روسيا تلعب دورًا محوريًا في السياسة العالمية من خلال علاقاتها المتعددة والمعقدة. على الصعيد الدولي، تمثل روسيا منافسًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، حيث يشوب التوترات بينهما بشأن قضايا مثل التوسع في حلف الناتو والأمن السيبراني. مع الاتحاد الأوروبي، تتمتع بعلاقات تجارية قوية خاصة في مجال الطاقة، إلا أن قضايا مثل ضم القرم والنزاع في أوكرانيا تثير توترات. روسيا ترتبط بعلاقات وثيقة مع الأنظمة القمعية مثل سوريا والعراق، حيث تدعم النظام السوري سياسيًا وعسكريًا، مما يعزز حضورها في الشرق الأوسط.
روسيا تعزز تأثيرها في الشرق الأوسط من خلال وجودها العسكري في سوريا وعلاقاتها الاستراتيجية مع إيران، كما تسعى لتحقيق توازن مع إسرائيل. في الصراع العربي الإسرائيلي، تسعى روسيا للعب دور الوسيط من خلال الحفاظ على علاقات متوازنة مع كلا الجانبين، حيث تدعم الحقوق الفلسطينية وفي الوقت نفسه تحافظ على علاقاتها مع إسرائيل. في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تتبنى روسيا مواقف تدعو إلى حل عادل وشامل يستند إلى القرارات الدولية.
في ليبيا، تدعم روسيا الجيش الوطني الليبي، مما يعكس مصالحها في تأمين نفوذها الإقليمي. علاقات روسيا مع إيران ترتكز على دعم مشترك للنظام السوري، بينما تسعى موسكو لتوسيع نفوذها في أفريقيا من خلال استثمارات عسكرية وتجارية. روسيا تبرع في صناعة الأسلحة، وتصدر تقنيات متقدمة إلى دول الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يعزز قوتها العسكرية. في الوقت نفسه، تسعى روسيا لاستغلال قوتها العسكرية كأداة لتحقيق أهدافها السياسية العالمية، مما يعزز دورها كلاعب رئيسي في الصراعات الجيوسياسية.
روسيا تسعى لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج عبر شراكات اقتصادية وأمنية. تسهم روسيا في توفير الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة لدول الخليج، خصوصًا السعودية والإمارات، مما يعزز التعاون العسكري بين الجانبين. كما تسعى روسيا إلى تعزيز علاقاتها التجارية في مجالات الطاقة والاستثمار، وتعمل على تقوية نفوذها السياسي في المنطقة عبر تحالفات استراتيجية توازن علاقاتها مع القوى الغربية وأمريكا.
روسيا والصين تتمتعان بعلاقات استراتيجية قوية، حيث يتعاونان في مجالات الطاقة والتجارة والدفاع، ويسعيان إلى مواجهة الهيمنة الأمريكية في الشؤون الدولية. في المقابل، العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تشهد توترات مستمرة، خاصة في مجالات الأمن السيبراني، التسلح، والنزاعات الإقليمية، على الرغم من التبادل التجاري والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.