تُعد المملكة المتحدة من القوى العالمية البارزة، محافظةً على تأثير سياسي واستراتيجي كبير رغم مغادرتها الاتحاد الأوروبي. تربطها علاقات قوية مع دول الخليج العربي في مجالات الدفاع والاقتصاد، حيث تعد شريكًا رئيسيًا في تعزيز الأمن الإقليمي والتعاون التجاري مع السعودية والإمارات والكويت. في الشرق الأوسط، تواصل المملكة المتحدة لعب دور مؤثر في قضايا الأمن الإقليمي والنزاعات، مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والملف النووي الإيراني.
تُعد المملكة المتحدة من القوى الفاعلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث كان لها دور تاريخي منذ وعد بلفور عام 1917، الذي أسس لقيام دولة إسرائيل. تواصل المملكة المتحدة دعم حل الدولتين كأساس للتسوية العادلة، مع التأكيد على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل. وتُعتبر بريطانيا مؤيدة لعملية السلام، حيث تشارك في المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الحوار بين الطرفين. ومع ذلك، تواجه المملكة المتحدة تحديات في مواقفها تجاه الصراع، حيث يُنتقد موقفها أحيانًا من قبل الأطراف الفلسطينية بسبب ما يُعتبر دعمًا ضعيفًا لحقوقهم. في الوقت ذاته، تحافظ بريطانيا على علاقة قوية مع إسرائيل في مجالات الدفاع والتجارة، مما يخلق توازنًا حساسًا في سياستها تجاه هذا النزاع المعقد.
أما في علاقتها مع الولايات المتحدة، فهي تُعد “الشريك الخاص”، مع تعاون مستمر في مجالات الأمن والاستخبارات. كما تحافظ على علاقات استراتيجية مع تركيا من خلال حلف الناتو، ومع اليونان في مجالات التجارة والتعليم. في شمال إفريقيا، تسعى المملكة المتحدة إلى تعزيز التعاون مع دول المغرب العربي، مثل الجزائر والمغرب وتونس، في مجالات التجارة والأمن. على الرغم من تحديات “بريكسيت”، تظل المملكة المتحدة لاعبًا محوريًا في السياسة الدولية، تسعى من خلال علاقاتها المتنوعة إلى ضمان مكانتها العالمية وتعزيز استقرار المنطقة