أرمينيا، التي تقع في منطقة القوقاز، تشكل نقطة تقاطع استراتيجية بين أوروبا وآسيا. رغم حجمها الصغير، فإن علاقاتها السياسية والإستراتيجية تحمل تأثيرًا كبيرًا في الساحة الدولية.
تتسم العلاقات الأرمنية-التركية بتوترات تاريخية مستمرة، بسبب الصراع القائم حول المجازر الأرمنية في 1915، وهو ما يعقد إمكانية التطبيع الكامل بين البلدين. علاوة على ذلك، تتمتع أرمينيا بعلاقات قوية مع اليونان، حيث يتشاركان في قضايا ثقافية وتاريخية ويشتركان في دعم القضايا الإنسانية الدولية.
في الشرق الأوسط، تسعى أرمينيا للحفاظ على روابط قوية مع المجتمعات الأرمنية المنتشرة في دول مثل لبنان وسوريا، حيث تقدم الدعم الإنساني والمساعدات التنموية. تُعتبر أرمينيا أيضًا شريكًا فاعلًا في بعض المجالات الاقتصادية في المنطقة، على الرغم من التحديات السياسية التي تواجهها.
على الصعيد الدولي، تسعى أرمينيا لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل، على الرغم من بعض القضايا السياسية المعقدة. العلاقات مع الولايات المتحدة هي أيضًا مهمة، حيث تشهد تنسيقًا في قضايا أمنية وتجارية. من جهة أخرى، أرمينيا تحافظ على علاقات قوية مع فرنسا، التي تدعم القضية الأرمنية على المستوى الدولي، في حين تسعى أرمينيا إلى تعميق شراكاتها مع الاتحاد الأوروبي في المجالات التجارية والسياسية.
علاقات أرمينيا مع دول الربيع العربي تتسم بالحذر، حيث تركز على التعاون في مجالات إنسانية وتنموية، مع تجنب التورط المباشر في الصراعات الإقليمية. في المجمل، تعتمد أرمينيا على تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول الكبرى، مع الحفاظ على سياسة خارجية متوازنة تسعى لتحقيق الأمن والتنمية على مستوى عالمي