سلطنة عمان تتمتع بسياسة خارجية مستقلة ومتوازنة تجعلها لاعبًا رئيسيًا في الشؤون الإقليمية والدولية. فقد نجحت عمان في الحفاظ على حيادها في العديد من القضايا الجيوسياسية الساخنة، مما منحها دورًا بارزًا كوسيط فعال في النزاعات الإقليمية. من خلال سياستها المبدئية في تجنب التدخل العسكري ودعم الحلول السلمية، استطاعت عمان كسب احترام العديد من الأطراف في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
على مستوى علاقاتها مع دول الخليج، تتبنى عمان سياسة تحفظ توازناتها داخل مجلس التعاون الخليجي، حيث تسعى دائمًا للحفاظ على علاقات ودية مع جميع الدول الأعضاء دون الانحياز لأي طرف في النزاعات الإقليمية. وفيما يخص العلاقات مع الدول الكبرى، فإن عمان تركز على بناء شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة وروسيا، متمثلة في التعاون العسكري والاقتصادي في مجالات متعددة.
فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول الإقليمية، فإن عمان تحافظ على موقف حيادي من النزاعات في سوريا وفلسطين، داعمة الحلول السلمية والتفاوضية. كما تسعى لتعزيز التعاون مع تركيا ولبنان والعراق، مشجعة على الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة. فيما يخص العلاقة مع إسرائيل، تبقي عمان قنوات اتصال مفتوحة من أجل تحفيز الحوار بين مختلف الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية.
عمان أيضًا تهتم بتعزيز علاقاتها مع دول القرن الأفريقي، حيث تلعب دورًا في دعم الأمن البحري ومكافحة القرصنة في البحر الأحمر. علاوة على ذلك، فإن السلطنة تعمل على تقوية علاقاتها الاقتصادية مع الدول الأوروبية، لا سيما في مجالات التجارة والطاقة المتجددة.
في الختام، سلطنة عمان تعد نموذجًا للحياد الفاعل والوساطة البناءة في المنطقة، حيث تبرز في الساحة الدولية كلاعب استراتيجي يمتلك القدرة على التأثير بشكل إيجابي في استقرار المنطقة والعالم.