تركيا تمثل قوة إقليمية ذات تأثير واسع في الشرق الأوسط، حيث تسعى لتحقيق توازن استراتيجي بين مصالحها الإقليمية والدولية. على صعيد علاقاتها مع دول الجوار، تتمتع تركيا بعلاقات معقدة مع سوريا، حيث تعارض سياسات النظام السوري وتؤكد دعمها للشعب السوري، بينما تنخرط في صراعات ضد حزب العمال الكردستاني (PKK) في شمال العراق. علاقتها مع فلسطين قائمة على دعم القضية الفلسطينية في الساحة الدولية، في الوقت الذي تُظهر فيه انتقاداتها للسياسات الإسرائيلية. كما تحافظ على علاقات وثيقة مع الأردن ومصر في مجالات الأمن والتعاون الإقليمي، مشيرة إلى دعمها لحل الدولتين في القضية الفلسطينية.
علاقات تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية تسودها التعاون الأمني، خاصة في محاربة الإرهاب ضمن إطار حلف الناتو، رغم بعض التوترات حول القضايا السياسية والإقليمية. أما مع الاتحاد الأوروبي، فهي تتمتع بعلاقات معقدة، تتراوح بين التعاون في مجالات الاقتصاد والهجرة، مع استمرار التحديات حول حقوق الإنسان والمواطنة. تركيا، رغم صعوباتها الاقتصادية، تسعى لتعزيز روابطها التجارية مع دول الخليج، حيث شهدت علاقات تركيا مع دول مجلس التعاون الخليجي نموًا مستمرًا في التجارة والاستثمار.
من ناحية أخرى، تركيا تتمتع بعلاقات استراتيجية مع إسرائيل، حيث تحافظ على قنوات دبلوماسية رغم التوترات السياسية، بينما تدعم الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية. تركيا أيضًا تعمل على تعزيز وجودها في إفريقيا، من خلال استثمارات في التجارة والبنية التحتية، مما يجعلها شريكًا مهمًا في القارة. على الصعيد الدفاعي، حققت تركيا تقدمًا في صناعة الأسلحة والطائرات المسيرة، مما يعزز مكانتها العسكرية في المنطقة والعالم. فتح تركيا على العالم يعكس تحولًا مهمًا في استراتيجيتها، مع التأكيد على دورها القيادي في المنطقة وقدرتها على التأثير في القضايا الإقليمية والدولية.