المملكة العربية السعودية تُعد دولة محورية في منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، تتمتع بموقع استراتيجي يربط بين البحر الأحمر والخليج العربي، مما يعزز أهميتها كدولة فاعلة في التجارة والطاقة. تلعب دورًا قياديًا في مجلس التعاون الخليجي، وتسعى إلى تعزيز التكامل الإقليمي من خلال شراكات اقتصادية وأمنية، لا سيما مع الإمارات واليمن. علاقاتها مع إيران تشهد تنافسًا جيوسياسيًا متواصلاً، إلا أن الحوار الأخير يمهد لتحسين العلاقات. كما تربطها بروسيا شراكة اقتصادية قوية، خاصة في مجال النفط ضمن “أوبك+”.
علاقات السعودية مع تركيا تشهد تحولات مستمرة، حيث تسعى الرياض لتطوير التعاون في مجالات الأمن والطاقة، رغم التوترات السياسية في بعض القضايا الإقليمية. أما في منطقة الشرق الأوسط، فقد قامت المملكة بتوسيع علاقاتها مع الأردن والعراق وسوريا ولبنان، حيث تسعى لتعزيز استقرار المنطقة من خلال دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي. العلاقات مع مصر تُعد من الركائز الاستراتيجية، حيث تشترك الدولتان في التعاون الأمني والسياسي والمواقف المشتركة بشأن قضايا المنطقة.
على الصعيد الدولي، تمتلك السعودية علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تشكل شريكًا رئيسيًا في مجالات الأمن والطاقة والاستثمار. تدعم المملكة استقرار الشرق الأوسط، وتُعد من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية من خلال مبادرة السلام العربية والتزامها بحل الدولتين. إضافة إلى ذلك، تسعى لتعزيز حضورها في إفريقيا عبر الاستثمارات والمساعدات التنموية.
تعمل المملكة وفق رؤية “2030” لتنويع اقتصادها وتعزيز مكانتها العالمية، مستفيدة من ثقلها السياسي والديني. بفضل دورها في أسواق الطاقة العالمية وتأثيرها الإقليمي، تظل السعودية فاعلًا رئيسيًا في رسم معادلات الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط والعالم.