أفغانستان، بموقعها الجيوسياسي الحيوي في قلب قارة آسيا، تعد نقطة محورية في التوازنات الإقليمية والدولية. تاريخيًا، كانت ساحة صراع بين القوى الكبرى نظرًا لأهميتها الاستراتيجية، حيث شكلت ساحة صراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في حقب سابقة. بعد انسحاب القوات الأمريكية في 2021، أعادت حركة طالبان تشكيل الوضع السياسي في البلاد، ما أثر بشكل كبير على علاقات أفغانستان الدولية.
سياسيًا، أفغانستان تُعتبر لاعبًا محدود التأثير على الساحة العالمية، لكن موقعها الجغرافي يجعلها نقطة توتر في النزاعات الإقليمية. من الناحية الجيوسياسية، تجمع أفغانستان مصالح متعددة للقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، الصين، الهند، وإيران، ما يجعلها مركزًا للصراعات الإقليمية. في السياق الاستراتيجي، تظل أفغانستان محط اهتمام عالمي، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وهي تحتفظ بدور محوري في التحولات الأمنية التي تشهدها منطقة آسيا الوسطى.
على مستوى العلاقات مع دول الشرق الأوسط، أفغانستان دعمت القضية الفلسطينية وأيدت موقفًا ضد الاحتلال الإسرائيلي. كما تحافظ على علاقات مع إيران وباكستان التي تتداخل مصالحها مع أفغانستان من خلال التعاون الأمني والحدودي. العلاقات مع تركيا تتسم بالتعاون الأمني والمساعدات الإنسانية، بينما تعتبر علاقات أفغانستان مع روسيا أكثر تعقيدًا بعد التدخل السوفيتي، لكنها تسعى اليوم إلى التعاون في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
أما مع الاتحاد الأوروبي، فقد كان له دور كبير في إعادة بناء أفغانستان بعد عام 2001، من خلال تقديم المساعدات الاقتصادية والتقنية. العلاقات مع الولايات المتحدة كانت مركزية في محاربة الإرهاب وتدعيم الاستقرار، لكنها تأثرت بشكل كبير بعد الانسحاب الأمريكي في 2021، مما وضع تحديات جديدة أمام أفغانستان في تفعيل علاقاتها الخارجية.
فيما يخص علاقات أفغانستان مع إفريقيا، تظل محدودة نسبيًا، ولكن هناك فرص مستقبلية للتعاون في مجالات الأمن والتنمية، خاصة في ظل التحديات المشتركة مثل مكافحة الإرهاب والفقر. كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالتعاون الأمني في إطار مكافحة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، وهو ما يمكن أن يشكل نقطة انطلاق لتعزيز التعاون بين أفغانستان والدول الإفريقية في المستقبل.
تتمتع أفغانستان بعلاقات مع دول الخليج العربي التي تتمحور حول التعاون الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن الدعم الإنساني والتنموي. تُعتبر الإمارات والسعودية من أبرز الدول الخليجية التي تقدم مساعدات إنسانية لأفغانستان، خصوصًا في مجالات الإغاثة والتنمية. كما أن قطر تلعب دورًا دبلوماسيًا في تسهيل الحوار بين حركة طالبان والمجتمع الدولي، وقد استضافت مفاوضات السلام التي أدت إلى الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان. بالإضافة إلى ذلك، تسعى بعض الدول الخليجية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع أفغانستان من خلال استثمارات في البنية التحتية والطاقة.