أذربيجان دولة ذات موقع جيوسياسي مهم في منطقة القوقاز، تجمع بين إرث تاريخي غني ودور استراتيجي بارز على المستويين الإقليمي والدولي. تتمتع بعلاقات قوية مع تركيا، شريكتها الأقرب ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا، حيث يتعاون البلدان في القضايا الأمنية والطاقة. أما مع إيران، فتسعى أذربيجان لتحقيق توازن بين التعاون الاقتصادي والتحديات المرتبطة بالحدود والأقليات العرقية.
الصراع مع أرمينيا حول إقليم ناغورنو كاراباخ يُعد من أبرز محاور السياسة الأذربيجانية، حيث يعود هذا النزاع إلى حقبة الاتحاد السوفييتي، ويستند إلى أبعاد تاريخية وثقافية معقدة. تعمل أذربيجان على استعادة سيادتها على الإقليم بدعم من تركيا ومواقف دولية متباينة، في حين تلعب روسيا دور الوسيط مع الحفاظ على نفوذها في المنطقة. كما تحافظ أذربيجان على شراكات اقتصادية وعسكرية مع أوكرانيا، خاصةً في مجال الطاقة.
على الصعيد الدولي، تسعى أذربيجان إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عبر تقديم نفسها كشريك رئيسي في تأمين مصادر الطاقة الأوروبية، مما يعزز موقعها كمورد بديل للغاز في ظل الأزمات العالمية. كما أنها تلعب دورًا مهمًا في التجارة العالمية من خلال مبادرة “طريق الحرير الجديد”، مما يعزز مكانتها كحلقة وصل بين آسيا وأوروبا.
في الشرق الأوسط، تتبنى أذربيجان سياسات متوازنة تجاه القضايا الإقليمية، بما في ذلك دعم القضية الفلسطينية ومراقبة تطورات الصراعات في سوريا والعالم العربي. كما تسعى لتعزيز الحوار الثقافي والديني بين الشرق والغرب، مما يعكس دورها في تعزيز التعايش والانفتاح.