقاط غَزَّةَ وتطويق المقاومة بشكل كامل فضلاً عن تدنيس المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم… كل هذه المخططات وغيرها كانت بالتنسيق مع دول التطبيع التي باعت القضية منذ أمد بعيد!

وهذه المعركة الدائرة الآن هي معركة مصيرية ستحدّد مصير المنطقة بشكل عام ومصير الكيان الصهيوني بشكل خاص، حيث أصابه الذهول وبدأ اعتباره العسكري يسقط شيئاً فشيئاً، بدءا بالفشل الاستخباراتي، والفضيحة العسكرية، وانكشاف المستوطنات أمام المجاهدين، فضلاً عن فشله في تحقيق الأمن والسلام لمواطنيه!

كما حقّقت نصراً كبيراً ونقلة نوعية في طبيعة الصراع حين نقلت المعركة إلى أرض العدو، وهذه الاستراتيجية الجديدة، هي استراتيجية الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم حيث كان دائماً ما يسبق إلى أرض المعركة فيحدّدها ويتحكّم في طبيعة المعركة وفي مجرياتها. واليوم بدأت المقاومة في تصحيح مسارها العسكري عندما نقلت المعركة إلى أرض الخصم وهذا له تداعياته الكبيرة على الشارع الإسرائيلي حيث ساد الخوف والقلق وبدأت الهجرة العكسية بالتزايد إثر هذا الهجوم المبارك المبرور!

وبدأت الحكومة الصهيونية بالتخبط والسعي الحثيث للانتقام فهجومها الهمجي والهستيري على مدينة غَزَّةَ هو نوع من أنواع الطيش والتخبط وردّة الفعل المرتجلة والغير محسوبة لتغطية الفشل ولتطمين المواطنين، وهذا الطيش والتهور لن يقود العدو الصهيوني إلاَّ إلى مزيد من الخسائر العسكرية والسياسية والاجتماعية والنفسية.

لقد نجحت المقاومة الحمساوية بتحقيق بعض المكاسب تتلخص بما يلي: 

1-لقد تحطّمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا تُقهر، وتحطّم جهازه الاستخباري وسقطت هيبته.

2-نجحت المقاومة في نسف نظرية الأمن الصهيوني وبات المستوطنون يعيشون في رُعبٍ وخوف…

3-نجحت المقاومة في إعادة بوصلة الأمة لإحياء القضية الفلسطينية بعد موجات التطبيع.

4-نجحت في إسقاط كل مخططات التطبيع وفي مقدمتها صفقة القرن واتفاقات أبراهام التي استهدفت شرعنة الاحتلال واستباحة المقدسات.

5-نجحت في ربط القدس بغَزَّةَ بعدما كانت القدس خارج نطاق المقاومة.

6-قد تنهار حكومة نتنياهو بشكل كامل وبالتالي تبدأ الانقسامات الداخلية بالظهور من جديد

7-فرضت المقاومة معادلة جديدة في الردع العسكري، وهي سلاح الصواريخ أرض أرض مقابل الطيران.

إنها المعركة الأولى في التاريخ التي تسبق نتيجتُها نهايتَها، فهنيئاً لكم هذا النصر الذي لن يُغيّره توقيت نهاية المعركة، لقد أحدثتم في روح هذا الكيان شرخاً لن يُرمَّمَ أبدا، ودققتُم في نعشه مسماراً لن يستطيع نزعه، وأعدتم إلى الأمة كلها روحاً كانت قد فقدتها، فكأنها نفخة إسرافيل في الناس الميتة أن قوموا!!!

ثمة مشاعر عِزَّة زرعتموها فينا أنتم لا تعلمون شيئا عنها، فالعصفور لا يعلم ما يُحدِثه صوتُه في قلوب سامعيه، والوردة لا تستطيع أن تشم شذاها.

لقد حققت المقاومة نصراً استراتيجياً وجعلت فلسطين هي القضية الرئيسة، والكيان الصهيوني هو العدو الرئيس.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_ناجي_خليفة_الدّهان_طوفان_الأقصى_والحسم_المُبَكِّر

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات