الأربعاء, ديسمبر 25, 2024
spot_img
الرئيسيةمقالات سياسيةإيران لن تَرُدَّ خِشْيَةَ إصابة المسجد الأقصى

إيران لن تَرُدَّ خِشْيَةَ إصابة المسجد الأقصى

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_إيران_لن_تَرُدّ_خِشْيَةَ_إصابة_المسجد_الأقصى

أخيراً عرفنا سبب التردد الإيراني في الرد على الكيان الصهيوني: الجنرال ’’محمد رضا نقدي‘‘ نائب المنسق العام لقائد الحرس الثوري: إيران تخشى أن يُصَابَ المسجد الأقصى بالخطأ في حال رَدَّت إيران على إسرائيل.

منذ مطلع شهر أبريل / نيسان الجاري، تتواصل التهديدات الإيرانية من أعلى المستويات، بشأن تنفيذ رد عسكري على الهجوم الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق وتَسَبَّبَ في مقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم اللواء محمّد رضا زاهدي، القيادي العسكري الإيراني الأبرز الذي تم استهدافه منذ اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، وهكذا عَوّدَتْنَا إيران وعَوّدَت العالم على سماع جعجعتها دون أن نرى في يوم من الأيام لهذه الجعجعة طحينا.

لقد أكد كبير المعممين علي خامنئي أن إسرائيل سوف ’’تنال العقاب‘‘ وقال إن ’’القنصليات والسفارات في أي دولة هي بمثابة أراضٍ لتلك الدولة والهجوم على قنصليتنا يعني الهجوم على أراضينا‘‘.

وقبل ذلك تَوَعَدَّ مسؤولون إيرانيون الكيان الصهيوني بالرد على الهجوم وأن سفارات إسرائيل ’’لم تَعُدْ آمنة‘‘.

ومع ذلك قالت مصادر إيرانية لرويترز، إن طهران نقلت لواشنطن رسالة مفادها أنها سَترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها على نحو يستهدف تَجَنّب تصعيد كبير وأنها لن تتعجل في الرد.

وقالت المصادر إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان نقل رسالة إيران إلى واشنطن أثناء زيارته لسلطنة عُمان.

وأضافت أن أمير عبد اللهيان أشار خلال اجتماعاته في عُمان إلى استعداد طهران تقليص التصعيد بشرط تلبية مطالب تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار في غَزَّةَ، وكذلك إحياء محادثات برنامجها النووي المثير للجدل.

وأحجم متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق على أي رسائل من إيران، لكنه قال إن الولايات المتحدة نقلت لإيران أنها لم تشارك في الهجوم على السفارة. ولم تُعلّق وزارة الخارجية الإيرانية ولا العُمانية على رسالة طهران لواشنطن.

وقال مصدر مُطَّلِع على معلومات استخباراتية أمريكية أن لا علم له بالرسالة المنقولة عبر سلطنة عُمان، وذَكَرَ أن إيران ’’كانت واضحة جدا‘‘ بأن ردها على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق سيكون ’’منضبطاً وغير تصعيدي ويشمل خططاً باستخدام وكلاء إيران بالمنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل‘‘.

وتشير الرسائل الدبلوماسية إلى نهجٍ حَذِر تتبعه إيران في وقت تحسب فيه كيفية الرد على هجوم الأول من أبريل على نحوٍ يردع الكيان الصهيوني عن الإقدام على أعمال أخرى كهذه لكن يتفادى تصعيدا عسكريا قد تَنْجَرُّ إليه الولايات المتحدة.

فما الذي تعنيه رسالة طهران لواشنطن وهل تسعى إيران لحفظ ماء الوجه عبر رد بسيط بعد أن تأخذ ضمانات بأن إسرائيل لن تُصَعّد؟

ويؤكد عدد كبير من المسؤولين الإيرانيين: إن الرد الإيراني على الهجوم المنسوب لإسرائيل ’’حتمي وضروري لاعتبارات الردع‘‘.

وإن ’’عدم الرد يعني استباحة الأمن الإيراني، وأن أي طرف يُمكنه تنفيذ اعتداء على البلاد باعتبار أنها لا ترد‘‘.

وعن طبيعة هذا الرد المرتقب، يشير العديد من المحللين السياسيين والعسكريين أنه لن يكون ’’واسعا جدا‘‘ ولكنه سيتم على الأغلب بشكل ’’متناسب مع حجم الفعل الذي قامت به إسرائيل‘‘.

وأن ’’الرد لن يكون لِمُجرد الرد، لأنه كان هناك اعتداء إسرائيلي على أرضٍ إيرانية وهناك أشخاص قُتِلُوا في الهجوم وبالتالي من الطبيعي أن تكون هناك خسائر بشرية من جانب إسرائيل‘‘، حسب قوله.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_إيران_لن_تَرُدّ_خِشْيَةَ_إصابة_المسجد_الأقصى

لقد أكد البيت الأبيض أن تهديدات إيران لإسرائيل بالرد ’’حقيقية‘‘، وأن الولايات المتحدة تنوي ’’بذل كل ما هو ممكن لضمان تَمَكّن إسرائيل من الدفاع عن نفسها‘‘.

وقبل ذلك حَذَّرَ الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن إيران ’’تُهدد بشن هجوم كبير على إسرائيل‘‘ مؤكدا دعم الولايات المتحدة الثابت لحليفتها الرئيسة في الشرق الأوسط رغم التوترات الدبلوماسية بين البلدين بشأن طريقة إدارة إسرائيل لحملتها العسكرية في قطاع غَزَّةَ.

على الجانب الآخر قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان جنبا إلى جنب في مواجهة إيران.

وشدّد غالانت في بيان عقب لقائه قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال إريك كوريلا الذي يُجري زيارة للكيان الصهيوني ’’أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح: إنهم يقرّبوننا من بعضنا البعض ويعزّزون روابطنا‘‘.

وتابع الوزير الإسرائيلي ’’نحن جاهزون للدفاع عن أنفسنا براً وجواً بتعاون وثيق مع شركائنا، ونعلم كيف نرد‘‘.

وفي حقيقة الأمر فإن ’’الصراع بين إيران والكيان الصهيوني ليس صراع بقاء أو تناقض جذري كما يبدو في الظاهر‘‘، وأن الخطاب الإعلامي العدواني المتبادل بينهما، مدفوع باعتبارات داخلية؛ أي للاستهلاك المحلي وحشد التأييد للنظام الحاكم سواء في إيران أو الكيان الصهيوني.

وهناك حالات سابقة شهدت تعاوناً وتنسيقاً بين إيران والكيان الصهيوني، منها على سبيل المثال ما عُرِفَ بفضيحة ’’إيران – غيت‘‘ أثناء الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.

وأنه طوال العقود الأربعة الماضية، منذ سيطرة معممي قُمْ على الحكم في إيران عام 1979م، يؤكد السلوك الفعلي للكيان الصهيوني وإيران وجود حرص متبادل على تجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة أو حرب حقيقية.

وهناك دليل آخر مهم وهو البرنامج النووي لدى طهران وهو برنامج متقدم وتوشك إيران على امتلاكها للقنبلة النووية، وحتى الآن لم تتدخل الدولة العِبْرِيَّة ضدها عسكرياً كما فعلت مع العراق عام 1980م، بل اكتفت بعمليات استخباراتية دقيقة ومنتقاة،

وحتى بعد أن تدخلت إيران في سورية عسكرياً وباتت تمتلك وجودا عسكرياً مباشراً ومتعدد الأشكال، تعمل الدولة العِبْرِيَّة على تحجيم النشاط الإيراني هناك في حدود معينة.

في المقابل، فإن إيران لم تتحرك بشكل مباشر ضد الكيان الصهيوني رغم تكرار وتوالي الاجتياحات العسكرية لغَزَّةَ والانتهاكات بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عموماً.

وأن الحرب العدوانية الجارية في غَزَّةَ، حدث كبير يتجاوز كل المحطات السابقة والاختبارات بين البلدين، لكن يمكن بسهولة ملاحظة الحذر الشديد في التعامل بينهما.

فالكيان الصهيوني يتجنب توسيع نطاق الحرب، خصوصاً بعد التعثر أمام قدرات المقاومة الفلسطينية المحدودة، وإيران تخشى مواجهة شاملة ومفتوحة تعلم أنها ستخوضها بمفردها ضد تل أبيب وواشنطن معا.

المراجع

الحرة – 12/4/2024م.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_مقالات_سياسية_محمد_فاروق_الإمام_إيران_لن_تَرُدّ_خِشْيَةَ_إصابة_المسجد_الأقصى

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات