تقع السنغال في غرب أفريقيا، وتمتلك موقعًا استراتيجيًا على المحيط الأطلسي يجعلها بوابة رئيسية للتجارة والنقل البحري بين أفريقيا والعالم. يُعد ميناء دكار أحد أهم الموانئ في المنطقة، مما يعزز مكانة السنغال كمحور لوجستي وتجاري في غرب أفريقيا. ويُضاف إلى ذلك استقرارها السياسي المستدام، الذي جعلها نموذجًا للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.
تلعب السنغال دورًا بارزًا في الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS)، حيث تُسهم بفعالية في جهود حل النزاعات الإقليمية ومكافحة الإرهاب، خاصة في منطقة الساحل. على المستوى الاقتصادي، تعتمد على قطاعات الزراعة والتعدين والخدمات، وتسعى إلى تحقيق نمو مستدام عبر تنفيذ “خطة السنغال الناشئة”، التي تهدف إلى جعلها مركزًا اقتصاديًا رئيسيًا بحلول عام 2035.
تتميز السنغال بعلاقات وثيقة مع دول الاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا، حيث تُعد شريكًا استراتيجيًا في مجالات الأمن والتنمية ومكافحة الهجرة غير الشرعية. كما ترتبط بعلاقات متنامية مع دول الخليج العربي، مثل السعودية وقطر، من خلال الاستثمارات الاقتصادية والمشاركة في التحالفات الأمنية. في الوقت نفسه، تحافظ السنغال على شراكتها مع الولايات المتحدة، خاصة في مجالات الأمن والتنمية.
تشهد العلاقات مع تركيا تطورًا ملحوظًا، حيث تُعد تركيا شريكًا استراتيجيًا في مشاريع البنية التحتية والاستثمارات التجارية، مما يعزز الروابط الثنائية بين البلدين. أما العلاقات مع إيران فتتسم بالتعاون الاقتصادي والثقافي، رغم التحديات التي أثرت على هذه العلاقة في فترات سابقة. كما تسعى السنغال إلى تحقيق توازن دقيق في علاقاتها مع روسيا وأوكرانيا، خاصة في ظل تأثير الأزمة الروسية-الأوكرانية على الأمن الغذائي.
تدافع السنغال عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، مما يعكس التزامها بالمبادئ الإنسانية وقضايا العدالة الدولية. وفي سياق التحديات الأمنية في منطقة الساحل، تعمل السنغال على تعزيز تحالفاتها مع القوى الدولية لمواجهة التهديدات، بما في ذلك الأنشطة المرتبطة بمجموعات مثل فاغنر. كل ذلك يجعل السنغال لاعبًا محوريًا في قضايا الأمن والتنمية في أفريقيا وعلى الساحة الدولية.